التوظيف الدائم للمحاضرين مطلب عادل وجماهيري
تستعر احتجاجات الاف من المحاضرين في عموم العراق، من اجل حصولهم على التوظيف الدائم والتمتع بحقوقهم العادلة
في الأجور والضمان الاجتماعي وتأمين مستقبل آمن لهم ولأسرهم، دون أي رد من قبل حكومة السوداني.
وتعتبر قضية المحاضرين البالغ عددهم بين ٢٠٠ ألف -٢٥٠ الف محاضر في عموم العراق، واحدة من القضايا التي
تماطل الحكومة بها دوت إيجاد حلول جدية لها، وتحاول، استمراراً لسياسة حكومة الكاظمي، دق اسفين بين بعضهم
البعض، عبر إصدار قرار توظيف عدد لا يتجاوز ٥٠٠٠ محاضر، وبعقود لا تتجاوز معاشاتهم ٢٥٠ الف دينار شهريا.
ان عدم توظيف المحاضرين، وتنصل الحكومات المتتالية، من عدم منحهم الحقوق العادلة، هو جزء من الاتفاقات التي
وقعتها مع صندوق النقد الدولي والبنك الدولي، والتي مفادها تنصل الدولة من كامل مسؤولياتها تجاه المجتمع.
وفي الوقت ذاته فإنَّ الحكومات تستغل العمل التطوعي والمجاني للمحاضرين، لإضفاء الشرعية القانونية على سرقة
فاضحة لمعاشاتهم وحقوقهم لتضعها في جيوبها، وهذا امتداد لعملية الفساد التي تستمر على قدم وساق منذ بداية هذه العملية
السياسية الى يومنا هذا، وعلى الصعيد آخر، تخلق سياسات الحكومة هذه، التنافس بين المحاضرين، وارغامهم على قبول
شروط العمل في المدارس الاهلية، بأجور متدنية وبحرمانهم من كامل الحقوق، تلك المدارس التي باشرت الأحزاب
الإسلامية وغيرها باستثمار الأموال التي سرقتها من ثروات الجماهير بإنشائها ، كما انه جزء من سياسة خصخصة التعليم
ضمن الاتفاقات المذكورة آنفاً.
ان توظيف المحاضرين بشكل دائم وحصولهم على حقوقهم في الأجور والضمان الاجتماعي والصحي والاسري هو
مسؤولية الحكومة، وتعتبر واحدة من ابسط مقومات حقوق الانسان، وان المبررات السخيفة التي تتبجح بها سواء هذه
الحكومة او الحكومات السابقة، بأنه ليست هناك تخصيصات مالية في الموازنة للمحاضرين، او لعمال العقود بشكل عام
مثلما هي في الموارد المائية والزراعة والبلديات، ليس هي اكثر من سياسة المماطلة والكذب والنفاق، بينما نرى الحكومة
الحالية تحاول سن قانون المستشارين الذي تموله من أموال الموازنة، ليكون ضمن الجيش البيروقراطي الطفيلي الذي
يعتاش على الأموال المسروقة من الجماهير.
ان الحزب الشيوعي العمالي العراقي في الوقت الذي يدعو كل القوى والمنظمات التحررية والتقدمية للتضامن مع مطالب
واحتجاجات المحاضرين، في نفس الوقت يدعوا المحاضرين بعدم إعطاء الفرصة للحكومة وجماعاتها من دق أسفين في
صفوفهم، وان الوحدة ورص الصفوف هو الطريق نحو تحقيق مطالبكم العادلة.
الحزب الشيوعي العمالي العراقي
18 كانون الأول 2022