الأخباربيانات و وثائق الحزب

غزة مرآة لرؤية العالم “المتمدن”!


تنتزع الماكنة الحربية للحكومة الاسرائيلية يومياً حياة عشرات ومئات الأبرياء. وتزامناً مع سفر وزير
خارجية امريكا، بلينكن، الذي تحدث بكل بوقاحة وبصلافة عن وجوب “السعي أكثر لحماية غير
العسكريين”، قامت قوات اسرائيل بقصف ثلاثة مستشفيات، الشفاء والاندنوسي والقدس. ليست معلومة لحد
الان الارقام الدقيقة لخسائر هذه الهجمات جراء تواصل القصف والهجمة على سيارات الاسعاف. يقال انه
في مستشفى الشفاء قد تم قتل وجرح عشرات الاشخاص من الكوادر الطبية والمصابين.
وتغرق غزة هذه الأيام بالدماء والجرائم! من المقرر أن تنزع حكومة اسرائيل الفاشية، بوصفها ذراع
الوحشية والاجرام الامريكي وحلفائها الاوربيين وفق خطة وبقرار معلن، حياة كل شيء نابض في هذه
المنطقة. وأعلنت رسميا ليس ثمة قانون يسري في قطاع غزة. لن يسري هنا أي تعهد أو معاهدة أو اتفاق
للامم المتحدة ومجالسها المختلفة في العالم الغربي! ان ما يسري من قوانين سائدة هي قانون نادي مجرمي
الحرب بقيادة امريكا وبأوامر الجزارين في المؤسسة الحاكمة في اسرائيل. في قطاع غزة، تُضرم النار

صباحاً ومساءاً في المحارق البشرية للفاشية الاسرائيلية المدعومة من الساسة الغربيين والبنتاغون ورؤساء
حكومات امريكا ويتلون حيوات الناس. ليس ثمة شخص في أمان حتى مسؤولي منظمة الامم المتحدة
والمستشفيات ومخيمات اللاجئين التي تحت اشراف و”حماية” الامم المتحدة. لقد أصبح قطاع غزة ميدان
مسخ مجمل القيم الانسانية لـ”المجتمع الدولي”. ان الجرح الذي أوجدته حكومة اسرائيل وحماتها العالميين
على جسد البشرية يضاهي الجرح الذي خلقته الفاشية الهتلرية على ضمير البشرية.
نعم انها جزارة غزة. جزارة البصمة الدموية للعالم الغربي بقيادة امريكا ووليدها المدلل، اسرائيل،
وبامكانات الحكومات الغربية، على جسد غزة في المحلات والشوارع والمدارس ومخيمات المشردين
ومكاتب الصحفيين وبيوت ومنازل ملايين الناس ومزارع وقرى و…. هنا يتم تنفيذ قانون “العالم المتمدن
لديمقراطية السوق الحرة! هنا غزة المدمرة، مكان يُقتل فيه كل شيء يتحرك، حتى يبثوا الرعب والخوف
في قلب معارضي هذه البربرية في انحاء العالم، في اوربا وامريكا. من المقرر ان تفتك هذه البربرية
بالجميع، بكل ضمير واعي وبالتعبير عن اي احساس بالبغض وباي مطلب انساني وعادل في عموم العالم
وفي الغرب نفسه وتدفعهم للزم الصمت والخضوع والخنوع.
ان قادة وآمري هذه الجريمة هم ليسوا في اسرائيل فقط. ان المسببين الاساسيين لعملية الابادة والوحشية
وبهيئة رؤوساء جمهوريات ومستشارين وملوك وحكام ووزراء وبرلمانيين يجلسون في واشنطن ولندن
وبرلين وباريس وغيرها. أما “معارضو” عملية القتل الجماعي هذه هم “الحماة” الكاذبين للابرياء في
فلسطين من الصين وروسيا الى السعودية وايران وقطر وغيرها والتي باشباه نقد على وحشية اسرائيل
وامريكا واوربا وعمليات القتل المليوني للابرياء جعلوها، دستمايه نيل حصة اكبر في تقاسم السلطة في
العالم ونيل الامتيازات من العالم الغربي، وهي مذنبة في هذه الجريمة. ان أيادي جميع القوى العالمية
والاقليمية ملطخة بدماء جماهير فلسطين.
ان الابادة الجماعية التي تدفع ثمنها جماهير فلسطين فقط هي حرب على البشرية المتمدنة والنزعة الداعية
للعدالة والانسانية في أنحاء العالم قاطبة وفي الغرب نفسه. انها حرب على البشرية المتمدنة في الغرب نفسه
بحجة حماس!انها حرب من أجل إخضاع جماهير تصدت للماكنة الحربية لامريكا والغرب.
انها حرب على اليقضة العامة والعالمية على عقود من الحروب وإراقة الدماء والدعاية الحربية والنزعة
العسكرتارية والتمييز والابادة الجماعية في أنحاء العالم. يقضة نهضت اليوم بوجه الابادة الجماعية
لجماهير فلسطين على أيدي حكومة اسرائيل الفاشية وباتفاق ومشاركة الدول الغربية في اوربا وامريكا
وأبطلت مجمل المعادلات التأريخية والقوانين والنظم السائدة. انها حرب علينا نحن المعارضين للاجرام
والعنصرية والعرقية والقصف وقتل الأطفال والوحشية، نحن المعارضين للابادة الجماعية ومحرقة عالم
الرأسمال.
ان نادي مجرمي الحرب، هذه الأمنية المشؤومة …. فاليوم ليست مرحلة حرب فيتنام، ولا مرحلة الحملة
على جماهير أفريقيا وممارسة الاجرام والقتل عليهم، ولا مرحلة إستئساد بوش وبلير وأعمال القتل الواسعة
والمخطط لها على جماهير العراق من أجل “نشر الديمقراطية”، ولا مرحلة إراقة الدماء وسفك دماء
جماهير افغانستان تحت يافطة ” محاربة الارهاب”، ولا مرحلة “التدخل الانساني” لـ”مد يد العون للثورة”
في سوريا وليبيا وقتل مئات الالاف من المهجرين وتشريد مئات الملايين من الناس في أنحاء العالم. لقد
انعكس التيار اليوم، ولايغلب الخوف هذه الايام على الجكاهير الداعية للعدالة والمحبة للانسان. لقد انهار
ومنذ امد بعيد قصر الكذب ورياء الدول “المتمدنة” للغرب مع “الديمقراطية الغربية””حق التصويت”
و”الانتخابات” و”حقوق الانسان”. ففي الحقيقة تواجه العدالة الاجتماعية والحريات الفردية وحق الاحتجاج
وحرية التعبير بالدرع الحديدي لـ”الدول الديمقراطية” في الغرب، وانفضح الشكل القبيح الحقيقي
لـ”الديمقراطية الغربية” على ارض الواقع أمام مواطني البلدان الغربية وانكشف أكثر من أي وقت مضى
تفاهة ادعائات “ممثلي العالم المتمدن”. يتداعى وينهار اليوم هذه القصور من الاجرام والوحشية من قبل

وعلى يد الانسانية المحبة للانسان . وتحدت الطبقات الدنيا هلع ورعب حكام العالم في لندن وواشنطن
وبرلين وروما وباريس وفي طهران والقاهرة والرياض وفي كل مكان.
ومع الجرائم التي تم ارتكابها ضد جماهير فلسطين، تحول مجمل العالم الى ساحة محاكمة الحكام في
اسرائيل وامريكا واوربا وذلك للوحشية والاجرام المنظم على البشرية. اذ يتحدد مصير الانسانية اليوم
والنزعة الانسانوية والتمدن أكثر من اي وقت مضى في عمق المجتمع وفي الساحات الواسعة لمدن العالم
وفي الصف المليوني للجماهير المحبة للانسان من آسيا الى اوربا ومن أفريقيا الى امريكا. ارتهن حل قضية
فلسطيم اليوم أكثر من اي وقت مضى باقتدار وقرار هذه الجماهير, ومثلما أعلنا نحن في الأحزاب الثلاثة
سابقاً، ان السلم الوحيد والدائم في هذه المنطقة هو سبيل حل الدولتين. ان الانهاء الفوري للابادة الجماعية
ورفع الحصار عن جماهير غزة وفتح الطرق والمعابر أمام المساعدات الانسانية من وقود وغذاء وامكانات
طبية، بالاضافة الى لجم حكومة اسرائيل الاجرامية وترك المناطق المحتلة وعودة جماهير فلسطين الى
حياتهم هو الشرط المكسبق لأي شكل من السلام في هذه المنطقة. وهو الامر الذي ترفع البشرية المتمدنة
صوتها يوميماً بوصفها مطالب فورية لها. ينشد العالم إنهاء القتل وجرائم اسرائيل ولجم الماكنة الحربية
لحكومة نتنياهو الفاشية وحماتها وشركائها الغربيين.
الحزب الشيوعي العمالي العراقي
الحزب الشيوعي العمالي في كردستان
الحزب الحكمتي (الخط الرسمي)
3 تشرين الثاني-نوفمبر 2023

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى