الهجمة على النساء والحريات الفردية والمدنية هي هوية الاسلام والاسلام السياسي

في مساء أمس المصادف 30 كانون الأول، وقرب محلة “هوانه” في مدينة السليمانية، شن مجموعة من
الشباب هجمة على فتاة حضرت لميدان سباق الدراجات النارية.. يتحدثون عن سبب هذه الهجمة هي
ملبس تلك الفتاة. بيد ان هذه كذبة كبيرة لهذه الرجعية الاسلامية ومخططي هذا السيناريو المقزز
والمخزي، كي يغطوا على حقيقة امور خططهم السخيفة. وإلا ليس ثمة من لا يعلم بالتهديدات والشتائم
وملاحقة الاخرين بالصراخ ورمي الحجارة بوصفها من التقاليد وألأساليب الرئيسية للفاشية الاسلامية
بوجه مدنية المجتمع والتي بلغت بها داعش حتى جز الرقاب وحرق الناس. وعليه، إن ما جرى أمس هو
محاولة مفضوحة للجماعات الاسلامية المنفلتة في الاجواء السياسية لكردستان. وقد فسحت الاحزاب
الحاكمة المجال لها لحد الاعتداء بهذا الاسلوب الداعشي والوحشي على النساء والفتيات وتطاول أنيابها
الرجعية و الفاشية على المجتمع.
ان ما حدث في محلة “هوانه” وتلك الهجمة التي شنت على تلك الفتاة هما إمتداد للحملة التي لجأ لها وشنها
الاسلاميون والسلفيون والملالي قذعوا الالفاظ على النساء وحقوقهن ومدنية مجتمع كردستان. انها تأتي
بالاخص بعد الحملة الايمانية التي شرع بها رئيس الاتحاد الوطني الكردستاني باسم “الدفاع عن الاخلاق
والسلوكيات الكردية” باغلاق بعض النوادي في المناطق العامة في مدينة سرجنار والتي لاقت ترحيب
وتاييد حارين من قبل السلفيين والاسلاميين. إنها حملة ايمانية كي ينال دعم الاسلاميين بوصفهم ورقة
سياسية بوجه البارتي يستخدمها لإمالة الميزان لصالح حزبه على حساب الحقوق والحريات الفردية للنساء
ومدنية المجتمع.
لن تقبل الجماهير المتمدنة والتحررية والعلمانية لمجتمع كردستان دون شك بالسجل الكالح والاجرامي
للاسلام السياسي وتياراته وفاشيته التي لجأوا اليها بوجه النساء ومدنية المجتمع ، بل انه مبعث غضبها
وسخطها.
ان وجود وافعال وممارسات الاسلاميون وحملة السكاكين وذوي الالفاظ القبيحة هي قصة لا تماثل
وتتناقض مع عشرات ومئات الامثلة من القصص اليومية على مدنية جماهير كردستان. ان ترحيب
عشرات الالاف بعطلة رأس السنة في مدن كردستان تبين حقيقة ان ليس بوسع هذه المساعي التي لا
تنسجم مع المجتمع والتي يقوم بها الاسلاميون وجبهة رجعية المجتمع فرض التراجع على التطلع للحياة
والسلوك المدني لجماهير كردستان، وترمي بهما تحت ظل الداعشيين. ان الهجمة على النساء والناشطات
النسويات والحقوق الفردية والمدنية وحريات جماهير كردستان وصولاً الى اصدار الاسلاميون
والسلفيون الفتاوى تلو الفتاوى يعود للقلق والخوف من مدنية مجتمع كردستان وسماته العصرية، وفي
الوقت ذاته هلعهم وخوفهم و ناقوس خطر فنائهم أمام موجة الحركة الثورية لجماهير ايران المنهمكة في
رمي قلاع و منابع الاسلاميون والسلفيون وسلطتهم الخانعة في مزبلة تاريخهم الغارق في الجرائم والدم.
أيها العمال والشباب والنساء والتحرريون!
إن االاسلام السياسي وثقافته وشريعته هم لصقة هجينة قامت بها السلطة البرجوازية الكردية وأحزابها
لقمع الجماهير المفقرة والمعطّلة، رقعة هجينة الصقتها بنظام وسلطة فاشلتين وتستخدمها كل مرة بهدف
تعديل كل طرف لميزان القوى بينهما لصالحه على حساب حقوق وحريات المراة ومدنية المجتمع. ان
البرلمان الكارتوني لهذه الاحزاب بشريعتهه الاسلامية وقوانينه الخاصة بتعدد النساء، وحكومته المهلهلة
بوزارة الاوقاف والشؤون الاسلامية، وبقوى مليشياته ومؤسساته الاعلامية التي تلعب دور شرطة
أخلاق…. هذه كلها من اجل ادامة عمر الثقافة الاسلامية على المجتمع ولجم التيار التحرري والحركة
الاحتجاجية الجماهيرية التي هبت من أجل مطلب الخبز والحرية والرفاه وانهاء عمر هذه السلطة والنظام
اللذان استهدفا، ولاربع عقود، حياة الجماهير العمالية والنساء والشباب… وعليه، ينبغي عدم فسح المجال

أمام الرجعية الاسلامية من ان تتطاول على المجتمع. ينبغي ان لا نسمح للاسلاميين أن يخنقوا حياة النساء
والفتيات وشباب كردستان بانعدام الكرامة والاهانة والذل وهجماتهم وحملاتهم القذرة. على الشبيبة
التحررية والجماهير المتمدنة في مردستان أن يتصديا للمارسات الوحشية للاسلاميين وداعشييهم
ويعيدوهم الى جحورهم. على جبهة تحرر ومدنية المجتمع، النساء والشباب والعمال والجماهير التحررية
طردهم من الساحة بنضالهم الموحد. وان يتصدوا للسلطة والالاعيب السياسية لاحزابها وان لايسمحوا
لها ان تدفع بميزان مصالحها ضد بعض على حساب كرامتهم وانسانيتهم وحقوقهم المدنية.
ان وضع حد لتطاول الرجعية وابعاد الايادي البغيضة لسلطة الاسلاميين عن حياة النساء والمجتمع
مرهون بالنضال من اجل ازاحة هذه السلطة وانهاء هيمنة احزاب الحركة الكردية على حياة المجتمع
واحلال سلطة جماهير منظمة في مجالسها. سلطة تؤمن الحرية والمساواة والرفاه للجميع.

الحزب الشيوعي العمالي الكردستاني

31 كانون الأول 2022