أين محكمة لاهاي من مجرمي غزو واحتلال العراق؟!!!
أصدرت المحكمة الجنائية الدولية يوم ١٧ آذار ٢٠٢٣ في لاهاي مذكرة القاء القبض بحق فلاديمير بوتين الرئيس الروسي بتهمة ارتكابه لجرائم حرب في أوكرانيا، وجاء قرار محكمة لاهاي بالتزامن مع ذكرى غزو واحتلال العراق الذي يصادف يوم ١٩ آذار.
إن تزامن قرار محكمة لاهاي بالتحقيق في جرائم الحرب في أوكرانيا مع ذكرى غزو العراق في عام ،٢٠٠٣ يكشف أمام الرأي العالم العالمي بأن المحكمة الجنائية الدولية هي واجهة منافقة ومخادعة لتجميل الصورة القبيحة للأنظمة الحاكمة في الغرب بتباكيها على حقوق الانسان وانتهاك الديمقراطية في العالم التي تقوم بغزوها ونشرها لسياساتها الاجرامية.
ان المحكمة الجنائية الدولية وطوال ثلاثة عقود من الزمن، لم نسمع منها شيء حول جريمة الحصار الاقتصادي الذي أودى بحياة اكثر من ٢ مليون طفل بسبب الجوع، حيث يتباكى مدعيها العام على نقل الأطفال عنوة من أوكرانيا الى الاتحاد الروسي بأوامر من المكتب الرئاسي لبوتين، ولم تقل شيئا عن غزو أكبر ماكنة عسكرية في العالم لبلد دون وجه حق، وقتل أكثر من مليون انسان، وتحويل العراق الى بلد فاشل تعبث فيها الجماعات الإرهابية من كل حدبٍ وصوب.
ان المحكمة الجنائية الدولية لم تصدر مذكرة القاء القبض بحق بوش وديك تشيني ورامسفيلد وتوني بلير مهندسي احتلال العراق وسرقة اكثر من ١٢ مليار دولار في الأيام الاولى للغزو بعد تدمير كل اركان المدنية والتحضر وإعادة العراق قرون الى الوراء.
ان المحكمة الجنائية الدولية التي تتباكى على أطفال أوكرانيا، كما جاء على لسان مدعيها العام، لم تفكر حتى بان تذرف دمعة واحدة كاذبة بحق أطفال العراق الذين من نجا منهم من رحى جوع الحصار الاقتصادي والحروب، تحولوا الى باعة مفرق في شوارع بغداد واربيل والبصرة … في حر الصيف الذي تصل درجات الحرارة فيه الى ما فوق الخمسين درجة وزمهرير الشتاء، يبيعون المناديل الورقية ويبحثون في اكوام الزبالة للحصول على شيء يؤكل من اجل اطعام اسرهم، تاركين مقاعد الدراسة ليودعوا طفولتهم وبراءتهم ويكونوا فريسة سهلة بيد عصابات الاتجار بالبشر المجرمة.
وما يحدث في فلسطين في كل لحظة وكل ساعة وكل يوم، بقتل أناس عزل وهدم بيوتهم ومصادرة اراضيهم، فالمحكمة الجنائية الدولية لا تراها لأنها مصابة بالعمى والطرش، بل مصابة بانعدام الضمير الإنساني الذي لا يستيقظ الا في الغرب.
ان صحوة الضمير التي انفجرت فجأة في غرف المحكمة الجنائية الدولية جاءت بعد فشل كل العقوبات الغربية بحق روسيا ومنع كل وسائل اعلامها في بلدانها، وفشل فذلكتها واثبات حقانيتها والتغطية عن كل الجرائم التي يرتكبها الطرف المقابل في الحرب وهو أوكرانيا، وفشل دعاياتها بوقف التمدد الامبريالي الروسي في أوكرانيا والعالم، وهي لا تكشف عن نفاقها وكذبها فحسب، بل تميط اللثام على عنصريتها الفاضحة بحق جماهير العراق وفلسطين وشعوب العالم التي قامت بغزوها، لانهم لا ينتمون الى القارة الاوربية، ولا يمتون بصلة للعالم الغربي.
ان المحكمة الجنائية الدولية تدين نفسها بنفسها عبر غض الطرف عن كل جرائم الأنظمة الحاكمة سواءً الغربية منها او المتحالفة معها في سورية واليمن وليبيا والعراق وأفغانستان ومالي ومصر وايران وتشيلي واندونيسيا وتونس والقائمة لا تعد ولا تحصى من الجرائم.
اذا كان من المقرر جلب بوتين ومساعديه لمحاكمتهم كمجرمي حرب، لتحقيق العدالة، فيجب اصدار مذكرات قبض بحق كل مجرمي غزو واحتلال العراق وأفغانستان ومرتكبي الجرائم في إسرائيل وأمريكا الجنوبية وافريقيا.
الحزب الشيوعي العمالي العراقي
١٨ اذار ٢٠٢٣