الأخبارالمقالاتعلي احمد
أخر الأخبار

الشعلة خارج سيطرة الصدريين هذه المرة!

علي احمد

مدينة الشعلة التي تتميز بصغر بيوتها وكثافة سكانها كانت ولا تزال منبع للاعتراض على قلة الخدمات ورداءتها وهي عادة ما تتصدى المشهد السياسي عن طريق الاحتجاجات والتظاهرات….. ولكن ما يؤسف له تحول هذه المدينة لتكون ميدانا للاستعراضات السياسية والعسكرية للصدريين وان تكون حاضنة للخطابات الطائفية، طيلة المدة من 2004 وهو الوقت الذي تشكل فيه الجناح العسكري لمقتدى الصدر الذي سماه بـ (جيش المهدي) وإلى وقت ليس بالبعيد، إذ سيطر فيها على أهم المراكز والمؤسسات الحكومية الخدمية والصحية، ولم تسلم منه لا الأرصفة ولا المساحات الفارغة التي حولها الى كراجات وأسواق تدر عليهم وعلى لجانهم الاقتصادية أموالاً كبيرة. وقد شارك (جيش المهدي) بهذا النفوذ، لكن بنسبة أقل (حزب الفضيلة) وكان لا يقل سوء من الصدريين.. فالفضيلة هم أصحاب ما يسمى بالحملة الإيمانية التي طالت نساء الشعلة، إذ وصل بهم الأمر إلى فرض الحجاب على النساء وكانوا يوزعون المنشورات التي تدعي بقاء النساء في المنزل وعدم تبرجهن بالخارج ومحاسبة الشباب على تسريحة شعرهم، وجاءت بعدها مرحلة استخدام (بلوك البناء) وهو كتلة كونكريتية، لتقتل ما تقتل من الشباب، لا لشيء سوى لأنهم مختلفون بشعرهم ولبسهم، واستخدموا ما يسمى بـ (هيلكانة الزهرة) التي كانت على شكل خشبة لربط ارجل من يعارضهم وبعدها يتم جلدهم على نهاية الأقدام وهو ما يعرف بـ (الفلقة). وفي فترة اشتداد الصراع الطائفي كانت الشعلة ساحة لتصفية الخصوم المناوئين للصدريين فلم يسلم منهم لا الكبير ولا الصغير ولا حتى النساء كلهم كانوا تحت رحمة أوامر مقتدى الصدر.  

مدينة الشعلة هي من المناطق الشعبية الفقيرة بسيطة الحال واصحابها من أهل الدخل المحدود، كانت دائماً تحت سطوة الإسلاميين الذين يعمدون إلى استغلال شبابها في الحروب و الصراعات فيما بينهم على المكاسب والامتيازات.

لكن دوام الحال من المحال فلابد أن يأتي اليوم الذي يتحرر فيه الناس من الأوهام وهذه المرة الحدث مختلف تماماً، ففي 8 يونيو خرجت ولأول أعداد كبيرة من الشباب مطالبين بإقالة مدير بلدية الشعلة المنتمي للتيار الصدري وإقالة مدير المرور وإقالة عدد من مدراء الدوائر والمؤسسات الحكومية وتوجيه رسالة شديدة اللهجة الى قيادات في المليشيات بعدم تحكمهم و دعمهم للمسؤولين،  وعلى مستوى الخدمات كانت مطالبهم تنصب على بناء المدارس وبناء المراكز الصحية وتغير القيادات الأمنية الماسكة للأرض وإعطاء مهله لتصحيح أوضاع المنطقة. فالمسألة التي أسلط عليها الضوء في هذا المقال أن هنالك أشكال نضالية ومطالبة تلامس حاجات ناس وهنالك وعي اجتماعي لدى سكان هذه المناطق ضد هيمنة أحزاب الإسلام السياسي ، فالتيار الصدري فشل هذه المرة، وفشل خطبائه على المنابر، وفشلت مكاتبه الاقتصادية، من أن تسلب إرادة الشباب ومطالبهم في التغير.

ولا ننسى أن كل هذا الوعي والرفض والاحتجاج خارج عباءة الإسلاميين يعود إلى تشرين لأنها خلقت صف من الشباب الواعي بحاجاته الاجتماعية والاقتصادية والخدمية، الرافض لهيمنة الإسلاميين، اليوم قد أصبحت هنالك نزعة قوية للاعتراض لدى مختلف الشباب، كيف لا وأن قسم كبير من شباب الشعلة كانوا في الصفوف الأولى من الانتفاضة مما خلق ودعم عندهم هذا الوعي.

مسؤولية الشيوعيين واضحة فنحن لسنا بعيدين عن المشهد، لجنة الشعلة للحزب الشيوعي العمالي العراقي تشترك مع هذه الجماهير بالآفاق والأهداف وهذه مسؤوليتنا، أن نوضح عن طريق شعاراتنا ما يلي: فرصة عمل أو ضمان بطالة لكل عاطل عن العمل، وتقديم الخدمات الصحية والتعليمية على مستوى عالي وأن تلتمس هذه الناس الرفاه والأمان والحياة الكريمة للنساء والشباب وكافة شرائح المجتمع.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى