بصدد الحملة الارهابية على سلمان رشدي!
سلمان رشدي هو مؤلف كتاب “الآيات الشيطانية” الذي اصدر الخميني فتوى هدر دم بحقه. تعرض رشدي يوم الجمعة 12 اب، اثناء مراسم اعادة قراءة كتاب في مؤسسة شاتوكوا في نيويورك، لحملة طعن بالسكين اصابته بجروح بالغة. ووفق وسائل الإعلام، أصيب المتحدث باسم سلمان رشدي بجروح في هذا الحدث أيضاً. ان من قام بهذا العمل هو رجل في الرابعة والعشرين من العمر واسمه “هادي مطر” من سكنة فيرفيو في ولاية نيو جرسي. وهو محتجز الان.
ان الحملة الارهابية على سلمان رشدي هي واحدة من عشرات ومئات الحملات الارهابية التي تجري يومياً. لقد عم الارهاب وقتل الناس بأشكال مختلفة، قتل المعارضين وحتى الأطفال والناس العاديين العالم كله. وعليه، غدا العالم جهنم ليست فيه اي بقعة آمنة منه. انه عالم بوسعه تحويل الشباب الابرياء والمفقّرين واليائسين الى ادوات قتل وارهاب بيد القوى الرجعية استنادا الى الكراهية القومية والدينية والعرقية. وبغض النظر عن من يقف وراء هذه الحملة على سلمان رشدي، سواءً أكان فرد ام تيار او حكومة، هو عمل اجرامي ومبعث سخط البشرية المتمدنة.
أما اليوم، وفي ظل صياغة اقطاب سياسية وعسكرية كبيرة، وفي ظل حروب مدمرة فرضت على امتداد ثلاث عقود على البشرية ودور الدول الكبيرة في تنظيم انواع من العصابات القومية والدينية والعرقية والعصابات المسلحة بوصفها قواها بالوكالة لخدمة اهدافها السياسية والاقتصادية، تحول العالم الى ميدان للإرهاب والقتل والجرائم الرسمية وغير الرسمية والحكومية وغير الحكومية. يُرتكب اليوم بحق سلمان رشدي، ولكنه ينتزع يومياً من العالم حياة انسان او اناس عاديين، من اطفال المدارس و…غيرها، في المرحلة الاولى نتيجة مباشرة لأوضاع يُشاع فيها الكره القومي والديني والعرقي لا من قبل المؤسسات الدعائية الرسمية، وانما يتم تنظيم هذا الامر من قبل الحكومات المختلفة. وفي ظل هذه الصراعات، وبالإضافة الى دور الدول، تُخلق ارضية تنامي العصابات الاجرامية والقتلة.
اذا كان الارهاب بالأمس جزء من الديناميات الطبيعية للمجتمعات في ايران والعراق وافغانستان وراوندا وسورية وليبيا وفلسطين ولبنان، اذا كان يقتصر بالأمس على نطاق فتاوى القتل والارهاب التي تطلقها المراجع الدينية الرجعية و… على المعارضين السياسيين في البلدان التي يسودها الاسلام، فانه، وفي ظل الصراعات العالمية ودور الدول العظمى من اجل تامين مصالحهم السياسية والعسكرية على حساب دمار حياة الانسان، لا يقتصر اليوم نطاقه على افريقيا والشرق الاوسط فحسب. غدت الجرائم والارهاب الحكومي وغير الحكومي اليوم سياسة الدول العظمى وحلفائها المحليين والاقليميين، وغدت جزء من صورة العالم وحياة الجماهير.
من اجل انهاء الارهاب والجريمة، من اجل وضع حد للحروب وتدمير المنازل والتشرد، ومن اجل استئصال العداوات القومية والدينية والاثنية العمياء، ليس ثمة سبيل امام الطبقة العاملة والبشرية المتمدنة في العالم سوى الاطاحة بالنظام الرأسمالي واستهتار الدول البرجوازية اللذين هم المسببين الاساسيين لعالم ينضح بالجريمة والارهاب والفقر والحرمان.
ان تنظيمات الخارج للحزب الحكمتي (الخط الرسمي) والحزب الشيوعي العمالي العراقي والكردستاني، ومن ضمن ادانة هذا العمل الارهابي، تدعو الجماهير لقطع الطريق على مجمل القوى التي ترى في الارهاب المنظم اداة لحل صراعاتها ونيل الامتيازات و… الخ. لا ينبغي فسح المجال قط امام ان يكون سلمان رشدي والرشديين ضحية هذه الالاعيب الاجرامية.
تنظيمات الخارج للحزب الشيوعي العمالي العراقي
الحزب الشيوعي العمالي الكردستاني
الحزب الحكمتي (الخط الرسمي)
13 آب 2022