الأخباربيانات و وثائق الحزب

لا تتحولوا الى وقود للمليشيات المتصارعة على السلطة والفساد والسرقة والنهب.

بيان الحزب الشيوعي العمالي العراقي حول المواجهات الدموية بين المليشيات الطائفية الشيعية.

يا جماهير العراق..

أن اندلاع الاشتباكات الدامية بين المليشيات الطائفية الشيعية ــ وهي التي تمثل أحد قطبي الإسلام السياسي للسلطة البرجوازية التي حكمت العراق منذ عام 2006 ــ أي بين مليشيات الصدر من جهة ومليشيات المالكي، الفياض، الخزعلي والعامري ومن تعسكر معهم من جهة أخرى، في بغداد وعدد من المدن الجنوبية، هي فقط من أجل إدامة السرقة والنهب والفساد عبر الانفراد بالسلطة. 

 إن الصراع الدائر بين تلك المليشيات، ليس هو إلا تعبير عن اشتداد الأزمة السياسية ووصول النظام السياسي والعملية السياسية برمتها الى طريق مسدود، فهذه المليشيات لن تتورع بارتكاب المجازر من أجل البقاء وإدامة استحواذها على الامتيازات والسلطة، وقد عشنا فصول مجازرها في الحرب الطائفية أو مشاهد القتل على الهوية عام ٢٠٠٦، وفي تسليم ثلث مساحة العراق الى عصابات داعش، وفي حمامات الدم في انتفاضة أكتوبر، الى جانب عمليات التطهير الطائفي والتغيير الديموغرافي وتغييب الآلاف تحت عنوان المادة (4) إرهاب،  لذا فإنَّ الطريق الوحيد لخلاص العراق وجماهيره، والتوجه نحو الأمن والأمان والحرية والرفاه، يكمن اليوم بطرد هذه الجماعات وأعادتها الى مزابل التاريخ.

إنَّ انشقاق التيار الصدري عن (البيت الشيعي) بعد تمتعه بكل امتيازات السلطة وفسادها منذ عام ٢٠٠٦ الى فترة قبل شهرين، أي بما يقارب عن عقدين من الزمن، ليس له علاقة بموضوع القضاء على الفساد والفاسدين، فهو كان جزء من منظومة الفساد وأحد دعامته الأصلية، وقد لعب دورا بارزاً ولمرات عديدة دون سائر القوى السياسية الأخرى في إنقاذ العملية السياسية التي بنيت على أسس المحاصصة الحزبية.

إن مجمل حركة الصدر الأخيرة، بعد استقالة نوابه، وانتهاء بإطلاق العنان لميليشياته بالهجوم المسلح على شركاء الأمس في (البيت الشيعي)، هو محاولة لتحقيق ما فشل فيه من ممارسة الضغوط عبر اقتحامها مبنى البرلمان والاعتصام الفاشل أمام مجلس القضاء الأعلى، وتحريض الصدر لجماعته في اقتحام القصر الجمهوري وخلق حالة من الفوضى الأمنية، لإيجاد ذريعة في إشعال فتيل اشتباكات مسلحة، يكشف زيف وخداع هذه الجماعات التي لو لا ميليشياتها التي يتم تمويلها من عمليات الفساد والسرقة لما وجد لها أي ذكر في المعادلة السياسية العراقية.

إن ادعاء الصدر أو إعلانه اعتزال العمل السياسي هو محاولة لذر الرماد في العيون، وهي ليست المرة الأولى التي يدعي اعتزال العمل السياسي بعد توريط جماعته وتعريض أمن وسلامة المجتمع الى خطر الحرب وانعدام الأمن، فهذا الاعتزال المزعوم، يعبر بشكل صريح عن تنصله من تحمل المسؤولية من سقوط الأبرياء والضحايا سواء من المتوهمين به،  او من الذين دفعهم الوهم وعدم الحيلة والفقر والجوع والبطالة كي ينظروا إليه ولحركته كمنقذ لهم من براثن الفساد والفاسدين، بالإضافة الى ذلك فإنَّه يسعى لعدم تحمل مسؤولية انهيار أمن وسلامة الجماهير، وكذلك لقطع الطريق عن أية محاسبة قانونية وملاحقة قضائية، ومن جهة أخرى هو مسعى لإيجاد منفذ سياسي لحفظ ماء وجهه أمام تياره وأمام الذين توهموا به.

أمّا بالنسبة لحكومة الكاظمي فهي الأخرى متواطئة مع الميليشيات في سقوط الضحايا ونشر الخوف والرعب في صفوف الجماهير، فموقفها كمتفرج أو اكتفائها بإطلاق الدعوات الفارغة لما يسمى بـ (الحوار الوطني) هو تعبير عن فشلها في توفير الحد الأدنى من الأمن والسلامة للمجتمع، هذا يعيد للأذهان موقفها المتفرج عندما كانت جماعات القبعات الزرق التابعة للصدر تقتحم خيام معتصمي تشرين بالسكاكين والهراوات عندما رفضوا إسدال الستار على انتفاضة أكتوبر، ومن ثمَّ فهذه الحكومة متورطة عبر سكوتها وتواطؤها في عدم حفظ أمن وسلامة الجماهير تحت عنوان وقوفها على مسافة واحدة من الأطراف الميليشياتية المتصارعة، وعدم سوق قادة المليشيات الى القضاء والمحاكمات سواءً أكانت تابعة لجماعة الصدر أو الجماعات الأخرى وكذلك العمل على حل هذه المليشيات المجرمة.

يا جماهير العراق.. إن المعركة الدائرة بين هذه المليشيات هي معركة اللصوص، واحذروا أن تبلعوا الطعم وتتحولوا الى وقودها، افصلوا أنفسكم عن هذه الميليشيات، فكلها متورطة بدماء الأبرياء، نظموا صفوفكم في المحلات والمناطق من اجل ألا تتحول الى ساحات معارك تعرض أمنكم وسلامتكم الى خطر الموت.

إن الحزب الشيوعي العمالي العراقي يقف في خندقكم، ولن يدخر جهدا في أي مكان تتواجد فيه تنظيماته من أجل الدفاع عن أمن وسلامة الجماهير .

الحزب الشيوعي العمالي العراقي

٢٩ اب ٢٠٢٢

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى