البيان الختامي للاجتماع الاعتيادي الاربعون للجنة المركزية للحزب الشيوعي العمالي العراقي!
بالنشيد الاممي ودقيقة صمت اجلالاً لأرواح المضحين في سبيل الحرية والاشتراكية، عقدت اللجنة المركزية للحزب الشيوعي العمالي العراقي اجتماعها الموسع الأربعون في يوم ٤ اذار ٢٠٢٣، وبحضور اغلبية أعضائها، وبمشاركة وفد من الحزب الشيوعي العمالي الكردستاني الذي تألف من امجد غفور سكرتير اللجنة المركزية وفؤاد صادق عضو المكتب السياسي ونغدة عثمان عضوة اللجنة المركزية للحزب.
وبعد الإقرار على قانونية الاجتماع، افتتح سمير عادل سكرتير اللجنة المركزية الاجتماع بكلمة اشار فيها الى مكانة الاجتماع المنعقد في ظل ظروف التحولات الثورية في إيران والاستعداد لهبوب رياحها على المنطقة والعالم، وفي خضم المهام الملقاة على عاتق الحزب بتحوله الى القطب الماركسي والشيوعي والتحرري المعارض السياسي الأول في العراق، وأضاف أيضا ان هذا الاجتماع بإمكانه الرد على المعضلات والمشكلات التي تواجه تقدم الحزب، إذا وعت هذه القيادة مكانة وموقعية هذا الحزب خاصة ثمة ظاهرة إيجابية بارزة اليوم إلا وهي تنامي الماركسية والشيوعية في صف ليس قليل من الشباب، وعلى الحزب ان يتلقف هذه الظاهرة ويعمل على استقبالها.
وبعد ذلك تم التصويت على ضوابط تسيير جدول أعمال الاجتماع الذي تضمن:
– التقرير
– الوضع السياسي في العراق وسياسة الحزب العملية.
– القيادة وضرورة الارتقاء بالحزب.
– القرارات.
– الانتخابات.
استهلت اعمال الاجتماع بالتقارير التي قدمت من قبل سكرتير اللجنة المركزية ومسؤولي الميادين الأساسية للحزب والتي تضمنت نشاط الحزب ما بين الاجتماعين الاعتيادين ٣٩ و ٤٠، حيث بينت النقاط البارزة خلال الفترة المنصرمة على الصعيد السياسي والاجتماعي والفكري والتنظيمي، وأكدت على توسع انتشار الحزب في العديد من الميادين مثل الحركة الاحتجاجية والعمالية والتنظيمية ونشر الماركسية والشيوعية، والرد على محاولات التيارات البرجوازية على نشر الأوهام في صفوف المجتمع وفضحها وخاصة في الصراع على السلطة بين جماعات الإسلام السياسي مثل التيار الصدري والاطار التنسيقي، وتصديه للسياسة النقدية لحكومة السوداني، إضافة الى الرد على الأوهام والتصورات الرومانسية والأخلاقية التي انتشرت حول انتفاضة أكتوبر بُعيد عدم وصولها الى تحقيق أهدافها، واستطاع بشكل عملي في خلق الانسجام في صف ليس قليل من النشطاء وفعالي الانتفاضة والحركات الاحتجاجية المختلفة وتسليحهم بالأفق الثوري والتحرري.
وفي الوقت ذاته، اشارت تلك التقارير الى نواقص الحزب ونقاط ضعفه والمعوقات التي تقف أمام تقدمه، وقيّم الاجتماع بشكل عام على إن الحزب ركز على الأولويات التي وضعها الاجتماع الموسع ٣٩ واستطاع ان يخطو خطوات إيجابية في تحقيق تلك الأوليات في عدد من الميادين.
وفي فقرة الوضع السياسي في العراق والسياسة العملية للحزب، قدم سمير عادل لوحة تحليلية، حيث ذكرإن تشكيل حكومة السوداني حصيلة جملة من التناقضات، ومحاولة من قبل الطبقة البرجوازية الحاكمة المتمثلة اليوم بالسلطة الإسلامية الميليشياتية لحلحلة الازمة السياسية والعمل على إدارتها. وأشار الى ان تلك التناقضات تتمثل بأنها حكومة محاصصة من جهة، وتستند على الجناح الموالي لإيران وعدد من أعضائها هم من قادة المليشيات، وفي نفس الوقت ان نفس الحكومة تحاول ادامة سياسة الكاظمي بأعاده العراق الى جناح القومي العربي والموافقة على السياسة الغربية والابقاء على القوات الامريكية في العراق، وفي الوقت ذاته ان الازمة الاقتصادية للنظام الرأسمالي العالمي تعصف أيضا بالنظام الرأسمالي في العراق، ويحاول الأخير بتحميل الازمة الاقتصادية على كاهل العمال والكادحين في المجتمع، وأشار أيضا الى ان موافقة الجناح الموالي لإيران على سياسات السوداني مع الغرب، بسبب شعوره بخطر التحولات الثورية التي تعصف بالنظام الإسلامي في ايران الى جانب تداعيات انتفاضة أكتوبر التي عصفت بحكومة عبد المهدي، وعدم قدرة الحكومة على الرد على متطلبات المجتمع في حل قضية البطالة وتوفير الخدمات، واكد على ان الاستنتاج العملي يتمثل برفع الاستعدادات السياسية والتنظيمية للحزب والارتقاء بالحركات الاحتجاجية وتطوير أواصر الصلة ما بين الحزبين الشيوعي العمالي الكردستاني والعراقي. وقد أقر الاجتماع على الاطار العام للبحث وكلف المكتب السياسي بالصياغة النهائية للورقة على ضوء النقاشات التي جرت في الاجتماع.
وفي فقرة القيادة وضرورة الارتقاء بالحزب، قدم فارس محمود بحثا حولها حيث أشار الى الاوضاع الراهنة الحبلى بالتحولات في العراق والمنطقة وضرورة استعداد القيادة والارتقاء بقدراتها على الصعيد السياسي والعملي للعب دوراً مهما في هذه المرحلة من حياة المجتمع في العراق والمنطقة بالأخص ارتباطاً بتصاعد الحركات الاحتجاجية على جميع الاصعدة. وقد اشار الى بعض القضايا التي تتعلق بأسلوب ونمط عمل القيادة في ظل هذه الاوضاع وضورة الارتقاء به للرد على متطلبات المرحلة. وقد كلّف الاجتماع الاعتيادي المكتب السياسي المقبل بإعداد وثيقة تتعلق بالمبادئ الاساسية للقيادة الشيوعية ونمط عملها لإقرارها والعمل وفقها.
وقد ناقش الاجتماع مجموعة من القرارات التي تخص اعلام الحزب والحركة العمالية، واتخذ القرارات اللازمة بحقها.
وفي فقرة الانتخابات جدد الاجتماع ثقته بإعادة انتخاب سمير عادل سكرتيراً للجنة المركزية وفارس محمود نائباً له، كما انتخب الاجتماع كل من خليل إبراهيم وهمام الهمام ونادية محمود وثائر سليم وعمار شريف وطالب أبو اشواق أعضاءاً للمكتب السياسي.
وفي نهاية الاجتماع القى سمير عادل كلمة ختامية، أكد على ما جاء في كلمة الافتتاحية ان الفرصة مؤاتية لتعويض الوقت الذي فات على الحركة الشيوعية، إذ ما ادركت قيادة الحزب مكانة هذا الحزب وامكانيات هذه المرحلة ودفع عجلة الحزب الى الامام، ثم اختتم الاجتماع بالنشيد الاممي.