بيانات و وثائق الحزب

اجراء قمعي اخر! (حول طرد العشرات من عمال محطة كهرباء الزبيدية في واسط)

26/02/2017
اجراء قمعي اخر! (حول طرد العشرات من عمال محطة كهرباء الزبيدية في واسط)

في اجراء قمعي سافر، قامت وزارة الكهرباء باصدار عقوبة جماعية بحق العشرات من عمال محطة كهرباء الزبيدية في مدينة واسط. ان هذا العمل التعسفي الذي تمثل بطرد وانذار قسم من العمال ياتي ردا من الوزارة سيئة الصيت على قيام العمال البالغ عددهم 1018 بالاضراب عن العمل والاعتصام منذ عدة ايام مطالبين بتثبيتهم على “الملاك الدائم” وصرف اجورهم المتوقفة منذ فترة طويلة.

وبديباجة معروفة سلفاً لكثرة مارددها اسلافهم من ممثلي الطبقة البرجوازية الحاكمة سواء في العراق او في العالم، بررت الوزارة قرارها بعدم مراعاة العمال لـ”الضائقة المالية” و”الظروف الصعبة” التي يمر بها البلد و”الارهاب” وضرورة “دعم الجبهة الداخلية” متهمة “بعض النفوس الضعيفة” بـ”اثارة الفتن” والخ من تعابير مبتذلة وعديمة القيمة والمنافية حتى لقانون العمل النافذ في العراق.

ان كان ثمة تجاوز وجريمة فهو تطاول وزارة الكهرباء على حقوق العمال الاساسية وحتى خرقها لقانون العمل النافذ في العراق، هو التجاوز الذي يشن على العامل بقطع لقمة عيشه وعيش اطفاله، قطع اجوره الزهيدة اساساً. انها بالاحرى سياسة تجويع رسمية صريحة وواضحة. سياسة تتمثل، عند الطبقة البرجوازية الحاكمة، بان في اوقات “الخير” تعود للطبقات الحاكمة ثمرات هذا الخير، وابان الازمة يدفع العمال ثمنها! ان كان ثمة جريمة فهو اعتبار سياسة اخضاع العمال للعمل قسرا وكعبيد “دون اجور ودون رواتب”. ان سياسة التجويع هذه هي، وباكثر الاشكال سفوراً، انكار لانسانية العامل، لكونه انسان من لحم ودم له عائلة ومعيشة ومتطلبات والخ.

لايكمن الامر قط في “الضائقة المالية” ولا في “الظروف الاقتصادية الصعبة التي يمر بها البلد”. اذ فقط في وزارة الكهرباء نفسها سرقت ونهبت ولحد يومنا هذا المليارات من الدولارات من قبل اؤلئك الذين يتباكون بهذه المبررات الكاذبة والهزيلة، اؤلئك غير المشمولين بـ”الضائقة” المذكورة، ولم يوقف “الارهاب” النهب اليومي الجاري على قدم وساق في كل مؤسسات البلد، وفي مقدمتها وزارة الكهرباء، بل جعله يتعاظم!

ان يطالب العامل بحقه، يصبح “ضعيف النفس”، وان يتعدى البرجوازي والفئات السياسية الطفيلية الحاكمة على ثروات المجتمع عبر نهبه السافر لها، يصنف بـ”كبير النفس” عند ابناء الطبقة البرجوازية الحاكمة. ان هذه هي معايير الاخيرة، فاي عدالة وانصاف يمكن توخيها منها؟ ان هذا بحد ذاته يبين ماهية هذه الطبقة وممثليها ووقوفهم التام بوجه الاغلبية الساحقة من المجتمع، عماله وكادحيه.

يدين الحزب الشيوعي العمالي العراقي هذه الاستهتار السافر بحق عمال محطة كهرباء الزبيدية، ويدافع بقوة عن حقوق العمال في الدفاع عن مطاليبهم، سواء في التثبيت على الملاك الدائم او دفع الاجور في وقتها ودون ابطاء ولاي مبررات كانت. ان حق العمال في الاضراب والاعتصام هو حق بديهي للعامل، لتبيان وللدفاع عن مطاليبه وحقوقه التي تدوس عليها الطبقة البرجوازية الحاكمة و مؤسساتها ووزاراتها. وعليه، يجب الدفاع عنه بكل ما اوتينا من قوة.

لايمكن ان يمر هذا الاجراء التعسفي دون رد. يجب اجبار الوزارة على اعادة العمال المفصولين فورا ودون قيد وشرط، وتثبيتهم على الملاك الدائم، المطلب الذي تظاهر من اجله العمال. لايمكن ان يتم هذا دون توحيد الصف العمالي ككل لهذا الهدف. ينبغي ان لايترك العمال المفصولين وحدهم في هذا الصراع. ان ما اتخذ بحقهم اليوم، سيتخذ بحق “غير المفصولين” غداً تجاه اي مطالبة اخرى باية حقوق

اخرى. وسيكون مصير “المفصولين” اليوم هو مصير غير المفصولين غدا ان لم نقطع دابر هذا الاستهتار بحق العمال وحقوقهم.

يجب الرد على سياسة الطبقة الحاكمة البرجوازية القمعية هذه، على سياسة الاستفراد بالعمال “المؤقتين” هذه، بتوحيد الصف وتنظيم الصف العمالي ككل. ان قوة الطبقة العاملة في وحدتها وتنظيمها. ان هذه الحقيقة التي اثبتها تاريخ من النضالات العمالية في العالم اجمع هي ماينبغي ان تكون ماثلة امام انظار الفعالين والقادة والناشطين العماليين واشتراكيي الطبقة العاملة.

عاش نضال عمال محطة كهرباء الزبيدية!

عاش حق الاضراب والاعتصام!

الحزب الشيوعي العمالي العراقي

24 شباط-فبراير 2017

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى