بيانات و وثائق الحزب

لا لـ اوردكان ولا الانقلاب العسكري

18/07/2016
 لا لـ اوردكان ولا الانقلاب العسكري

قام قسم من قيادات المؤسسة العسكرية في تركيا  بانقلاب عسكري مساء يوم الجمعة 15 تموز 2016 حيث سيطرت قوات الجيش التابعة للانقلابيين على بعض الشوراع الرئيسة في اسطنبول وانقرة وعلى محطات تلفزيون. اعلن البيان الاول للانقلابيين عن  توليهم حكم  البلاد واسقاط  اوردكان والحكومة والبرلمان في تركيا. بعد عدة ساعات تمكنت قوات الشرطة والامن الموالية لاوردكان والحكومة السيطرة على الوضع وحسم الاوضاع لصالحهما.حسب التصريحات الرسمية، راح ضحية هذا الانقلاب 265 قتيل وجرح حوالي  1500 شخص وتم اعتقال الالاف من العسكريين والمئات من القضاة.
ما كان يمارسها، ولا يزال، حزب التنمية والعدالة “اكبا” وارودكان من السياسات الرجعية والقمعية والشوفينية على صعيد تركيا، خلال السنوات العديدة الماضية، وما خلقا من ازمة سياسية واجتماعية متفاقمة في هذا البلد، لا يبرر اطلاقا الدفاع عن تدخل المؤسسة العسكرية القومية الشوفينية في الحياة السياسية في تركيا، وعسكرة الصراع السياسي في هذا البلد، دع جانبا، ظهورها بمظهر منقذ البلاد، من خلال القيام بالانقلاب الحالي ضد حكم اردكان وحزبه ونظامه الرجعي.
ان اوردكان وحزبه الاسلامي والنظام السياسي الاسلامي-القومي، الذي بدأ يرسيه في تركيا منذ 2002، اعتبرته البرجوازية الامبريالية البديل والنموذج لـ حل”معضلات المنطقة”! في اجواء ما بعد ثورات مصر وتونس. غير ان هذا التيار “المعتدل”!! للاسلام السياسي انفضح بسرعة وتحول الى كابوس مرعب ودموي تلخطت اياديه بارتكاب جرائم كبيرة بحق الانسانية وبحق الجماهير في تركيا والعراق وسوريا وذلك من خلال دعم داعش والارهابين الاخرين، بدون تردد وعلى الملاء، وشن حربه الشوفيني الاجرامي ضد المواطنين في كوردستان تركيا وسوريا ودعم كل ما هو رجعي وقمعي في المنطقة. ليس هذا فحسب، بل قمع الحريات السياسية وخصوصا حرية التعبيرعن الرأي وحرية التظاهر داخل تركيا. ان حكومة اوردكان بوصفها حكومة تيار البرجوزاي الاسلامي، حكومة تيار الاسلام السياسي الداعم للارهاب تشكل مصدر تهديد كبير لحياة ومصير الجماهير في تركيا والمنطقة.
غير ان الانقلاب العسكري والاتيان بحكم المؤسسة العسكرية التركية ليس ردا، من موقع ومصالح الجماهير، على هذا التراجع الكبير الذي فرضه، وهذا التهديد الذي يشكله اوردكان وحزبه على تركيا و المنطقة. على العكس من ذلك، انه  يشكل ضربة للتقدم الاجتماعي ويضر بمصالح نضال الطبقة العاملة والجماهير المحرومة والمضطهدة. ان الانقلاب العسكري للشوفيينين من ضباط وقيادات المؤسسة العسكرية البرجوازية القومية التركية يشكل تدخلا عسكريا قسريا سافرا في مسار الحياة السياسية والصراعات السياسية والاجتماعية الجارية في تركيا لصالح جناح البرجوازية القومية التركية الشوفينية وماكنته العسكرية القمعية في البلاد. انه يؤدي الى عسكرة الحياة السياسية والمدنية وعسكرة اجواء الصراع الطبقي والسياسي الدائر في المجتمع و بالتالي يعيق  تطور الصراع لطبقي والسياسي بشكل حر في تركيا. ان المطروح في جدول اعمال المجتمعفي تركيا هو دك الاساس الاجتماعي للاسلام السياسي وقلع جذوره وليس استبداله بجناح برجوازي آخر ذو ايديولوجية قومية شوفينية. ان المعضلة التي تواجهها تركيا كمجتمع في مسار تقدمها الى الامام هو التغلب على كلا التيارين، الاسلام السياسي الحاكم والمؤسسة القومية البرجوازية الحاكمة، وليس التأرجح  بين هذين البديلين البرجوازيين الرجعيين تحت اي مبرر كان .
ففي هذه اللحظة التاريخية من تطور الصراعات السياسية والاجتماعية في تركيا وتفاقم الازمة السياسية والاجتماعية فان عسكرة المجتمع سيشدد من قبضة  نفوذ الافاق القومية والاسلامية على الطبقة العاملة والجماهير الكادحة . ليس هذا فحسب،  بل  سيعيق  تطور الصراعات السياسية الدائرة في تركيا  بشكل حر وسيزيد من مخاطر انزلاقها الى درك الصراعات القومية والطائفية والدينية وغياب الامان وتزايد الجرائم الارهابية لداعش وغيره.  هذا عدا سد الباب امام اسقاط النظام الاسلامي لاوردكان وحزبه عن طريق حركة سياسية جماهيرية ثورية تقودها الطبقة العاملة والحركة الاشتراكية في البلاد.
ان الانقلاب العسكري كان انعكاسا لعمق الازمة السياسية والامنية لحكومة اوردكان وشدة الصراعات داخل المؤسسة البرجوازية الحاكمة في تركيا، انه بدوره سيفاقم، وبالرغم من فشله، من ابعاد هذه الازمة والصراعات الجارية على الصعيد الداخلي ويتيح الفرصة لاوردكان للقيام بالمزيد من الاعمال القمعية واصدار قوانين بهذا الاتجاه من ضمنها قنونة عقوبة الاعدام. هذا، وعلى الصعيد الاقليمي والعالمي سيزيد من ضعف موقع تركيا الحالي واشتداد  تناقضات علاقاتها  مع الناتو والاتحاد الاوروبي ودورها في صراعات الاقطاب الاقليمية الحامية في الشرق الاوسط، مع يرافق ذلك من استمرار التدهور الامني و ماسي الحرب والارهاب في المنطقة . ان الارادة السياسية  للطبقة العاملة والجماهير التحررية وحدها كفيلة بسد الباب امام انزلاق تركيا في اتون الانفلات الامني والحرب الاهلية والمزيد من انقسام الجماهير و تشتتها  فيما بين اطر نفوذ الاجنحة البرجوازية الحاكمة. 

نحن في الحزب الشيوعي العمالي العراقي  نناشد الطبقة العاملة والجماهير الثورية والاشتراكيين في تركيا الى تقوية النضال البروليتاري الاشتراكي والاممي لتعميق الازمة الحالية وتحويلها الى ازمة شاملة لنظام اردوكان ومجمل اجنحة الطبقة الحاكمة. كما وندعو الى تقوية صف النضال السياسي الجماهيري في تركيا لاسقاط اردكان ونظامه  .  بيان الحزب الشيوعي العمالي العراقي16 تموز 2016

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى