اقتحام معتصمي التيار الصدري قاعة البرلمان في بغداد
02/05/2016
قتحم حشد كبير من المعتصمين من انصار التيار الصدري قاعة البرلمان في منطقة الخضراء ببغداد يوم امس. جاء هذا الاقتحام على خلفية نقل التيار الصدري اعتصامات واحتجاجات انصاره الى الىساحات القريبة من المنطقة الخضراء قبل الاسابيع القليلة الماضية وقيام مقتدى الصدر نفسه بالاعتصام مع جمع من حاشيته لايام معدودة داخل منطقة الخضراء واحداث اعتصامات البرلمانيين داخل قاعة البرلمان.
ان هذه المساعي واقتحام قاعة البرلمان يوم امس ياتي ضمن الصراعات الجارية داخل التيارات الحاكمة في خضم الازمة السياسية والاجتماعية الشاملة التي تعصف بالعراق. فهي مناورات وممارسات سياسية محددة ومخططة لجناح معين من اجنحة التيار الاسلام السياسي الشيعي في العراق في خضم هذه التطورات وهذه الازمة، فلا علاقة لها لا من قريب ولا من بعيد بمطالب الجماهير واحتجاجاتها من اجل تحسين معيشتها ومستوى حياتها وتوفير الخدمات والقضاء على الفساد ..الخ.
يريد التيار الصدري ان يستحوذ على سلطة وحصة اكبر في النظام السياسي القائم ويسعى من ان يثبت موقعا اقوى بوجه خصومه من ضمن تيارات الاسلام السياسي الشيعي من حزب الدعوة ومجلس الاعلى والقوى الميلشية من البدر وعصائب اهل الحق وغيرهم. انه استغل الازمة السياسية والاجتماعية الحالية في العراق وكذلك التذمر والسخط الجماهيري ازاء الفقر والبطالة والفساد وسياسة التقشف والمحاصصة لتحقيق اهدافه السياسية.
للتيار الصدري كتيار برجوازي واحد مكونات طيف الاسلام السياسي الشيعي الحاكم في العراق دور سياسي واجتماعي مزدوج ومتناقض في الصراع السياسي والطبقي الدائر في العراق، لا يمكنه الخروج من اطاره. انه بمثابة تيار برجوزاي حاكم، ضمن تيارات الاسلام السياسي الشيعي، يحاول ان يديم قاعدته الاجتماعية داخل اوساط الكادحين والفقراء في المدن والارياف من خلال نشر الافكار العقائدية الطائفية للاسلام السياسي الشيعي الخاصة به من جانب، والافكارالشعبوية و”الوطنية العراقية” من جانب اخر. ليس هذا فحسب، بل يستغل الفرص لتمرير سياساته عن طريق تفعيل هذه القاعدة الاجتماعية بين حين واخر للقيام بالتظاهرات وعرض العضلات وشن حشود انصاره الحراكات لتامين استمرار سيطرة آفاقه السياسية على هذه الاوساط. فبالتالي ان هذه الوظيفة السياسية المحددة تلزمه ان يظهر كتيار عقائدي اسلامي طائفي والادعاء بانه نصير الفقراء والجماهير المحرومة وبانه البرئ من الفساد والمحاصصة السياسية والاقتسام في السلطة والثروات. هذا، وعلى نفس المنوال يلجاء مقتدى الصدر بين اوىة واخرى للاعتكاف و”الخلوة” والتظاهر بالاجتناب عن عالم “السياسة المحاصصتية والحزبية” .
غيران نفس هذه الوظيفه السياسية جعلته ان لا يكون تيارا حكوميا برجوازايا اسلاميا بالمعنى المألوف للكلمة ومؤهلا لاخذ زمام امور الحكم بايديه لدى البرجوازية المحلية والعالمية، وهذا يشكل نقطة ضعف هذا التيار السياسي البرجوازي بالرغم من انه صاحب كتلة برلمانية كبيرة. فمن هنا نرى ان قيام كتلته البرلمانية بالاعتصامات واقتحام انصاره، وبهدف تحقيق اهدافه السياسية، للبرلمان جزء عادي لممارسات هذا التيار الذي لا محال يؤدي الى ضرب هيبة الدولة والبرلمان البرجوازي وكسر صورة وايميج الحكم البرجواي ، وهذا ما لا تريده التيارات الحكومية البرجوازية الاسلامية.
يا جماهير العمال والكادحين والتحررين
آن الاوان كي نقوى ونوحد صفوفنا النضالية المستقلة عن هذه القوى المتصارعة فيما بينها وان نستغل ازمتها وازمة النظام لصالح نضالنا التحرري وتقوية صفنا الثوري. آن الاوان لفصل آفاق واهداف ومصالح العمال والكادحين والجماهير التحررية عن آفاق واهداف ومصالح هذه القوى البرجوازية الاسلامية والقومية المتصارعة وفضح ادعاءت التيار الصدري والمساومين معهم من التيار المدني. ان طريق الخلاص هو تحويل الازمة السياسية والاجتماعية الحالية الى فرصة لتقوية صف القوى الثورية للطبقة العاملة والجماهير المحرومة والتحررين، تنظيم انفسنا في الاحياء السكنية والمعامل والشركات الخاصة ومؤسسات الدولة، التسلح بسياسة ثورية طبقية مستقلة للعمال، المباردة بتشكيل اللجان الجماهيرية بشكل مستقل عن هذه القوى لتحقيق اردتنا السياسية وبناء السلطة الجماهيرية المباشرة.
لا يمكن الخلاص من المازق الحالي بدون مبادرة الطبقة العاملة والكادحيين والتحررين للتحول الى قوة سياسية في معادلات القوى وفرض سياساتهم واهدافهم ومطالبهم العادلة وبدون انهاء سلطات تيارات الاسلام السياسي والقوميين والطائفيين .
الحزب الشيوعي العمالي العراقي
1 ايار 2016