تأسينا على ضحايا الزلزال الذي ضرب تركيا وسوريا!
في ساعات الفجر الاولى من يوم الاثنين (6 شباط)، استيقظت البشرية على مصيبة إنسانية كبيرة. إذ ضربت هزات أرضية مناطق واسعة نوعاً ما من جنوب تركيا وشمال سوريا، مناطق يسكنها ما يقارب 15 مليون نسمة. بلغت درجة الهزة 7.8 درجات على مقياس رختر. وهو اقوى زلزال ضرب تركيا منذ 80 عام. لقد كانت من القوة بحيث تم الاحساس بها في عدة دول مثل العراق وقبرص ولبنان ومصر والسعودية و… تهاوت عمارات وانهارت بيوت وتدمرت شوارع خلال لحظات، و”أحسست كأنها نهاية العالم” على وصف احد الناجين من بين الانقاض. ذهب ضحية الهزات المذكورة الالاف من سكان هذه المناطق، والاف اخرى تحت الانقاض لحد الان وبقاء مئات الالاف دون مسكن أو مأوى في أوقات بلغت درجات الحرارة تحت الصفر. وحسب تقديرات منظمة الصحة العالمية، فانه قد تصل الخسائر الى 8 اضعاف مما هي عليه الان.
إنه وضع مأساوي بكل ما للكلمة من معنى. عوائل بأكملها قد أُفنيت. فيما بكاء وأصوات نحيب الناجين على أهاليهم وأقاربهم تحت الانقاض يقطّع القلب وبكائهم يصم الآذان فعلا. وتتناقل الفضائيات أحاديث الناجين المرعبة والمحزنة، وأكثرها حزناً وألماً صور الاطفال الذين تم انتشالهم من بين الانقاض، بحيث تلسع قلب كل أنسان يلتسع قلبه للإنسانية والانسان. انها مأساة انسانية كبيرة إلى حد طلبت فيه حكومة أردوغان والاسد دعم الدول الاخرى.
إن كان حدوث الزلازل عمل مرتبط بالطبيعة، بيد ان الحكومات في تركيا وسوريا مسؤولة بصورة مباشرة عن النتائج الكارثية لهذا الحدث. ان كليهما مسؤولتان وذلك لافتقادها للبنى التحتية اللازمة للرد على حالات مثل هذه. على قول احد الخبراء المختصين بحوادث الطبيعة: “ان الزلازل بذاتها لا تؤدي الى مثل هكذا دمار وضحايا، أن ما يترك هذا الحد من الدمار والخسائر البشرية هو غياب البنى التحتية اللازمة وبناء البيوت والعمارات بطرق بحيث تكون بوسعها ان تتفادى الحاق اضرار بهذا الحد في حالات مثل هذه”.
ان حكومات الرأسمال، حكومات الربح وامتصاص دم العامل والكادح والمحروم، حكومات الحروب والعسكرتارية والفاشية والدكتاتورية السياسية هي عاجزة عن الرد على هذه القضية وخلق الامان في مجتمعاتها ببساطة لان هذه الامور ليست من اولويتها.
على كل الدول وجميع الاتحادات والمنظمات العمالية والجماهيرية والمحبة للإنسان سواء في داخل سوريا وتركيا او خارجهما أن يدعموا الجماهير المتضررة في سوريا وتركيا بكل المستلزمات والضروريات اللازمة بهذا الصدد سواء من حيث الانقاذ او الاخلاء او الرد على الحاجات الفورية لمن هم بلا مأوى أو سكن من خيام وملابس وادوية وغذاء….
الحزب الشيوعي العمالي/ صحيفة إلى الأمام.