بعد الحصار الإسرائيلي لقطاع الغزة وسياسة تجويع الفلسطينيين لسنوات طويلة، بدأت الحكومة الإسرائيلية بقيادة نتنياهو بتهجير وطرد الفلسطينيين من القدس الشرقية وتهويدها، وكذلك القيام وتحريض باستفزازات المواطنين الفلسطينيين من قبل التيارات اليهودية المتشددة في القدس الشرقية وبقية المناطق… أدى الى تفاقم الأوضاع. تزامنا مع تدمير الأبنية والعمارات على رؤوس ساكنيها وقتل الأبرياء وخلق مجزرة بحق الفلسطينيين وتحشيد جيوشها برا وبحرا وجويا وخلق الذعر والخوف في قلوب ملايين الأبرياء فقط كونهم ولدوا وعاشوا في منطقة معينة اسمها فلسطين.
ان قتل وتدمير وترهيب الفلسطينيين بحجة وجود حركة حماس والجهاد الإسلامي هي اكبر كذبة تقترفها الحكومة الإسرائيلية لان وجود الحماس والجهاد والتيارات الإسلامية والإرهابية هو بسبب السياسات اللاإنسانية للحكومات الإسرائيلية المتعاقبة بحق الفلسطينيين المطالبين العيش بحرية وبأمان كأي شعب من شعوب العالم. ان احتلال ومصادرة الأراضي الفلسطينيين وبناء المستوطنات عليها، وقتل الشباب العاطلين عن العمل يوميا بحجة مهاجمة الجنود الإسرائيليين او الاقتراب من المستوطنات وكذلك مضايقة المصلين من عباداتهم في القدس ومحاولة حرمان الشباب الاقتراب من المسجد الأقصى وأماكن أخرى هي التي خلقت بالمقابل الإرهاب الإسلامي أمثال الحماس والجهاد.
ان ما يجري الان ليس حربا بين حركة حماس والتي تسيطر على القطاع غزة وبين الحكومة الإسرائيلية؛ وانما هي مجزرة بحق الشعب المسلوب الإرادة والجائع والعاطلة عن العمل وسيادة البؤس والحرمان بين صفوفه، بحجة إنما يحكمها حماس الإسلامي. لكن في الحقيقة كل هذه الأعمال الوحشية هي محاولة حكومة نتنياهو واليهود اليمينيين التخلص من انعدام الأفاق واشتداد أزمتها السياسية التي تعصف بها… ان قتل الأبرياء من الفلسطينيين وتدمير بيوتهم وممتلكاتهم هي اسهل طريقة لحكومة نتنياهو القيام بها من اجل خروج من مأزقها وتفاقم سياساتها سواء ازمتها الاقتصادية والتي تفاقمت ذروتها بعد جائحة كوفيد١٩ العالمية او انحصار نفوذها السياسي بعد إخفاقات عديدة لوعودها . من السذاجة ان تحسب الهجوم بالصواريخ وتدمير الأبنية وقتل الفلسطينيين من قبل الحكومة الإسرائيلية هي سياسة الدفاع عن امن إسرائيل ومواطنيها!! ان امن الإسرائيليين لا يتم عن طريق القتل وتدمير الآخرين وانما يأتي عن طريق الحقوق المتساوية بين جميع الساكنين على أراضي الفلسطينية والإسرائيلية وتشكيل دولتين على أساس غير قومي وغير ديني.. ان من يدعي اليوم من الدول الغربية وأمريكا بان من حق الإسرائيليين الدفاع عن أمنهم هو في الحقيقة يقف بجانب المجزرة الإسرائيلية بحق المواطنين الفلسطينيين الأبرياء. وأين هو حق الدفاع عن حياة الفلسطينيين؟! هل يتم معاقبة الشعب بأكملها فقط كون حركة الحماس تحكمهم او مسيطرة على السلطة؟ اذا هذا صحيحا فيجب تدمير السعودية وإيران وأفغانستان وباكستان وغيرها من الدول والشعوب!
ان هوية حكومة ودولة إسرائيل هي دينية ومبنية على الهوية اليهودية وصوت في عام ٢٠١٨ بان فقط من حق اليهوديين تقرير مصير الدولة الإسرائيلية، أي ليس من حق العرب ٤٨ مهما كان عددهم على الرغم من لديهم الجنسية الإسرائيلية، أي يُحسب مواطنون من الدرجة الثانية وبلا إرادة لتقرير مصيرهم… أليس هذا هولوكوست الإسرائيلي بحق الفلسطينيين؟
ان من الخطأ جعل حماس والإسرائيليين في خندق واحد وان يُدان كلاهما بنفس الدرجة! حتى من الناحية العسكرية طرفان غير متكافئين فدولة إسرائيل مجهزة بأحدث الأسلحة والطائرات الحربية والصواريخ الموجهة والمدمرة وحتى لديها قوة نووية ومحمية من قبل الدول الغربية وأمريكا وتكنولوجياتها ولديها جيوشها وآلتها الحربية وإمكاناتها المادية وبين حركة حماس الإسلامية المحاصرة وإمكاناتها المحدودة ومحمية من قبل مجموعة دول إقليمية بشكل غير علني وغير مؤثر… والعالم يعلم كل هذا. ولكن يستفيد من وجود إسرائيل وسياساتها وخدمتها لصالح الدول الغربية في الشرق الأوسط. ان تكرار الحجة السخيفة بان دولة إسرائيل من اكثر الدول الديمقراطية في الشرق الأوسط هي اكبر تضليل بحق تقرير المصير للشعب الفلسطيني والعيش بكرامة، وتضليل الحقائق عن جرائم الدولة الإسرائيلية وابارتايدها العنصري بحق الشعب الفلسطيني…باسم الديمقراطية تفرض الهوية اليهودية على الشعب الإسرائيلي والفلسطيني وباسم الديمقراطية تذبح يوميا أطفال وشباب الفلسطيني المطالبة بحقوقها … وتحتل الأراضي والاستيلاء على أراضي الفلسطينيين بألف حجة سخيفة وتبني المستوطنات حول أماكن ومعيشة الفلسطينيين و غيرها من السياسات اللا إنسانية … ان وجود حركة حماس الاسلامية هي نتيجة عدم وجود حركة راديكالية إنسانية ان تقف بجانب الاحتجاجات الفلسطينيين وقيادة اعتراضاتها وحركتها ، وهذا هو المنطق السياسة يمليه طرف معين بغياب أطراف أخرى… يجب عدم محاسبة الشعب الفلسطيني وتبرير قتله بحجة تايد قسم معين من مواطنيه لحماس او الجهاد الاسلامي، من سوء الحظ اصبحت حماس رمز المقاومة لهمجية السياسات الإسرائيلية الوحشية، لو كان هناك اختيار اخر لوجود ولبديل راديكالي وتقدمي لما شكلت حماس أي تأثير على حركتهم ومطالباتهم الإنسانية؛ وهو حق تقرير المصير والعيش بحرية وامان وكرامة… ان رؤية كل هذه الهمجية من قبل حكومة نتنياهو بحق الفلسطينيين من زاوية وجود حركة حماس الإرهابي على طرف اخر من المسألة هي سياسة خاطئة وغير صحيحة وهو تحصيل حاصل للسياسات غير الإنسانية للحكومة الإسرائيلية بحق الفلسطينيين…
ان هجوم الدولة الإسرائيلية على قطاع غزة والضفة الغربية وقتل الابرياء مدان ويجب ان توقف حالا… يجب ان تحترم الدولة الإسرائيلية الشعب الفلسطيني وحقوقه وتقرير مصيره… يجب ان توقف حرمان الشعب الفلسطيني من مكان عبادتهم وأماكن إقامتهم وان تقر بكامل الحقوق المتساوية بين الفلسطينيين والإسرائيليين وأن تزيل الى الأبد الهوية اليهودية لدولة إسرائيل وان تسحب جيوشها وآلتها القمعية فوق رؤوس الشعب الفلسطيني … يجب ان تتوقف هذه المجزرة وان تفك الحصار عن المواطنين الفلسطينيين في كل من غزة والضفة الغربية وتوقف عن طرد المواطنين العرب في أماكنهم في القدس الشرقية وحرية العبادة لكل المواطنين وعدم التدخل في شؤونهم … ان الحل ليس عسكريا وانما الحل هو ان يكون بطريقة سياسية وواقعية و إنسانية .