إضراب في أكبر منجم للنحاس في العالم في شيلي يعرض الإمدادات العالمية للخطر
يترقب العالم توابع قرار عمال منجم اسكونديدا التشيلي، أكبر منجم نحاس في العالم، إثر إعلان عن إضراب قد يكون له عواقب كبيرة على الأسواق.
وتُعدّ تشيلي أكبر منتج للنحاس في العالم، مع مساهمتها بـ28% من الإنتاج العالمي.
ويساهم القطاع في 10 إلى 15% من الناتج الإجمالي المحلي في البلاد.
ويتم تصدير جزء كبير من نحاس تشيلي إلى الصين، أكبر مستهلك في العالم
ومن المتوقع أن يؤدي قرار الإضراب إلى توابع ضخمة في أسواق النحاس العالمية، فضلا عن أسواق معادن نفيسة أخرى كالذهب.
ويؤثر القرار أيضا على مجالات صناعية عديدة.
وكانت أسعار النحاس قد أغلقت تداولات الأسبوع الماضي يوم الجمعة الفائت منخفضة في بورصة “كوميكس” بنسبة 0.91% إلى 448.25 دولار للرطل.
ويدخل النحاس في تركيب العديد من السبائك حيث يضاف مثلا للذهب بكميات قليلة لإعطاء الذهب الصلابة الكافية في تصنيع المصاغ.
وبسبب كونه موصلاً جيدًا للكهرباء، يستخدم النحاس أيضا في صناعة الأسلاك والكابلات الكهربائية والأجهزة الإلكترونية، ويستخدم في مواد البناء بسبب مقاومته للتآكل، كما يدخل أيضا في صناعة النقود المعدنية والمجوهرات.
و الإضراب يأتي بعد رفض العمال آخر عقد عمل قدّمته المجموعة البريطانية الاسترالية المستثمرة له “بي اتش بي”.
وبناء على نتائج استفتاء استمر حتى ليل السبت، أفادت نقابة العمال عن تصويت 2164 لصالح بدء الإضراب، مقابل 11 لقبول عرض الشركة.
ويمكن لقادة النقابات والمجموعة المشغّلة خوض جولة تفاوض أخيرة بوساطة حكومية في غضون 5 إلى 10 أيام.
وشهد المنجم في 2017 اضراباً استمر 44 يوماً، كان الأطول في تاريخ صناعة المناجم التشيلية، وكلّف الشركة خسائر بقيمة 740 مليون يورو.
ويطالب العمال بالحصول على مكافأة لمرة واحدة تقديراً لعملهم خلال فترة تفشي وباء كوفيد-19 و بفوائد تعليمية لأطفالهم. وقالت النقابة “نأمل أن يكون هذا التصويت القوي بمثابة جرس تنبيه حاسم لـ “بي اتش بي ” من أجل بدء محادثات جوهرية.. إذا ما أرادت تجنّب صراع واسع النطاق، قد يكون الأكثر كلفة في تاريخ النقابة في البلاد “