بيان الحزب الشيوعي العمالي العراقي بمناسبة 8 آذار…..لنوحد صفوف النضال الثوري ونحقق حرية المرأة ومساواتها
03/03/2015
بيان الحزب الشيوعي العمالي العراقي بمناسبة 8 آذار
لنوحد صفوف النضال الثوري ونحقق حرية المرأة ومساواتها
نقبل على 8 آذار 2015 والجماهير في العراق تعيش وسط تهديدات داعش ومجازرها الوحشية وبطش “خلافتها الاسلامية” التي لا تزال تتحكم باجزاء كثيرة من العراق. يمر علينا يوم المراة العالمي هذه السنة واشد اعداء المراة واكثرها قساوة وارهابا غرقت العراق ومنذ ما يقارب من 9 اشهر بموجة جديدة من سيل دماء النساء والرجال في الموصل وتلعفر وسنجار وكركوك وصلاح الدين والانبار والفلوجة وديالى وجلولاء وفي اي مكان وصلت ايادي هذه القوة المجرمة اليها. نحن نستقبل 8 مارس واعداء المرأة ومغتصبي حريتها ومساواتها تتنافس فيما بينها، في العراق والمنطقة، لتشديد الخناق على كل ما هو متعلق بحياة ومستقبل المرأة وتحررها ومساواتها مع الرجل.
ارتكبت داعش كقوة فاشية وارهابية، ضمن طيف الاسلام السياسي، اشد انواع المحق والابادة الجماعية ضد المراة وامتهان كرامتها. انها قتلت اللاف من النساء اليزيدات والشبك والمسيحيات وغيرها واختطفت اللاف منهن، خلال الاشهر القليلة الماضية، وحولتهن الى سبايا تباع في الاسواق. ان جرائم هذه القوة الارهابية الاسلامية بحق المرأة لم تسبق لها المثيل في التاريخ المعاصر. بالاضافة الى كل ذلك جسدت داعش الكراهية الطائفية والدينية والقومية بشكل وحشي وارتكبت التصفيات الجماعية والمجازر العشوائية والقتل بالجملة لسكان المدنيين والاسرى وتستمر في قتل العشرات يوميا بالتفجيرات في الامكان التي ليست تحت سيطرتها.هذا، وتشرد مئات اللاف من السكان وهم يعيشون في المخيمات وفي اصعب الظروف اثر هذه الموجة الوحشية من القتل والدمار التي اطلقتها داعش.
قاوم سكان مدن وقرى عديدة، في العراق، هذه الجرائم البشعة لداعش، في الضلوعية وآمرلي وديالى والانبار وصلاح الدين ومدينة هيت وغيرها. غير ان المقاومة المسلحة المنتصرة التي ابدتها النساء والرجال المسلحين في مدينة كوباني في سوريا خلال الاشهر القليلة المنصرمة كانت متميزة وشكلت النموذج والرد الراديكالي والحازم للجماهير المسلحة ضد المجرمين الارهابيين ومستعبدي النساء وجزرايها. رافق هذه المقاومة المشتركة للرجال والنساء اصدار قوانين تدافع عن حقوق وحريات المراة ومساواتها في كانتون الجزيرة في سوريا، وسط اجواء تصاعد قوى داعش وسيطرة تيارات الاسلام السياسي، وهجماتهما الشاملة، في سوريا والعراق والمنطقة، على مكانة المراة وحقوقها وحرياتها.
ان تيارات الاسلام السياسي والقوميين -الاسلاميين الحاكمة في العراق تضيق الخناق على المراة بشتى الاشكال وتشدد اغلال عبوديتها باستمرار وبالتالي تهيئ الارضية لتكرار وقوع امثال تلك المجازر والبشاعات التي ارتكبتها داعش. ان قلع جذور داعش والقضاء عليها نهائيا يستلزم، بالاضافة الى دحرها عسكريا بالمقاومة الجماهيرية المسلحة والمشتركة للرجال والنساء، تدمير الارضية والبنيان السياسي والاجتماعي والفكري التي تتطفل عليها وتتغذى منها. ان الخطوة الحاسمة في تدمير هذه الارضية وهذا البنيان هو تحرير المراة من الاستعباد وكسب حرياتها ومساواتها مع الرجل.
شددت 12 السنة الماضية من الحرب وعدم الامان وتائر الظلم على المراة في العراق ووسعت ابعاد سلب حقوقها وحرياتها. تتعرض المرأة للعنف المنزلي، للاغتصاب، للقتل بدواع “العفة” و”الشرف” وغيرها، وينكر انسانيتها ويفرض الزواج على القاصرات ولا تزل تحاول بعض الاحزاب وتيارات الاسلام السياسي الشيعي فرض “القانون الجعفري” الغارق في الرجعية ومناهض للمراة والاطفال والتي تجسد تشريع “زواج”! القاصرات. تفرض، هذه الاحزاب، قوانين وقرارات الفصل الجنسي في الجامعات واماكن العمل، تفرض “المحرم” على حركة المراة، وغيرها من الاجراءات المناوئة للمرأة.
اخذت الحكومة في العراق تستغل اجواء الازمة المالية وانخفاض اسعار النفط وظروف الحرب مع داعش لتنفيذ سياساتها التقشفية ومخططاتها نيو الليبرالية البرجوازية، بالتنسيق مع امريكا والدول الامبريالية الاخرى وصندوق النقد الدولي. ان تنفيذ تلك السياسات ستزيد من البؤس الاقتصادي والاجتماعي للطبقة العاملة وعلى الاخص المراة العاملة والكادحة في العراق. انها تهدد مئات اللاف من العمال والعاملات في قطاع الصناعة بقطع رواتبهم وفقدان عملهم. انها تستهدف خصصة خدمات الكهرباء والماء والصحة والخدمات الاجتماعية الاخرى وقطع الدعم الحكومي لاسعار الوقود والغذاء وتحويل التحكم بها الى آلية السوق، مع ما يرافق ذلك من فرض الحياة الاقتصادية والمعيشية المزرية على اكثرية السكان وتفاقم المظالم الاقتصادية والاجتماعية على المراة العاملة والكادحة على الوجه الخصوص.
ان توحيد صفوف نضال العمال والعاملات، العاطلين والعاطلات عن العمل، والفئات المتضررة من عواقب سياسات الحكومة التقشفية ونيو الليبرالية الراسمالية، بهدف فرض التراجع على الحكومة، لابد وسيفتح الافاق امام النضال التحرري للمراة كذلك. ان اي تقدم في هذا النضال الاجتماعي وافشال السلطات في مساعيها سيكون بمثابة خطوة جدية في اتجاه تحقيق الارادة المستقلة والموحدة للعمال والتي تفتح الابواب لتقوية صف النضال من اجل كسب حقوق وحريات ومساواة المرأة.
ايتها النساء، ايها العمال، ايها التحررين
لن يؤدي دحر داعش وامثالها من الارهابيين عسكريا الى مكسب راسخ للجماهير في العراق بدون قلع جذور داعش وافكارها، بدون تحقيق حرية ومساواة المرأة وكسب المرأة لمواقع متقدمة في المجتمع وفي نضالها التحرري والاجتماعي. آن الاوان لتقوية النضال التحرري لالغاء جميع القوانين المناوئة للمراة والتي تحط من مكانة المراة، وتعيق حرياتها ومساواتها مع الرجل في جميع نواحي الحياة الاقتصادية والاجتماعية والسياسية والثقافية.
انها مهمة آنية، لا تقبل التأجيل، كي تقوي، الحركة العمالية والاشتراكية والنسوية التحررية في العراق، نضالها من اجل الغاء جميع القوانين المناوئة للمراة في دستور وقوانين البلاد، فصل الدين عن الدولة والتربية والتعليم وشن نضال واسع بوجه الافكار المتخلفة والثقافة التي تروج بالضد من المراة والتقدم بشكل فعلي لتحقيق حرية ومساواة المراة الكاملة.
ان تحقيق حرية المراة ومساواتها مع الرجل وتجسيدها في القوانين مرهون بتطوير صف النضال السياسي والاجتماعي التحرري في المجتمع بجميع اشكاله. فرد الطبقة العاملة وجميع النساء والرجال التحرريين والمساواتيين والشيوعين والاشتراكيين وهو ارساء مجتمع حر ومتساو وانساني خال من الظلم والاستغلال والتمييز الجنسي. ان تحقيق حرية ومساواة المراة والرجل وانهاء كل اشكال اللامساواة الاقتصادية والاجتماعية والاستغلال الطبقي ناجم عن النظام الراسمالي، يبدء مع انهاء عمر هذه السلطة البرجوازية الاسلامية والقومية الجاثمة على صدور الجماهير.
في 8 من آذار، يدعو الحزب الشيوعي العمالي العراقي، جميع النساء والرجال التحررين والمساواتيين الى الارتقاء بنضالهم وتوحيد صفوف نضالها الثوري على صعيد المجتمع لارساء الحرية والمساواة.
عاش 8 آذار يوم المرأة العالمي
عاشت الاشتراكية
الحزب الشيوعي العمالي العراقي
2 آذار 2015