الجمهورية الاسلامية هي الرابح من حرب قبل أوانها!
في هذه الايام، تبث وسائل الاعلام المجازية وبعض القنوات التلفزيونية الفارسية وقوى المعارضة برامجاً حول ضرورة اللجوء الى الأسلحة ضد القوى القمعية للنظام. ثمة تحريض كبير يدعوا الجماهير الى شن حرب مسلحة ضد السلطة.
ليس ثمة شك في أن جماهير منتفضة تعيش وتعاني جرحاً ينزف طيلة أربعين عاماً ونيف في ظل أكثر السلطات الكالحة والمعادية للإنسان، جماهير عليها ان تدفع أفدح الأثمان لنيل ابسط الحريات، بل وحتى تدفع حياتها ثمناً، هي محقة في الالتجاء لأي وسيلة وسلاح للدفاع عن نفسها وإلحاق الهزيمة بالعدو. بيد ان ارسال الشباب دون أي استعداد، بدون تنظيم كاف وضروري، دون قدرة انتصار هذا الصراع لحرب مبكرة وقبل أوانها مع نظام مسلح من راسه لأخمص قدميه، ان لم يكن من أجل الحاق الهزيمة بها، فهو دون شك سياسة غير مسؤولة و مخادعة. ان المنتصر من هذه الحرب المبكرة وقبل أوانها هو الجمهورية الإسلامية قبل اي طرف آخر.
تحتاج حركتنا في الاوضاع الراهنة أن تتحول الى اقصى درجات الجماهيرية وبقوى مليونية أكثر وأكثر. انها بحاجة للوحدة المنظمة ومنظمة في لجان ثورية، في مجالس محلات العمل والمعيشة ومحلات المدن. انها ضمانة النصر في أية حرب. لا يمكن ارسال جيش بدون أقصى قواه واقتدار وتنظم النصر. ان اطلاق صافرة الالتجاء للسلاح، قبل الاعداد للانتصار هو رمي الجماهير في حرب معروف هزيمتها من الان. ان خلف هذه “الراديكالية” الظاهرة والحث على الحرب للنصر هو فتح الأبواب أمام اغراقها بالدماء على أيدي الرجعية الحاكمة وأية قوى رجعية. ان سورية وليبيا هما آخر نماذج هذه السياسة وهذه “الراديكالية” و”التعطش” للنصر “السريع” و”قليل الكلفة”.
ان اعطاء الأوامر والدعاية للجوء الى أدوات الحرب وشبه الحربية، قبل التحضير والتهيؤ لانتصارها، لا يتعدى مغامرة، وتتحول الى أحد العوائق أمام حضور الجماهير في الميدان وتوسع حضورها ومليونيتها في المدن، ويطلق الأيادي للقتل والقمع الوحشي وأيادي القوى العالمية لإغراق ثورة الجماهير بالدماء تحت مسميات “تدخل انساني” و”الدفاع عن جماهير ايران”!
ليس ثمة شك في ان هذا النظام مسلح تماماً، وبالتالي، يمكن الاطاحة به عبر انتفاضة مسلحة. ولكن دعوا الشوارع ومحلات عمل ومعيشة العمال والكادحين والنساء والشباب تعم بعشرات ومئات الالاف والملايين من الجماهير! دعوا الجماهير ان تتوحد في المحلات، الجامعات، المعامل و… دعوها لتشكل مجالسها من اجل ارشاد حرب اليوم وممارسة ارادة غدها. إذا لم تنشدوا نيل السلطة على حساب التضحية بالجماهير، إذا لم تنشدوا الحاق الهزيمة في الثورة المقبلة مثلما جرى على ايدي الثورة المضادة في 1979، دعوا هذه الحركة ان تستعد بكل قواها للانتفاضة.
لا تلعبوا بمصير المجتمع، بهذه الثورة وبحياة جيل متعطش للحرية.
أيتها الجماهير التحررية!
يدعوكم الحزب الحكمتي (الخط الرسمي) لتنظيم مجالس الجماهير.
ان ضمانة انتصاركم هي قوتكم الموحدة في المحلة والمدينة والمعمل، في مجالسكم الجماهيرية. مجالس تضع على عاتقها مسؤولية قيادة وتوجيه الصراع القائم ولا تفسح المجال لأية نزعة مغامراتية من قبل أية قوة رجعية. اشرعوا بتنظيم مجالسكم الجماهيرية للتوجيه وللدفاع عن انفسكم ومن أجل انتصار الثورة ولتنتزعوا مصيركم!
الحزب الحكمتي (الخط الرسمي)
3 تشرين الاول-اكتوبر 2022