الأخبارالمقابلات

مقابلة جريدة (الى الامام) مع سمير عادل حول العملية الأخيرة لحماس صباح يوم٧ تشرين الأول ٢٠٢٣ داخل إسرائيل والحرب التي أعلنتها إسرائيل على حماس وقطاع غزة

الى الامام: تنشب معركة جديدة بين حركة حماس وإسرائيل، في حين عقدت هدنة بينهما وتحت رعاية
الحكومة المصرية، وكان الحديث يدور قبل العملية العسكرية لحماس حول تحسين الظروف المعيشية لسكان
قطاع غزة وتخفيف الحصار الإسرائيلي على القطاع، كيف تصفون اليوم الحملة العسكرية التي أعلنتها
حماس وفي هذا التوقيت؟
سمير عادل: بعد اليوم الرابع من بدء العملية العسكرية لحماس داخل إسرائيل، اصبحنا نعيش رحى حرب
دامية، وبدأت تأخذ ملامح جديدة او دخولها الى مرحلة خطيرة، واقل ما توصف بأنها حرب رجعية، لا
تنحصر في اطارها المحلي كما كانت في الاصطدامات والمعارك السابقة بل تتجاوز الى الابعاد الإقليمية
والدولية، حرب بين إرهاب الدولة وإرهاب منظمة، إرهاب دولة يحاول الانتقام لكرامته وهيبته الجريحة
امام الداخل الإسرائيلي والعالم التي مرغت بالتراب من قبل حماس، عبر قتل المئات من المدنيين وبث الهلع
والرعب في صفوف مليونين انسان والقصف المتواصل واستخدام حتى القنابل الفسفورية المحرمة دوليا
وتدمير كل شيء، وتهجيرهم وتجويعهم وقطع الكهرباء والمياه والوقود والدواء وكل مقومات الحياة عليهم،
ووصف وزير دفاعها أي دفاع إسرائيل سكان قطاع غزة بأنهم “حيوانات بشرية” ولا يستحقون الا هذا
السلوك، والطرف الاخر يمارس إرهاب منظمة، تقوم بأطلاق صواريخها بشكل عشوائي على المدنيين
وقامت باعمال قتل جماعي للمدنيين داخل إسرائيل، ويخرج الناطق باسمها ليقول للعالم بأنه سيقتل كل
رهينة مدني ويظهره للعالم بالصوت والصورة في حال تدمير أي منزل دون سابق انذار، والتي تذكرنا
بعصابات داعش والمافيات دون أي خجل او حياء، لقد اساؤوا بحق الى القضية الفلسطينية وطمسوا عدالتها.
ان هذه الحرب بينت سلوك هذين الطرفين، وكم انهم يقطرون اجراما ودموية ووحشية ولا يختلف سلوكهم
عن سلوك النازيين.
إجمالاً، ان مجمل الصراع القائم والحروب التي جرت خلال عقود مديدة ، فأنها تستند على الأرضية
السياسية والعسكرية والاجتماعية التي مهد لها الاحتلال الإسرائيلي لفلسطين، وممارسة ابشع السياسات
العنصرية والفاشية، قل نظيرها في التاريخ الحديث من عمليات الاستحواذ على أراضي الفلسطينيين وبناء
المستوطنات عليها وفرض الحصار الاقتصادي عليهم وقتل بدم بارد العشرات من الأبرياء سواء من قبل
القوات الإسرائيلية او من قبل المستوطنين. هذه السياسة الإسرائيلية مستمرة منذ سنوات ولكنها وصلت الى
ابعد مدياتها بتشكيل الحكومة الاخيرة من اليمين الديني الرجعي في إسرائيل. ان شباب بأعمار الورود لا
يربطهم أي رابط بحماس او الجهاد او الفصائل الفلسطينية الأخرى، هاجموا الدوريات العسكرية الإسرائيلية
او قاموا بطعن عدد من المدنيين الإسرائيليين في العديد من المدن الاسرائيلية، وهم يدركون جيدا ان الثمن
هو الرحيل عن هذه الحياة، الا انهم لم يبالوا، لان الاحتلال حول حياتهم الى جحيم وفقدوا أي امل بالمستقبل.
صحيح كانت هناك هدنة بين إسرائيل وحماس وبرعاية مصر، وحتى انها نأت بنفسها عن المواجهة
العسكرية الى جانب الجهاد الإسلامي ضد إسرائيل قبل اشهر، وكان توجه حماس هو الظهور كطرف بيده
قطاع غزة يتحدث باسم الفلسطينيين كصاحب المجتمع ونيل مكانة لدى اسرائيل و”المجتمع الدولي” بانه
الطرف الاساسي في اي تفاوض مقبل، ومنه كان الحديث يدور عن تحسين الظروف المعيشية لسكان قطاع
غزة عبر تخفيف الحصار عليها وتم السماح لعدد من العمال الفلسطينيين بالعمل في إسرائيل وحتى زيادة
عددهم خلال الفترة المقبلة، وفتح المعابر ورفع العقوبات عن دخول المليارات من الدولارات كمساعدات
من قطر وغيرها من الدول الأخرى، الا انها في الحسابات الاستراتيجية لحركة حماس، فان القضية

الفلسطينية باتت لا تستهوي أي من حكام العرب ولا يأتي ذكرها في المحافل الدولية الا كجزء من عملية
رفع العتب اذا صح التعبير، وبدأت الدول العربية التي رفعت يوما ما لواء تحرير فلسطين تعقد اتفاقات
التطبيع تلو الاخرى مع إسرائيل والتي سميت باتفاقات ابراهام مثل البحرين والامارات والسودان والمغرب
لتنظم الى الأردن ومصر التي لها اتفاقيات سابقة مع إسرائيل، وكانت التصريحات الأخيرة لمحمد بن سلمان
ولي العهد السعودية هي الصدمة الاخيرة عندما قال الى قناة (فوكس نيوز) بان السعودية تتقارب كل يوم مع
إسرائيل دون الإشارة الى حل القضية الفلسطينية عبر تأسيس دولة مستقلة للفلسطينيين، في حين السعودية
هي من قدمت مبادرة السلام العربية عام ٢٠٠٢التي فحواها دولة فلسطينية مستقلة مقابل السلام مع
إسرائيل، أي بعبارة أخرى تهمشت القضية الفلسطينية وباتت لا تندرج في اجندة اوليات الدول العربية، أي
انسداد الأفق السياسي لحل القضية الفلسطينية، وعلى الجانب المحلي تصدرت حركة الجهاد الإسلامي في
المواجهتين الأخيرة مع إسرائيل، وبالنسبة لحماس لا تقبل الانزواء في المشهد السياسي الفلسطيني والتنازل
عن مقعدها في قيادتها لمقاومة إسرائيل وتحرير فلسطين والدفع عن المقدسات والاقصى. واستغلت حماس
الانقسام الحاد داخل الطبقة السياسية الحاكمة في إسرائيل بسبب محاولات اليمين من تشديد قبضته على
المحكمة الدستورية ولوي عنقها لتمرير سياساته، ولذلك هي خططت منفردة محليا ودون علم الجهاد ولا
حتى بقية الفصائل الفلسطينية الأخرى للقيام بعمليتها العسكرية.
وليس هذا الحدث، ولا عواقبه وتبعاته ذات ابعاد محلية، وقد يجر سريعا كل القوى والاقطاب العالمية
والاقليمية لدوامة اخرى من الصراعات والحروب. وكل هذه الاطراف متعطشة لذلك الكابوس
الى الامام: هناك من يقول ان إيران تقف وراء ما ذهبت اليها حماس، بماذا تعلقون؟
سمير عادل: ان الرد على هذا السؤال يكون النظر الى كامل اللوحة للوضع العالمي كما اشرنا في جوابنا
على السؤال السابق، فمصير صراع الأقطاب الدولية لم يحسم الى حد هذه اللحظة. اليوم نعيش حقبة جديدة
وقد تم الدخول اليها عبر الحرب الروسية على أوكرانيا، فالعالم مقسم اليوم بشكل اولي الى جبهتين، أمريكا
وحلفائها الاوربيين ومجموعة دول السبع، والجبهة الأخرى هي روسيا والصين وكوريا الشمالية وايران
وسورية، وما زالت هناك دول لم تحسم امرها، لأنه لم يتم إرساء الأقطاب العالمية ويتم إحلال عالم متعدد
الأقطاب محل القطب الواحد الذي تتزعمه أمريكا، وكل تحول سياسي يحدث، يتم الاستقطابات الدولية
حولها، فالانقلاب العسكري في النيجر، احدث استقطابات أخرى بين الجبهتين المذكورتين، وبعد العملية
العسكرية لحماس انقسم مجلس الامن بين دول من ادان العملية ودول اخرى من رفضت ” الإدانة، ولذلك لم
يستطع من الوصول الى قرار اممي. أي بعبارة أخرى ما حدث في أوكرانيا وبعد ذلك في النيجر يتكرر
اليوم ولكن بسيناريو مختلف في الشرق الأوسط. وهذا يفسر اعلان الولايات المتحدة الامريكية بالدعم
المطلق لإسرائيل وارسال حاملة طائرات (جيرالد فورد) و٢٥ طائرة مقاتلة وتم تحذير الأطراف بالقيام أي
محاولة بمهاجمة إسرائيل.
من هذه الزاوية يجب النظر الى ايران ودورها وحتى العملية العسكرية لحماس وتداعياتها. بالطبع ان ايران
قدمت وتقدم كل اشكال الدعم للجماعات والمليشيات الموالية لها، وتتخذ من القضية الفلسطينية شماعة وهوية
لتمددها في المنطقة بعد ان كانت تلك الهوية والراية يحملها التيار القومي العربي. وان ايران بالتأكيد
ستستفيد سياسيا كتحصيل حاصل وستقوي نفوذها، ونفوذ كل التيارات الرجعية الإسلامية في المنطقة،
وتقوى الجبهة المناهضة لأمريكا والغرب في المنطقة، ونقصد جبهة روسيا وايران وحماس وحزب الله. انها
ليست ايران فحسب، بل ان ما وراء الجمهورية الاسلامية اقطاب عالمية كروسيا والصين، وان الحركة
الاخيرة لحماس يقوّي من نفوذها ويساهم في الدفع باقتدارها في الصراع العالمي الجاري ويقوي نفوذها
ونفوذ كل التيارات الرجعية في المنطقة، وعلى الجانب الاخر سيؤثر بشكل سلبي على الاحتجاجات
والاعتراضات الجماهيرية في المنطقة من اجل تحسين ظروف معيشتها بسبب التضخم وأزمة النظام

الرأسمالي العالمي وطمس ماهية الأحزاب والتيارات بكل تلاوينها القومية والدينية المعادية لمصالح
الجماهير والتي تحمل الازمة الاقتصادية على كاهل الطبقة العاملة وكداحي المنطقة .
ان العالم في الشرق الأوسط أصبح اقل امانا وان التهديدات بشن الحرب من قبل حزب الله او تحذيرات
أمريكا او ارسال القوات الى المنطقة او تهديدات ايران تضع مصير سكان المنطقة في خطر محدق.
وهنا لابد من الإشارة ان سخرية القدر وتعكس في نفس الوقت واقع اقل ما يوصف هو كوميديا سوداوية
عندما يتم الدفاع عن قضية عادلة مثل القضية الفلسطينية من قبل دولة إجرامية مثل الجمهورية الإسلامية
التي قتلت الاف من النساء والتواقين للحرية والباحثين عن لقمة عيش كريم، وجوقة الفاسدين واللصوص
والحرامية والقتلة من العصابات والمليشيات التي تدير السلطة في العراق وحزب المتاجرة بالمخدرات
وتصفية أي معارض لسياسته داخل لبنان مثل حزب الله، ودولة لا تعرف غير القمع والاستبداد التي لا تقل
فاشية عن دولة إسرائيل تجاه جماهيرها مثل النظام السوري.

الى الامام: ما هي تداعيات العملية العسكرية لحماس، وهل برأيكم ستفضي الى حل القضية الفلسطينية او
على الأقل تفرض التراجع على السياسات الفاشية والعنصرية لدولة إسرائيل؟
سمير عادل: طبعا لا بد الإشارة الى ان كل الممارسات الوحشية لحكومات إسرائيل وخاصة الأخيرة التي
تساند وتدعم حكومة نتنياهو اليمينية الرجعية تعطي الحق للفلسطينيين بالرد على جرائم دولة إسرائيل. بيد
ان هجمة حماس ليس لها اي ربط بهدف حل القضية الفلسطينية وفرض التراجع على سياسات اسرائيل، بل
تتعقب من ناحيتها الهدف اعلاه الذي تتحدث عنه، ان التيارات القومية وتيارات مثل حماس والجهاد
الإسلامي تتعكز على الظلم القومي، وتستفيد منه من اجل الوصول الى السلطة والبقاء فيها باي ثمن.
وهل ان ما قامت بها حماس سيفرض تنازلات على دولة إسرائيل؟ وهنا نشدد على (دولة) إسرائيل، لانها
مؤسسة سياسية وقانونية وعسكرية مبنية على عقيدة عنصرية وبهوية دينية يهودية تلفها بلباس قومي باسم
اسرائيل، وهي اقرب الى النازية والفاشية بالمعنى المطلق للمقولتين، فهي تلغي من الأساس حق شعبا
بالعيش في ارضه بأمان وبسلام، وتحاول بكل الوسائل مسحه من الوجود. فاذا كانت هذه الأسس التي تستند
اليها تلك المؤسسة، فكيف يتوقع منها ان تتحول الى دولة “مسالمة” وتقبل حتى على مضض بتقديم
التنازلات والكف عن عدم مصادرة الأراضي وبناء المستوطنات وعدم التهاون مع انتهاك المتشددين
والمتطرفين للأماكن الدينية لـ”المسلمين” و”المسيحيين”. على العكس تماما، ستعمل تداعيات العملية
العسكرية لحماس على تقوية اليمين الرجعي في إسرائيل وستستخدم ذرائع هجوم حماس للتشديد من ممارسة
السياسات الاجرامية ضد الفلسطينيين، وفي نفس الوقت كسب دعم ومساندة مطلقة من قبل الطبقة الحاكمة
في الغرب وخاصة الولايات المتحدة الامريكية والتي جاءت على لسان الرئيس الأمريكي جون بايدن بعد
ساعات من اطلاق العملية العسكرية المذكورة.
الى الامام: كيف تصفون ردود الفعل الدولية من العملية العسكرية تجاه ما قامت
بها حركة حماس، وهل يتوقع منها أي حل للقضية الفلسطينية؟
سمير عادل: هنا لابد من التنويه ان احد العوامل الرئيسية لاستهتار الدولة الاسرائيلية في ممارساتها الفاشية
ضد الفلسطينيين هي الدعم اللامشروط للولايات المتحدة الامريكية والاتحاد الأوربي لإسرائيل، وهي تغض
الطرف عن كل جرائمها في المحافل الدولية مثل مجلس حقوق الانسان التابع للام المتحدة والجنائية الدولية

التي ادانت الرئيس الروسي بوتين بتهمة نقل الأطفال الاوكرانيين الى روسيا بعد سيطرة قواته على منطقة
دونباس، في حين كانت صماء وعمياء تجاه جميع المجرمين في الحكومات الإسرائيلية التي اياديهم ملطخة
بدماء الأبرياء من الفلسطينيين، وهي التي اطلقت العنان للمستوطنين العنصرين بتسليحهم وقتل أي فلسطيني
لمجرد الشك فيه بأنه سيقدم على فعل ضد الإسرائيليين وتحت غطاء قانوني وامني. بعد تراجع مكانة
الولايات المتحدة الامريكية في العالم وفي الشرق الأوسط، وانفراط عقد تحالفاتها مع السعودية والامارات
ومصر، وذهاب الأخيرة لعقد الاتفاقات مع روسيا والصين لم تبقى امامها غير إسرائيل. ان عدم حل القضية
الفلسطينية من قبل الطبقة الحاكمة في أمريكا هي مسالة محورية واستراتيجية على المدى المنظور في
صلب مصالح الامن القومي الأمريكي على الصعيد السياسي والاقتصادي. فحل القضية الفلسطينية تسحب
البساط من تحت اقدام أمريكا وتمادي سياسات إسرائيل في المنطقة. وان ما قامت بها حماس هي بمثابة
تقديم كارت او رخصة رسمية لتدخل الولايات المتحدة الامريكية في المنطقة كما اشرنا.
اما الطبقة السياسية الحاكمة في الغرب، فبريطانيا وفرنسا وألمانيا والاتحاد الأوربي قامت بإدانة ما حدث ،
وهنا يجب ان نتوقف قليلا، فلا يمكن تطبيق المعيار الأخلاقي بالمعنى الإنساني عليها، بل هناك معيار اخر
يعمل عليها وهو النفاق السياسي، فهي قلبت الدنيا بالتباكي على ضحايا الحرب الروسية على أوكرانيا،
واستشاطت غضبا من ما حدث في إسرائيل، وأعلنت إدارة بايدن عن دعمها المطلق لإسرائيل وكل اعمالها
الاجرامية اللاحقة بحق الأبرياء من الشعب الفلسطيني انتقاما لهيبتها الجريحة، في حين لم تحرك ساكنا امام
الدولاب الدموي ضد الفلسطينيين التي اطلقتها حكومة نتنياهو الرجعية منذ سنوات وتوجت في الفترة
الأخيرة من تشكيل اليمين الديني الرجعي لحكومة نتنياهيو. وان موقف الدول المذكورة هو نفس موقفها من
الحرب الأوكرانية بالرغم ان الاتحاد الأوربي له مصالح في حل القضية الفلسطينية ولكن لاعتبارات
استراتيجية والتي دشنتها الحرب الاوكرانية انضمت الى الموقف الأمريكي.
اما القسم الاخر الذي له القليل من الحياء او من يحاول حفظ ماء وجه او الذين لا حول لهم ولا قوة، فاطلقوا
عبارات وتصريحات متهرئة مثل (ضبط النفس من قبل الأطراف المتصارعة) وانهم (قلقون على ما يحدث
في فلسطين وإسرائيل)، و(يجب توخي الحذر في استهداف المدنيين)..الخ. وهذا يعني اعادة الأوضاع الى ما
كانت عليها قبل كل حرب بين إسرائيل وبين الفصائل الفلسطينية والعمل على إدارة الازمة او ترحيلها. وفي
الحقيقة ان ما يسمى بالمجتمع الدولي من مجلس الامن والأمم المتحدة والاتحاد الأوربي والجامعة العربية
وغيرهم يتحملون المسؤولية امام كل ما يحدث من اهوال إنسانية في فلسطين، وان مواقفها تشجع دولة
إسرائيل على سلوكها اللاإنساني وتقدم الذرائع على طبق من ذهب للتيارات مثل حماس والجهاد وغيرهما
باستهداف المدنيين والمناطق الامنة في إسرائيل.
الى الامام: ان بيانكم لم يدن حماس، بالرغم ان حماس كما وصفتموه في البيان بأنه تيار برجوازي رجعي
يتعقب مصالحه ولا تبالي لقتل المدنيين، وبشكل اخر نقول ما هو موقف الحزب الشيوعي العمالي العراقي
مما حدث، وعموم الصراع الإسرائيلي الفلسطيني؟
سمير عادل: بالتأكيد ان حماس والجهاد الإسلامي والقاعدة وكل المجموعات الإسلامية هي تيارات رجعية
وقمعية وفاشية ومعادية حتى نخاع العظم لجماهير فلسطين ولا تضع اية قيمة للإنسان، ولا في منظومتها
السياسية ولا في عقيدتها أي مكانة او اعتبار للقيمة الإنسانية. لكن ادانة حماس يضفي تشويش على أساس
القضايا التي هي اعمق واوسع وغير محلية بكثير من مسالة هجوم حماس.
واذا وضعنا الجانب التحليلي لما حدث على جنب، فأن إحلال الامن والسلام في المنطقة وإيقاف مسلسل الدم
وقتل الأبرياء المدنيين من كلا الجانبين الإسرائيلي والفلسطيني لن يكون الا عبر تأسيس دولة فلسطينية
مستقلة تنهي عقود من الظلم القومي السافر. وبغير ذلك، فان التيارات اليمينة الدينية، سواء اليهودية او

الإسلامية، تعتاش على هذا الصراع الدامي وتتغذى على أعمال قتل المدنيين من كلا الجانبين. علينا،
كشيوعيين وكجزء من جبهة إنسانية وتقدمية عالمية، النضال من اجل تحقيق هذا الهدف. ولقد اصدر
الاجتماع الموسع ٤٠ للجنة المركزية المنعقد في بداية اذار من هذا العام قرار حول دعم ومساندة تأسيس
دولة فلسطينية مستقلة، واكد على سبيل حل القضية الفلسطينية في بيان الحزب الصادر يوم 7 اكتوبر.
ولقد اصدر الاجتماع الموسع ٤٠ للجنة المركزية المنعقد في بداية اذار من هذا العام قرار حول دعم
ومساندة تأسيس دولة فلسطينية مستقلة، واكد على سبيل حل القضية الفلسطينية في بيان الحزب الصادر يوم
امس.
للأسف ان عالم اليوم ينقسم الى جبهتين، جبهة تؤيد إسرائيل وأخرى تؤيد حماس، الا اننا نمثل جبهة أخرى،
جبهة إنسانية ندعو الى وقف الحرب فورا، وندين باشد العبارات قتل المدنيين وإرهاب دولة إسرائيل
وإرهاب حماس. ان هذه الجبهة بالإمكان تخليص البشرية والشعب الفلسطيني والإسرائيلي من هذا الجحيم.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى