بلاغ المؤتمر السادس للحزب الشيوعي العمالي إلى جماهير العراق ثمة سبيل واحد للرفاه والحرية والمساواة: الإطاحة بهذه السلطة!
يا جماهير العراق!
لقد ذاقت الاغلبية الساحقة منكم مرارة العيش في ظل هذه السلطة البرجوازية المليشياتية القائمة. لقد ذقتم الجوع، الفقر، البطالة، الحرمان، انعدام الخدمات، الاستهتار المنفلت بحياة الانسان، القتل، القتل على الهوية، غياب القانون، الانفلات الامني، الصراعات والاقتال الطائفية والقومية…. لا ولن يأتي من هذه السلطة القائمة غير هذا. لا يأتي على ايديها غير الفساد، النهب، نهب ومصادرة العقارات والاملاك ومصادرة ثروات المجتمع لأقلية طفيلية لا تعرف حدوداً للجشع حتى ولو على حساب سحق الانسان. ان هذه السلطة بكل اطيافها دون استثناء، من تيارها الصدري، المالكي، الخزعلي، العامري، الحلبوسي، البرزاني والطلباني…. هي المسؤولة بشكل مباشر عن كل المصائب والمآسي التي مرت بالمجتمع. ان هذه الاقلية هي ليست اقلية “فاسدين” و”لصوص” و”مستغلي مناصبهم الحكومية” على العموم. انهم ابناء طبقة محددة، الطبقة البرجوازية، وممثليها في السلطة. ان فسادهم ونهبهم هو فساد طبقة قبل اي شيء اخر. يجب تصفية الحساب الجدي مع هذه الطبقة.
لقد جربتم ديمقراطيتهم، برلمانهم، حكوماتهم الائتلافية وغير الائتلافية، “الشرقية والغربية”، الموالية لإيران او لأمريكا والسعودية وتركيا، الاسلامية والطائفية أو العروبية، وبينت كلها عن انها اشكال فقط لإدامة عمر سلطتهم وحكمهم ونهبهم ودماركم. وان صراعاتهم ليس لها ربط بتحسين اوضاع احد منكم، وانما فقط وفقط من اجل تقاسم كعكة السلطة وثروة المجتمع على حسابكم وحساب اطفالكم والاجيال اللاحقة. وعليه، فان اي “خير” لن يأتي على ايدي هذه السلطة التي خبرتموها على ما يقارب العقدين، وللأسف بباهظ الاثمان، اذ دفعتم ثمن ذلك بأقسى الاشكال.
ايتها الجماهير المحرومة والكادحة!
اليوم ، وعلى انقاض انتفاضة تشرين اكتوبر العظمية لجماهير العراق، حرّفوا انتفاضة مليونية ونضالاتكم ويؤطروها باطار كاذب: انتخابات مبكرة ثمارها حكومة “توافقية” و”ائتلافية” ام “اغلبية”؟! حكومة صدرية-اطارية بدون المالكي والخزعلي ام بهما؟! انها انتخابات وبرلمان ليست لها اي ربط او صلة بتحسين اوضاعكم، وانما برلمان للوقوف بوجهكم وضدكم وضد آمالكم بحياة افضل. انه برلمان الورقة البيضاء وإضفاء الصفة الرسمية على المليشيات والاتيان بخزعبلات القانون الجعفري واغتصاب الفتيات الاطفال….!
ايتها الجماهير المتعطشة للحرية والرفاه!
لقد قالها محتجو تشرين وبأوضح الاشكال: “كلهم يعني كلهم”! انهم انفسهم يتحدثون عن فشلهم التام. هم من تحدثوا عن انفسهم بوصفهم “افشل طبقة سياسية حكمت تاريخ العراق”، وهم من أتوا الى المنابر طالبين المعذرة والصفح منكم…! أيحتاج الامر برهاناً اكثر من هذا؟!
ان السبيل لإنهاء عمر هذه السلطة هو تشرين اخرى، بأفق اخر، بفصل قوانا عن التيارات والقوى البرجوازية والاعيبها وفذلكاتها، ليس ثمة شيء يرعب هذه القوى بقدر دخولكم للميدان، نساءً ورجالاً، بصفوف موحدة، منظمة، متراصة، منظمة على شكل قاعدي في المحلات، الجامعات، اماكن العمل وفي كل مكان! لا غنى عن تنظيم انفسنا في منظمات للعمال، للعاطلين، للنساء، للشباب، للخريجين، لعمال وموظفي العقود، للمتقاعدين… كل الفئات المحرومة والمسحوقة.
ينبغي تنظيم الجماهير بأكثر الاشكال جماهيرية وتدخلاً مباشراً لا من اجل مطاليبها الفورية فحسب، بل لتكون عماد سلطة الجماهير المقبلة ورسم مصيرها ومستقبلها السياسي، سلطة مجالسية، بعنوانها بديلاً للسلطة القائمة، تدير المجتمع لصالح تلك الاولوية التي ما بعدها اولوية: السهر على تلبية حاجات المجتمع ورفاهه.
ان ارساء المجالس وحركة مجالسية، وبالتالي، المؤتمر العام لمجالس ممثلي الجماهير، لممثليكم على صعيد المجتمع، هو الحكومة الثورية البديلة لهذه السلطة البرجوازية المليشياتية الحاكمة. لقد ازفت ساعة ارساء هذا البديل. انه السبيل الوحيد القائم امامنا من اجل انهاء الوضع الكارثي الذي يمر به المجتمع.
ان هذا امر يأتي على ايديكم انتم فقط! يقف الحزب الشيوعي العمالي في طليعة نضالكم ومسعاكم المشرف والبطولي هذا.
عاشت الحرية والمساواة!
المؤتمر السادس للحزب الشيوعي العمالي العراق
أواسط 2022