الأخباربيانات و وثائق الحزب

بيان الحزب الشيوعي العمالي العراقي حول عملية حماس الأخيرة في إسرائيل

قامت حركة حماس صباح اليوم المصادف ٧ تشرين الأول ٢٠٢٣ بعملية عسكرية داخل إسرائيل براً وبحراً وجواً، ونتج عنها قتل العديد من الجنود الإسرائيليين واسر عدد منهم الى جانب عدد من المستوطنين، وجاء رد فعل الحكومة الإسرائيلية بإعلان حرب شاملة لأول مرة منذ حرب أكتوبر عام ١٩٧٣على حماس وقطاع غزة.

إن العوامل السياسية التي تقف وراء ما يحدث الآن في إسرائيل وفلسطين هي انسداد الأفق السياسي أمام حلاً عادلاً للقضية الفلسطينية وتأسيس دولة فلسطينية مستقلة تنهي أكثر من سبع عقود من الظلم القومي السافر والسياسات العنصرية لدولة إسرائيل الفاشية؛ حيث خفت وهج القضية الفلسطينية وانزوائها أو غيابها بشكل عملي من على طاولة الحكومات والأنظمة السياسية  سواء على الصعيد الدولي وكذلك على الصعيد العربي، إذ وتوجهت عدد من حكومات المنطقة الى عقد المصالحات والتطبيع مع إسرائيل، وكان آخرها التصريحات الصحفية لولي العهد السعودي في قناة (فوكس نيوز) الامريكية، عن تقارب دولته مع إسرائيل وعن “ضرورة أن تلعب إسرائيل دورها المهم في المنطقة ” واضعة المبادرة العربية للسلام التي صاغتها السعودية في بداية الألفية الثالثة على جنب، وقبل تلك التصريحات، تم إبرام ما سمي باتفاقات إبراهام بين الإمارات والبحرين والسودان والمغرب وبين إسرائيل.

بالإضافة إلى عوامل محلية وهي المنافسة بين حركة حماس والجهاد الإسلامي لقيادة المشهد السياسي في فلسطين للبقاء في معادلة السلطة الفلسطينية والاستئثار بها.

إنَّ الجرائم اليومية التي ترتكب بحق الشعب الفلسطيني من قبل الجيش والقوات الأمنية الإسرائيلية من مصادرة أراضي الفلسطينيين وبناء المستوطنات عليها وقتل العديد من الأبرياء من جماهير فلسطين في منطقة جنين وغيرها بدم بارد، وفرض حصار اقتصادي جائر على الشعب الفلسطيني في قطاع غزة منذ ما يقارب عقدين من الزمن، بمساندة وتحريض من اليمين الديني الرجعي الذي لا يقل فاشية عن القوى الأمنية تعطي الحق للفلسطينيين اتخاذ الوسائل المناسبة كرد فعل على تلك الجرائم. 

إن المسؤول الأول والأخير عما يحدث من حرب دموية بين إسرائيل وحماس وقبلها الجهاد الاسلامي والتي يدفع ثمنها الأبرياء من الطرفين هو استهتار دولة إسرائيل المجرمة بجميع حكوماتها اليمينة و”اليسارية” المتعاقبة، وداعميها الدوليين وخاصة الولايات المتحدة الأمريكية وحلفائها في الاتحاد الأوربي الذين يجملون وجه وحشية دولة إسرائيل في المحافل الدولية والدفاع غير المشروط عنها، وتصويرها على أنها “واحة الديمقراطية وحقوق الانسان” في الشرق الأوسط وتغض الطرف عن جميع جرائمها بحق جماهير فلسطين، وذلك من أجل أن تكون إسرائيل أداتهما لتنفيذ سياستهما في المنطقة.

إن تداعيات هذه الحرب التي أعلنتها حماسة على إسرائيل ستضيف رصيداً جديداً لتيارات اليمين الرجعي في إسرائيل والمنطقة وستقدم المبررات والحجج لارتكاب المزيد من الجرائم بحق الأبرياء من جماهير فلسطين ويتساقط المزيد من الضحايا على جانبي الصراع.

إن العملية العسكرية لحماس أو الحرب التي أعلنتها حكومة إسرائيل هي امتداد للصراع الدائر بين دولة الاحتلال الإسرائيلي الفاشية وبين تيار من تيارات الإسلام السياسي البرجوازي والرجعي، تيار يتعقب مصالحه السياسية الضيقة حتى ولو على حساب ارتكاب المجازر بحق المدنيين، ناهيك عن أجندته المعادية لجماهير فلسطين ذاتها. 

لن تمنع الحرب الدائرة حكومات إسرائيل الرجعية من انتهاج سياسة غير سياسة قضم الأراضي وبناء المستوطنات وقتل الأبرياء تحت ذريعة محاربة الإرهاب، وإنَّ ذلك سيكون مادة دسمة في إطالة عمر التيارات الرجعية في إسرائيل وفلسطين والمنطقة.

إن إنهاء دوامة العنف والحروب وقتل الأبرياء وبناء مجتمع آمن يعم فيه السلام يكون فقط عبر كف إسرائيل عن احتلالها لفلسطين وإنهاء الظلم القومي على جماهير فلسطين وتأسيس دولتها المستقلة.

7 تشرين الأول 2023

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى