الأخبارالمؤتمر السابع للحزبالمؤتمراتالمقالات
أخر الأخبار

بلاغ الحزب الحكمتي (الخط الرسمي) إلى المؤتمر السابع

أيها الرفاق الإعزاء!

نشكركم على الدعوة الموجهة لحزبنا لحضور المؤتمر السابع للحزب. رغم رغبتنا وسعينا للمشاركة في المؤتمر، إلا ان ليس لدينا الإمكانية لذلك، للأسف. لذا عبر هذا البلاغ، نود ان نطلعكم، ايها الرفاق الأعزاء، على بعض النقاط.
من المؤكد ان طابع هذه المرحلة التي نمر بها ستترك بصمتها على مؤتمركم. إنها مرحلة مليئة بالتطورات الكبيرة وتحمل في طياتها طابع صراع الأقطاب الإمبريالية من أجل إعادة تقسيم العالم. انها مرحلة إنتهاء علم أحادي القطب والتحول الى عالم متعددة الإقطاب والذي يجابه بمقاومة الغرب، وتحديداً أمريكا، لصيانة مكانتها المتفوقة، وعليه فرضت على سكان العالم أزمات وصراعات وحروب. الحرب في أوكرانيا وسعي الغرب لإدامتها باي ثمن كان وضخ الأسلحة الحربية الى ذلك البلد وتوسيع الكلف الحربية، وبموازاة ذلك الدعاية الحربية، والهجمة على أكثر مكاسب الطبقة العاملة والبشرية متمدنة أساسية في البلدان الغربية هي أحد سمات هذه المرحلة.
في الوقت ذاته، نشهد أكثر جرائم التأريخ دموية على جماهير فلسطين من قبل حكومة إسرائيل الفاشية. حرب تم شنها بالدعم الشامل للحكومات الغربية، وعلى راسها أمريكا، وبالإضافة الى الدمار التام لقطاع غزة، فانها خلفت لحد الان اكثر من 34 الف قتيل وعشرات الآلاف من الجرحى من العُزّل.
وبالاضافة الى ذلك، شهدنا هذه المرحلة أوسع إحتجاجات في تاريخ البشرية ضد الإبادة في فلسطين وضد وحشية وبربرية حكومة إسرائيل والمدافعين عنها. ان الحركة التي هبت للميدان تحت راية الدفاع عن جماهير فلسطين وضد الإبادة الجماعية التي تقوم بها إسرائيل، تركت بصمتها على الملامح السياسية للعالم. انها حركة ضد الحرب والجريمة والابادة الجماعية، وفي الوقت ذاته، ضد الهجمة على معيشة الطبقة العاملة والحقوق الفردية والسياسية وعلى حرية التعبير وحق التجمع و… في «العالم» المتمدن.
ان الشرق الأوسط هو مركز هذه التحولات ومركز الأزمة هذه. شهدنا في العقدين الاخيرين احتجاجات جماهيرية واسعة في هذه المنطقة على الإستبداد السياسي والفقر وانعدام الحقوق. ان تحولات «الربيع العربي» والإحتجاجات الجماهيرية الواسعة في العراق ولبنان وايران و… هي نماذج بارزة على ذلك.
ان المرحلة الاخيرة ودرجة وحشية اسرائيل هي أوج الجريمة والابادة الجماعية المنفلتة العقال والمشاركة الرسمية للحكومات الغربية ،وبمبرر «حق اسرائيل في الدفاع عن نفسها»، وفرت فرصة وامكانية للدول الرجعية في المنطقة وللدول «العربية» وايران وتركيا وغيرها باسم جماهير فلسطين وربط نفسها بالمصائب والمعاناة التاريخية للفلسطينيين في ظل الوحشية الاسرائيلية ان تنجي نفسها من احتجاجات الفئات الدنيا للمجتمع ضد الاستبداد السياسي وظلم المراة والفقر والاوضاع المزرية التي فرضت على المجتمع. لقد وظفت هذه الحكومات تاريخيا القضية الفلسطينية لخدمة أهدافها الرجعية ولنيل الامتيازات من الغرب، وقد كانت احد عناصر عدم حل االقضية الفلسطينية لحد الان. لقد بهت بريق هذا السعي اليوم اكثر من اي وقت مضى. ارتهن اليوم دعم جماهير الشرق الاوسط لقضية فلسطين اكثر من اي وقت مضى بالاحتجاج على الرجعية الحاكمة، وبالاخص، في البلدان العربية.
لقد انفتحت اعين الطبقة العاملة والجماهير التحررية في البلدان الغربية على حقائق لم تراها ابان الهجمة على العراق وقتل أمريكا وحلفائها لمليون انسان، ولم تطلع عليها في الهجمة على افغانستان وحتى في دمار سوريا وليبيا بهذه الدرجة. ولم يتبين للعالم دور وسائل اعلام الحكومات الغربية بوصفها مؤسسة للتبليه وهندسة وصياغة الافكار ودورها المخرب في الحروب السابقة مثلما هو عليه اليوم. لقد تداعى التوهم بالديمقراطية الغربية اليوم أكثر من اي وقت مضى. لقد حل محل التوهم بالبرلمان واحزابه التقليدية سخط واشمئزاز وسأم الجماهير وغدت صلة الحكومة الغربية بالجماهير مشابهة لصلة الجماهير بالحكومات الرجعية في الشرق الاوسط. يعيد العالم اليوم النظر بصورة جدية بافكاره السابقة وتداعيها والانهيار الكبير لمكانة النظام الراسمالي في اكثر البلدان المتمدنة في اللدان الغربية. ان هذه تعبير عن الحاجة الى تحولات عميقة في عالمنا لتحولات اشتراكية ونهاية جرائم النظام الراسمالي ووحشيته.

رفاقنا الاعزاء!
ان التطورات الجارية على الصعيد العالمي والمنطقة وضعت جانباً مجمل الحدود القومية والدينية والاثنية وجعلت من عالمية وشمولية حقوق الانسان وحق المراة والمصير الطبقي للطبقة العاملة اكثر من اي وقت اخر امراً واقعاً وواقعياً . ان ايران والعراق من البلدان التي لا تعيش في خضم ازمة في الشرق الاوسط، بل في رحم ازمات سياسية واجتماعية فيهما جراء وجود حركات احتجاجية ضد الفقر والاستبداد والفساد وانعدام الحقوق. وجراء وجود شيوعية متحزبة فيهما، بوسعهما ان يلعبا دورا مهما في مصير الشرق الاوسط. بالاخص الجماهير التحررية في ايران وحركتها الراديكالية والثورية للخلاص من جهنم الجمهورية الاسلامية كانت نقطة أمل واتكاء الجماهير التحررية في العراق ولبنان وسوريا. ان غد انساني لجماهير المنطقة مرهون اكثر من اي وقت مضى بوجود كتلة شيوعية راديكالية ومقتدرة.
ان هذه الاوضاع ساعدت بدون شك على تشكيل ارضية مناسبة لتدخلنا الجدي نحن الاحزاب الشيوعية العمالية الثلاثة في العراق وكردستان وايران لتشكيل وصياغة قطب شيوعي عمالي ولرفع راية الثورة الاشتراكية. ان الوضع في الشرق الاوسط والاحتجاجات الجماهيرية في العراق وتونس وكردستان العراق ولبنان وايران و… ضد الحكومات الرجعية وضد الفقر والجوع والاستبداد في مرحلة مفعمة بالتحولات تضع مهام كبيرة على عاتقنا. ان تدخلنا الجدي في هذه التحولات، رسم السياسات والاستراتيجية والتكتيك الصحيح والتدخل الجسور والعملي لتوحيد الطبقة العاملة ولعب دوراً قيادياً في الحركات الاحتجاجية وتامين التفوق العمالي عليها، وتحويل الاحزاب الثلاثة الى اطار لوحدة لا الطبقة العاملة والشيوعيين في المجتمع، بل اطار لوحدة الجماهير المحرومة والمحتجة تحت راية الشيوعيين وعبورهم من كل منعطفات الصراع الطبقي في هذه المجتمعات لهي من أهم مهام مرحلتنا هذه.

رفاقنا الاعزاء!
ينبغي ان علينا ان نظهر كقطب شيوعي في المنطقة وفي رحم هذه التحولات بوضوح رؤية ماركسية وبجسارة وارادة ثورية وبخطة واضحة، ونفتح للطبقة العاملة والجماهير المحرومة ابواب التحرر وانهاء الحرب والجريمة والخلاص من الفقر وانعدام الحقوق وانهاء وحشية النظام الراسمالي، ونرفع راية الثورة الاشتراكية اعلى واعلى على صعيد المنطقة. ان مؤتمركم في هذه الاوضاع، وعبر تحديد سياسات راديكالية وثورية، بوسعه ان يتخذ دون شك خطوة في هذا المسار.
نتمنى لكم النجاح في مساركم هذا ونشد على اياديكم بحرارة.

الحزب الحكمتي (الخط الرسمي)
27 نيسان-ابريل 2024

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى