بلاغ المؤتمر السابع للحزب الشيوعي العمالي الى جماهير العراق!
يا جماهير العراق!
انقضى أكثر من عقدين على الإطاحة بنظام البعث القومي والفاشي، ولم تجنوا من السلطة المليشياتية الحاكمة سوى الفساد والنهب والحروب والقتل الجماعي والاستهتار التام بكل مطالبكم وحقوقكم في حياة مرفهة وحرة. لم تجلب لكم (الديمقراطية) المخضبة بدماء مئات الآلاف من الأبرياء والعزل سوى المصائب والويلات المتتالية. كما أنَّ تلك (الديمقراطية) المزعومة، لا تعني الحرية ولا تعني المساواة ولا تعني استرداد كرامة الإنسان ولا تعني فسح مجال أكبر لتقرير وتحديد الإنسان لما يراه مناسباً لحياته. كما لم تقف ديمقراطيتهم بوجه الاستلاب والعوز والفقر والبطالة والاغتراب. لم تتعدى الديمقراطية سوى انتخابات بين حفنة من الميلشياتين والرأسماليين وقطاع الطرق والمافيات تجار الحروب والقتل والجريمة المنظمة لتقاسم النهب وكعكة السلطة والثروة.
بعد عدة دورات انتخابية وبانتخابات مزيفة وكاذبة متتالية رفضتها الأغلبية الساحقة منكم، ها هم يديمون ذات المسلسل الإجرامي، مسلسل الحكم من أجل النهب والدوس على كل آمالكم وتطلعاتكم بحياة أفضل. بعد مرور أكثر من عقدين، لم يبقوا التعليم تعليماً ولا المستشفيات مستشفيات ولا على المدنية ولا قيم ولا قوانين فهم يقودون المجتمع إلى المجهول ولا يعرف أحد الى أين يمضوا به. فليس للطفولة معنى، ولا للحقوق مكان، ولا لذوي الاحتياجات الخاصة مكان، ولا التقاعد والضمانات، إن وجدت سوف تكفي أحد من الإفلات من الفقر المدقع. لذا يتضح أنَّ هذه السلطة ليست مؤسسات حكم وإنَّما هي عصابات إجرامية تمتص دماء الأغلبية الساحقة دون ضمير ودون رحمة. ليس هذا وحسب، بل ومن أجل إدامة عمر طبقتها المشؤومة، ها هي تمعن في إصدار القوانين تلوى القوانين المعادية للعمال وحق التنظيم والإضراب ومصادرة الحريات السياسية والحقوق الفردية والمدنية ومناهضة المرأة تحت مسميات مختلفة من مثل “المحتوى الهابط” و”عدم المساس بالمناصب” و”البغاء” و”المثلية” و”الجندر” وغيرها، وتطلق أيادي الرجعية العشائرية والذكورية في قتل النساء وفرض الدونية عليهن. من يبحث عن ذرة تحسن في حياة المجتمع، عليه أن يبحث عنها خارج هذه السلطة وقواها وبالضد منها. فلا سبيل غير ذلك.
لا تعتاش هذه السلطة سوى على انعدام الوعي في صفوفكم وصفوف الطبقة العاملة والانجرار وراء دعايتهم وألاعيبهم وغياب إرادتكم ومبادرتكم. لا ينبغي أن تنطلي علينا أكاذيب وترهات من أمثال “المحتوى الهابط” أو “جعل يوم الغدير عطلة رسمية” ولا “إزالة تمثال المنصور” ولا غيرها من ومساعيهم الطائفية المقيتة. فليست مثل هذه القضايا بقضاياكم، ولا تفسحوا المجال لانجرار أحد ما ورائها. فأهدافنا وتطلعاتنا بعيدة كل البعد عن هذه الادعاءات والأكاذيب الطائفية التي تستهدف إلى إبقاء هذه القوى المعادية لكم. كما أن شعارات مثل “المجرب لا يجرب” وإيهام المجتمع بالانتخابات وغيرها من ترهات ليست سوى سبل تهدف الى إدامة عمر هذه الطبقة الحاكمة وقواها.
إنَّ سبيلنا واحد، هو سبيل تشرين، لذا فأنَّ تشرين يجب أن تكون واعية ومنظمة وموحدة ومتحزبة ومدركة لا لأعيب البرجوازية ومناوراتها، وتحت راية وأفق تحرريين وراديكاليين وثوريين لا مكان فيه للقومية والطائفية والعشائرية والنزعات الذكورية المتخلفة.
ليس أمام هذه السلطة سوى الزوال، سوى أن ترحل غير مأسوف عليها. إنَّ المجتمع يغلي باحتجاجات العاطلين وخريجي الجامعات والعمال والمتقاعدين والنساء و.، ينبغي توحيد نضالاتكم والارتقاء بها صوب الإطاحة بهذه السلطة. إن هذا لن يتم دون قراركم ووحدتكم، دون توحيد نضالكم واحتجاجاتكم وتضامنكم. ليس أمامنا سوى سبيل واحد: تنظيم الصف والقوى وتوحيدها صوب الإطاحة بهذه السلطة البرجوازية المقيتة.
إنَّ الحزب الشيوعي العمالي العراقي هو حزب إنهاء هذه الأوضاع وهذه السلطة وقواها الأساسية، وإرساء سلطة تستند الى التدخل المباشر للجماهير في رسم مصيرها ومستقبلها السياسي، سلطة مجالسية تستند الى تدخلكم اليومي والحي في بناء مجتمع حر ومفعم بالمساواة والعدالة والإنسانية. إن هذا النضال هو نضاله ويقف في مقدمة الصفوف. نظموا أنفسكم فيه وقوّوا صفوفه من أجل تقريب ساعة خلاصكم من كل هذه الوضعية الكارثية.
المؤتمر السابع للحزب الشيوعي العمالي العراقي
أواسط آيار 2024