الأخبارالمقالاتملفات المؤتمر السابع

بلاغ المؤتمر السابع للحزب الشيوعي العمالي العراقي الى الطبقة العاملة في العراق

بمناسبة انعقاد المؤتمر السابع للحزب الشيوعي العمالي العراقي في يوم ١٠ آيار ٢٠٢٤، يوجه الحزب نداءه الى الطبقة العاملة والحركة العمالية في العراق، بأنَّ طريق الحرية والمساواة، طريق الأمن والأمان، الطريق الذي يعرّف الإنسان في العراق بهويته الإنسانية، والطريق الذي يؤدي إلى نزع فتيل الصراعات الدينة والطائفية والقومية وحتى المناطقية، مرهون باقتدار الطبقة العاملة وحضورها السياسي والاجتماعي في المجتمع.

إنَّ الطبقة العاملة في العراق، هي الوحيدة التي بإمكانها فرض التراجع على سياسة الإفقار والعوز المتمثلة بخصخصة الخدمات والتعليم والصحة وفرض الضرائب على الوقود والسلع الأساسية بالإضافة الى المساعي الرامية إلى تعويم العملة المحلية وخفض قيمتها التي تحاول الطبقة البرجوازية الحاكمة في العراق فرضها على جماهير العراق.

إنَّ التباشير الأولية اليوم في العراق ومبعث أمل وخلاص جماهير العراق من هذه الطغمة الفاسدة للسلطة المليشياتية الممثلة السياسية للطبقة البرجوازية هي نهوض الطبقة العاملة، إذ تجتاح معظم القطاعات احتجاجات عمالية من اجل رفع الأجور والمطالبة بالضمان الاجتماعي والصحي الى جانب احتجاجات واسعة من قبل العاطلين عن العمل الذين يمثلون جزء لا يتجزأ من الطبقة العاملة. وقد برهنت وحدة عمال المصافي في العام الماضي بإحباط المادة ٤٢ التي كان يفترض إقرارها بالموازنة إذ كان يراد منها رفع أسعار برميل النفط المحلي، على قدرة طبقتنا العاملة على الدفاع عن معيشة ورفاه جماهير العراق عموما.

والى جانب ذلك شهد الأول من أيار من هذا العام، وبخلاف السنوات السابقة، ظهور العمال بقيافتهم الطبقية وبصفهم المستقل ومطالبهم العادلة، ويبشر بحقيقة أنَّ غدا أفضل يصنعه العمال فقط.

إنَّ نهوض الطبقة العاملة في العراق اليوم للدفاع لا عن مصالحها المستقلة فحسب، بل على مصالح الجماهير الكادحة، هو احدى العوامل التي دفعت بمساعي الحكومة والبرلمان لتشريع قوانيين تنال من حريتهم في التنظيم مع فرض نقابات صفراء، مما يعني فتح الطريق للتدخل بشؤون العمال واحتواء حركتهم النضالية من اجل تحقيق مطالبهم المشروعة والعادلة.

يا جماهير العمال.. يا مناضلي وفعالي وناشطي العمال!

إنَّ العمال هم بناة ثروة المجتمع، ومن بين أياديهم تتدفق خيرات المجتمع. ليس من العدل ولا الإنصاف أن يكونوا الأكثر حرماناً في المجتمع، في حين هناك طبقة رأسمالية طفيلية تقتات على كدح العمال وعرق جبينهم تعوم في بحار من الثروات التي أنتجتها أيدي العمال أنفسهم! إنَّ هذا عالم مقلوب، لذا يتوجب على الطبقة العاملة أنّ تعيد وقوفه على قدميه.

من جهة أخرى يموج المجتمع اليوم بالنضالات والاحتجاجات العمالية على صعيد العراق وكردستان. كي يحقق العمال أهدافهم فلا بد من عدم الاكتفاء والاقتصار على النضالات المحلية أو الخاصة أو المعملية رغم أهميتها، ولكن عليهم الدفع بالنضال بشكل جماعي وعلى صعيد البلد ككل وكطبقة بوجه الطبقة البرجوازية الحاكمة وتياراتها وميلشياتها. ينبغي توحيد النضال على صعيد البلد ككل، وتوحيد ناشطي العمال وفعاليهم على صعيد العراق وكردستان والظهور كطبقة صاحبة المجتمع وراسمة لمصيره، طبقة تنازل السلطة المليشياتية القائمة، هادفةً للإطاحة بها وإرساء مجتمع حر ومساواتي، اشتراكي.    

إنَّ المؤتمر السابع للحزب يعلن بان الحزب الشيوعي العمالي لن يدخر جهدا بالدفاع عن الحريات النقابية وكل الأشكال التنظيمية للعمال وحق الأضراب والتنظيم الذي هو سلاح العمال في الدفاع عن مطالبهم.

وفي الوقت ذاته، يؤكد من جديد، أنَّ الحزب أداة فعالة بيد القادة والنشطاء والفعالين العمال الاشتراكيين والشيوعيين لتقوية صفوف العمال والدفاع عن حقوقهم ووحدتهم وكل أشكالهم التنظيمية ونضالهم الجاري لتحسين أوضاعهم الاقتصادية والاجتماعية، والوقوف بوجه هجمة البرجوازية وسياستها التي جاءت تحت عنوان (الورقة البيضاء)، تلك السياسة التي لا تعني سوى إفقار الجماهير العمالية وبقية الشرائح الكادحة، والنضال دون هوادة ضد كل الأفكار والتصورات والترهات الدينية والطائفية والقومية التي تنثرها أحزاب السلطة المليشياتية الإسلامية والقومية لدق اسفين في وحدة صف العمال وتشويه وعيهم الطبقي (السياسي والاجتماعي) وحرف الأنظار عن عدوهم الحقيقي وهو البرجوازية بممثليها السياسيين.

كما يخاطب المؤتمر السابع للحزب الطبقة العاملة في إقليم كردستان، بوجوب النضال من أجل عيش كريم لهم ولأسرهم وأبنائهم هو جزء لا يتجرأ من نضال الطبقة العاملة في وسط وجنوب العراق، وان وحدة النضال المشترك بوسعه إفشال كل السياسات التي تنال من رواتب ومعاشات عمال وموظفي كردستان. إنَّ وحدة صفوف العمال هو الطريق لإحباط جميع المشاريع الاقتصادية والسياسية والاجتماعية للطبقة البرجوازية الفاسدة الحاكمة التي جاءت تحت حراب الغزو والاحتلال.

 إنَّ عالم أفضل، وحياة مرفهة وعيش كريم وتحقيق الحرية والمساواة ومنها الحريات السياسية والعامة لجميع جماهير العراق لا يأتي إلا على أيدي الطبقة العاملة وحركتها النضالية.

المؤتمر السابع للحزب الشيوعي العمالي العراقي

اواسط أيار ٢٠٢٤

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى