الأخباربيانات و وثائق الحزب

بلاغ دعم الحزب الشيوعي العمالي في كردستان ومساندته للجماهير المنتفضة في مدن إيران!

أيتها الجماهير التحررية في إيران!

مثلما كان مقتل مهسا أميني على أيدي جلادي الجمهورية الاسلامية شرارة انطلاق هبّة جماهيرية عارمة في مدن ايران، هبّة بالضد من السلطة القمعية والإجرامية للجمهورية الإسلامية الرأسمالية، نالت على أثرها، في الوقت ذاته، تضامناً عظيماً من قبل المجتمع الدولي بالضد من جرائم وتطاولات الجمهورية الاسلامية عموماً والظلم الذي يُمارس على المرأة على وجه الخصوص. ان هذه الهبّة التي لم تحمل أية صبغة قومية او دينية وجعلت من خلاص المرأة من القانون والشريعة الاسلامية منطلق اساسي لها ورفعت راية الحرية والمساواة، هي دون شك حركة وعمل ثوري منقطع النظير. وخلال شهر من انطلاقها، لم تزلزل قلعة الرجعية الإسلامية في ايران وحسب، بل جعلت ألأساس الايديولوجي ومجمل الاسلام السياسي والحكومات الرجعية في المنطقة تحت ضغطها جدي، ودفعت بأمل التغيير والتحرر من هذه المصائب الانسانية العامة. وعليه، يتطلع حزبنا والجماهير المحرومة في كردستان بعين الامل لحركتكم، ويعتبران أنفسهما جزء من  حركة ونضال الشيوعيين والطبقة العاملة من أجل تحقيق الحرية والمساواة. وعليه، فان حزبنا، سواءً في داخل كردستان أو خارجها، يقف في كل لحظة إلى جنبكم ويسعى دوماً لجلب التضامن لاحتجاجاتكم.

أيتها النساء والفتيات والشبيبة التحررية!

بصدحكم بصورة موحدة من طهران الى سنندج وبقية مدن ايران بصوت حريتكم ومساواتكم ورميتم واحرقتم الحجاب الاسلامي، فأنكم ابلغتم المجتمع الدولي انكم ترفضون كل هذا الوضع والعيش في ظل شريعة الملالي وسلطتهم. وإذا تطلعتم الى غد مشرق ويليق بالإنسان، وأرجفتم جسد سلطة الجمهورية الاسلامية المعادية للإنسان، فانه بنضالكم وهبّتكم هذه قد عبّرتم عن احتجاج وغضب مجمل الطبقات والفئات والجماهير المضطهَدة في ايران وحولتموها الى حركة ثورية وملهمة من أجل إنهاء السلطة الاجرامية للجمهورية الاسلامية وإرساء مجتمع انساني خال من الظلم وانعدام الحقوق والتمييز. في كردستان، رمت النساء والفتيات بجسارة وشجاعة الحجابات وأحرقوها، واطلق الطلبة هتافات “ان كردستان مقبرة الفاشيين الاسلاميين”، وأعلن عمال النفط والبتروكيمياويات ان قتل مهسا هو قتل عن قصد وعمد وينبغي أن لا يمر دون رد، وكذلك إضراب وتظاهرات المعلمين والجامعات والمتقاعدين و… كلها ليست دليل وبرهان على ما نقوله، بل دليل واثبات على العزم والإرادة العظيمة والموحدة، وهي مبعث احترامنا ودعمنا ومساندتنا ومجمل تحرري العالم. إن مساعي الجمهورية الاسلامية من أجل إراقة الدماء في الاحتجاجات وهذا الاسلوب من القمع والقتل والاعتقال وعسكرة المدن، تدلل مرة اخرى على ان النظام مرتعب من قدرات وقابليات هذه الهبّة ويرى أفق سقوطه أمامها.

إذا كان الرعب والخوف قد لفّ النظام، واذا كانت هبّة شهر واحد للنساء والفتيات والجماهير المحتجة والمضطهَدة قد وضعت باب التغيير خلفها، بيد ان هذا هو بداية العمل. ينبغي ان ينفجر بركان غضبكم أكثر ويمتد بشكل أوسع. على العمال والجماهير الكادحة في المدن ومجمل المتطلعين للتغيير في مجتمع ايران ان ينضمّوا الى هذه الاحتجاجات. ينبغي لمراكز المدن والاحياء والمؤسسات والجامعات والمحلات ان تكون ميداناً للحلول الراديكالي والثوري والموحّد للجماهير في الميدان. ينبغي ان تنتظم صفوفنا في مجالس ولجان ثورية، وبموازاة إدامة الاحتجاجات والتظاهرات، عليها أن نفكر بإدارة وتسيير المجتمع. على قادة هذه الاحتجاجات وناشطيها ان يتطلعوا بصورة واضحة لمستقبل المجتمع، وان يسعوا من الان لإرساء نظام ومنظومة تؤمن الحرية والمساواة والسعادة للجميع. بالأخص إن أي تحرك ثوري، بدون افق شفاف للمستقبل وذلك النظام الذي يضع حداً للفصل والتمييز الطبقي واللا مساواة ويرفع يد القمع والاعتقال وانعدام الحقوق من المجتمع، وحتى لو تمكن من الاطاحة بالنظام، إلا إنه يبقي الباب مفتوحاً أمام سرقة جناح آخر من البرجوازية لمكاسب النضال وتضحيات الجماهير وإعادة المجتمع مرة أخرى إلى وضع لصالح الطبقة الرأسمالية وأحزابها. ولهذا، ينبغي تنظيم صفوفنا وجمعها تحت أفق اشتراكي لإنهاء سلطة أكثر من أربعة عقود من حكم هذا النظام الرأسمالي الإسلامي، ونرسي بإرادتنا نظام يؤمن الحرية والمساواة والعيش الرغيد للجميع على أنقاضه.

ايها العمال، أيتها الجماهير التحررية في ايران!

أيتها النساء والشباب والطلبة المنفضين!

إذا كان البقاء تحت رحمة حكم الشرع والاسلام لا يعني سوى قتل مهسا وأمثال مهسا وعبودية المرأة وانعدام حقوقها التام، إذا كان بقاء الجمهورية الاسلامية في ايران لا يعني سوى سقوط الضحايا وقبول البطالة والفقر والقمع والسجون ومئات المصائب والويلات، إذاً هلموا بقوانا الموحدة لكنس مؤسسات هذه السلطة المعادية للمرأة وللإنسان للأبد. هلمّوا بقوانا المنظمة والموحدة، وبتنسيق قدراتنا وإرادتنا ، في أماكن عملنا ومعيشتنا، ولنجعل من الشوارع والمحلات والمعامل والجامعات ميدان لتسيير قوانين انسانية ومساواتية وتامين مجمل الحريات الفردية والمدنية وتحطيم مجمل المؤسسات البوليسية والامنية والبيروقراطية والقمعية وكنس مجمل القوانين التي تتناقض مع المطالب والحريات الانسانية. ينبغي اطلاق سراح جميع المعتقلين السياسيين وتحقيق الحرية السياسية والنزعة التحررية التي تسهر على ضمانة حرية النشاط والفعالية.

اديموا نضالكم والابقاء على قوانا موحدة، وجعل تظاهراتنا واحتجاجاتنا اكثر جماهيرية وسعة، وتنسيق الحركات الثورية مع بعض، والشروع الفوري بالتنظيم وتنظيم الاجتماعات العامة وارساء المجالس وتسيير المحلات والمعامل والمراكز وكل مكان يسمح توازن القوى بذلك… بلوغاً بتنفيذ وتطبيق القوانين التحررية وتأمين الحريات السياسية والحقوق الفردية والمدنية والارتقاء بالاستعدادات لصد واحباط الاعيب وخطط النظام وقوى الثورة المضادة… ان هذه خطوات مؤثرة لتعميق وترسيخ المكتسبات والتقدم الراهن وفي الوقت ذاته لأعمال التقدم المقبلة…

يثمن الحزب الشيوعي العمالي العراقي في كردستان دوركم الجسور والشجاع، ويقف بكامل قواه معكم ومع مطالبكم ويدعم احتجاجاتكم.

22 تشرين الاول-اكتوبر 2022

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى