عام على تنامي حركة جماهيرية تحررية
مرّ عام على انطلاق الحركة الداعية للتحرر في إيران والرافعة لراية تحرر المرأة والحرية والمساواة والرفاه ومناهضة الاستبداد ومن أجل الاطاحة بالجمهورية الاسلامية. اليوم، هناك طرفان في هذا الصراع: الجمهورية الإسلامية من جهة، والنساء والشباب والعمال والفئات المحرومة من الجهة المقابلة، اصطفا بوجه بعض وفي توازن قوى أكثر مناسباً لصالح الجماهير.
ومع اقتراب الذكرى السنوية لهذه الحركة، سارعت الجمهورية الاسلامية، المرتعبة من الجماهير ومن استعراض الجماهير لقدرتها مرة أخرى، الى الشروع بعملها. إذ تسعى عبر التهديد والتخويف أو عبر عسكرة أجواء المدن أو حشد القوى في الجامعات والمراكز العمالية، ومركزة القوى في المحلات والمدارس و….وتجييش القوى المسلحة والشرطة ومرتزقتها في ملابس مدنية والمخابرات والمخبرين والملالي والجواسيس لمجابهة الجماهير. في الوقت ذاته، يحذّر النظام من انفجار بارود غضب وسخط الجماهير العام مرة أخرى، ويلهج بضرورة “مراعاة” و”فهم الاوضاع الجديدة” بين صفوفه!
ان الجمهورية الاسلامية تعرف اليوم ان كل مكان، من الجامعة الى السجون، من المدارس الى المحلات هي مركز حرب. حرب من اجل الرفاه، من أجل الحرية وحرب ضد التمييز الجنسي والاستبداد. على الرغم من تشدقهم بـ”السيطرة على الاوضاع” و”إطفاء هذه النار”، لم تفتح متراساً للجماهير التحررية ولم تسيطر على الاوضاع الملتهبة في ايران. يعرف رؤساء الحكومة أكثر من أي شخص آخر ان وراء ادعاء “لدينا قدرة قمع” يكمن كابوس الاطاحة بالنظام. يعرفوا انه لا في الجامعات والمدارس ولا في الادارات والمستشفيات، والأهم من هذا، لا في اي مركز عمالي ومحلي، يشعر اي مرتزق لهم بالأمان. ان مجمل مساعيهم من حملات الاعتقال الى التشدق والدعايات التي تصم الاذان، وكل عربدتهم هي لعدو جريح، عدو تداعت صفوفه وتحول رعب المجتمع منه الى رعبه من الجماهير التحررية.
ان ما بث الرعب في الجمهورية الاسلامية وكل الرجعيين والتيارات البرجوازية في السلطة والمعارضة اكثر من أي شيء اخر هو وجود حركة عامة وتضامن و اتحاد أكثر فئات المجتمع حرماناً، من العامل والمرأة الى الشاب والمعلم والمتقاعد و…غيرهم من أجل التحرر. ان نقطة اشتراكهم هو الخوف من رفع راية نزعة العدالة العمالية من أجل حق المرأة والرفاه والعدالة العامة من قبل جيل جديد لطبقة. انها نزعة عدالة طبقة تركت بصمتها على الاحتجاج لا في المراكز العمالية، المراكز الصناعية والبروليتارية المهمة فحسب، بل الجامعة وصفوف النساء والفئات المحرومة للمجتمع، لم تتخط الجمهورية الاسلامية فحسب، بل لا تقبل بأقل من مجتمع يسوده المساواة، متمدن ومرفه وحر وانساني وبالراية المجالسية للطبقة العاملة.
ان هلع الجمهورية الاسلامية هو من الحركة الداعية للتحرر ومن جماهير فتحت خنادق مهمة وصدّعت جدران صف العدو. حركة خلقت تصدع في جدران الاستبداد وتمضي نحو الاطاحة به! هو هلع من العمال والنساء والجماهير التحررية التي همشت جميع الحدود القومية والاثنية والدينية والاختلافات اللغوية والجنسية والثقافة القومية والاسلامية المتخلفة، وبثت الجزع في أنفسهم وتؤكد على المصير المشترك والمساواة وكرامة الجميع!
تجد اليوم الحركة المساواتية للطبقة العاملة في إيران انعكاس صداها في التجمعات المختلفة وفي صفوف النساء والفتيات الشابات وفي الجامعات والمحلات العمالية ومراكز العمل، في صفوف المعلمين والممرضات وفي التجمعات المختلفة وبثت هذه الحقيقة القلق والارتباك والذهول في صف الرجعية الحاكمة في السلطة او المعارضة. طبقة حولت التحرر والعدالة الى أمل الملايين في المجتمع، أمل هو مبعث اقتدار ووحدة واتحاد وثقة الملايين المتعطشة للحرية في ايران، أمل واقتدار ووحدة غدت جماهيرية وانتزعت دعم واحترام جماهير العالم وتموضعت في قلوبهم.
تستذكر الجماهير التحررية، دون شك، الذكرى السنوية لانطلاق هذه الحركة، تستذكر الذكرى السنوية لمقتل مهسا أميني وجميع الاعزاء الذين حاربوا خلال هذه السنة من اجل الحرية والمساواة والرفاه ومن أجل حقوق المرأة وضد الرجعية الدينية وضحوا بحياتهم في هذا السبيل. وعلى مراقد الاعزاء وفي كل تجمع واعتراض و… نرفع راية الحرية والمساواة إجلالاً لهم بوصفهم من جعل راية هذا الصراع ترفرف.
ان حربنا على الجمهورية الاسلامية، حربنا على الاستغلال والعبودية، على الاستبداد وظلم المرأة لم تنته بعد. ان هذه بداية عملنا، بداية عمل يعد الاطاحة بالجمهورية الاسلامية خطوة أولى ومهمة دون شك من أجل فرض سلطة الجماهير وانتزاع مصيرها بقيادة الطبقة العاملة ومن أجل تامين السعادة والانسانية والحرية.
في هذه الوضعية، تعد الطبقة العاملة والجماهير التحررية نفسها أكثر وأكثر ويتوحد ويتوعى صفها أكثر لدحر الرجعية وظلم المرأة والثقافة السائدة في كل الميادين وتسعى براية المساواة والحرية والعدالة والرفاه للجميع الدفع صوب انتصارات أكبر. انها بشارة غد أفضل لمواطني العالم، بشارة في قلب الطبقة العاملة والجماهير المتمدنة للعالم. ترنو أنظار النساء والرجال التحررين في ايران وأكثر من اي وقت مضى للطبقة العاملة الواعية التي تعبر هذه المرحلة التاريخية بقيادتها الراديكالية والثورية نحو تحقق المساواة والحرية والرفاه والسعادة للجميع.
عاشت الحرية!
عاشت المساواة!
الحزب الحكمتي (الخط الرسمي)
6 أيلول 2023