بيان الحزب الشيوعي العمالي العراقي بمناسبة الاول من ايار
الاول من ايار هو يوم العمال العالمي، يوم التضامن الأممي للعمال. في الاول من ايار، يظهر العمال صفا موحدا على صعيد العالم، كطبقة واحدة بوجه الرأسمال، بوجه الطبقة البرجوازية التي لم تتورع عن ارتكاب مجمل أشكال الجرائم ضد الانسانية، سن قوانين معادية للحريات والحقوق الانسانية، ونفخ الروح في كل الترهات البالية للتفرقة بين البشر من القومية والطائفة والدين والعرق والجنس، وشن الحروب وفرض العقوبات والحصار الاقتصادي، وكل ذلك من اجل ادامة سلطتها، وتراكم ارباحها وثرواتها.
في هذا اليوم، يوم الاول من ايار وبالرغم من كل محاولات البرجوازية ونظامها الرأسمالي في إخفاء ملامح الصراع الطبقي، وظهورها على أنها تمثل المجتمع وكل الجماهير، لكنها تظهر بوجهها العاري والقبيح بالتصدي، في غالبية بلدان العالم بما فيها المسماة بالديمقراطية وقلاع التشدق بحقوق الإنسان، لمظاهرات واحتجاجات العمال و احتفائهم بمناسبة الاول من ايار، والسعي لقمعها.
للأسف، يحل الأول من آيار والبشرية جمعاء تضع يدها على قلبها جراء اوضاع الحرب والعسكرتارية في أوكرانيا. إن ما يحدث اليوم في أوكرانيا من قتل ودمار هو واحد من سيناريوهات الطبقة البرجوازية المتصارعة فيما بينها، احدى فصول حروب الدول الإمبريالية على النفوذ السياسي والاقتصادي. كما إن عملية التحميق الواسع التي تقوم بها وسائل الإعلام البرجوازية للتغطية على مبررات اندلاع الحرب الدموية الدائرة في أوكرانيا، وسعيها لإثبات حقانية الطبقة البرجوازية الحاكمة للإمبرياليات المتصارعة عبر الاكاذيب والتزييف، هو جزء من عملية إخفاء لماهية الصراع الحاصل بين تلك الدول الامبريالية، لتعبئة الطبقة العاملة وعموم محرومي المجتمع في حدودها الجغرافية وزجها كوقود في حربها القذرة.
أن صعود اليمين البرجوازي الرجعي في أوروبا وانبعاث الأفكار القومية الفاشية والعنصرية وظهور جماعات وفرق نازية بشكل علني وبدعم الأنظمة البرجوازية الغربية التي هي نفسها من دعمت عصابات داعش وكل الجماعات الاسلامية الارهابية في الشرق الاوسط هو انعكاس للازمة الاقتصادية والسياسية والفكرية للنظام الرأسمالي. ومثلما جرت العادة، في كل ازمة اقتصادية وسياسية يواجهها النظام الرأسمالي تبث الروح بتلك الجماعات المتحجرة لإنقاذ سلطتها من أي عاصفة ثورية تقلعها من جذورها وتنهي حكم سلطة رأس المال إلى الأبد على يد الطبقة العاملة. على الطبقة العاملة العالمية اليوم واكثر من اي وقت مضى ان تستأصل كابوس الرأسمال ومصائبه عبر احلال بديلها التحرري الاشتراكي. انها ضرورة تاريخية لا تقبل التأجيل!
في العراق، تواجه الطبقة العاملة هجمة شرسة على حياتها المعيشية ومستقبلها على الصعيد الاقتصادي والضمان الاجتماعي والحقوق التقاعدية وفرص العمل من قبل السلطة المليشياتية البرجوازية وبدعم المؤسسات الرأسمالية العالمية مثل صندوق النقد الدولي والبنك الدولي. ان البطالة المليونية والورقة البيضاء التي شرعتها حكومة اللصوص التي يقودها الكاظمي وغياب قوانين صارمة تؤمن الحياة المعيشية للعمال في القطاع الخاص وارتفاع الأسعار بسبب تخفيض قيمة العملة المحلية جراء تلك الورقة، والأزمة الاقتصادية التي يواجهها النظام الرأسمالي العالمي ككل في مقابل بقاء رواتب ومعاشات العمال والموظفين على حالها، كل هذه العوامل ساهمت في تدني الحياة المعيشية للعمال وجعلتها في مواجهة الطبقة البرجوازية الطفيلية المتمثلة بالسلطة المليشياتية الفاسدة. وبينما ينعم أعضائها وشخصياتها في البرلمان والحكومة والمناصب الخاصة بامتيازات مالية كبيرة تسرق باستهتار من جيوب العمال والموظفين، يغط قطاع واسع من المجتمع تحت خط الفقر. و بمحاذاة ذلك تمنع الحكومة كل أشكال التنظيم العمالي في القطاع العام وتفرض اتحاد موالي لها، وتقمع بأشكال مختلفة الاحتجاجات العمالية في قطاعات مختلفة.
في يوم الاول من ايار في العراق، تعلن الطبقة العاملة أنها جزء من الطبقة العاملة العالمية، وتقف في صف واحد جنب العمال الروس والاوكرانيين والاوربيين وعمال الولايات المتحدة الأمريكية وكل العالم، وتعلن بأن الطريق لإنهاء الحروب والعقوبات الاقتصادية هو بتوحيد صفوفهم وعدم إفساح المجال لانطلاء لعبة صراع حكوماتهم البرجوازية والدفع بنضالهم المشترك من أجل فرض التراجع على برجوازياتهم وصولاً لحد الإطاحة بها.
وفي الوقت ذاته، ان الاول من ايار هو اليوم الذي تتعاضد فيه الطبقة العاملة من أجل كنس سلطة المليشيات والمافيات الطائفية في العراق، بكل برامجها ومشاريعها وسياساتها الاقتصادية المعادية للعمال والكادحين والمحرومين، وفي مقدمتها “الورقة البيضاء” التي شرعت للموازنة، موازنة اللصوص والفاسدين، موازنة افقار العمال والموظفين والكادحين.
في الاول من ايار تعلن الطبقة العاملة عن لائحة مطالبها العادلة التي تتلخص بفرصة عمل مناسب او ضمان البطالة وسن قانون ضمان اجتماعي بما يتناسب مع اشباع حاجتها المادية والمعيشية ورفع الأجور والمعاشات بما يتناسب مع القدرة الشرائية….
ان الاول من ايار، يوم توحيد الصفوف من اجل تمزيق كل الاتفاقيات التي عقدت مع المؤسسات الإمبريالية العالمية من أمثال صندوق النقد والبنك الدوليين وبيع ثروات المجتمع بابخس الاثمان للبرجوازية العالمية والمحلية، يوم انهاء كل المصائب والمآسي التي يرسف بها المجتمع من جوع وفقر، وبطالة وانعدام أمان اقتصادي، خدمات وغيرها. إنه اليوم الذي تصدح فيه أصوات العمال بأن هذه السلطة وانتخاباتها ومؤسساتها وقوانينها وكل ما يمت الصلة بها هو عديم الشرعية والقانونية، ويجب ان ترحل فوراً. لقد جربت البرجوازية بدائلها وفشلت، وعليها ان ترحل. ان الاول من آيار يوم رفع راية البديل والثورة الاشتراكية للعامل، اليوم وأكثر من اي وقت مضى.
إنه اليوم الذي تؤكد فيه الطبقة العاملة على أن مستقبل وغد أفضل لا يأتي إلا على ايديها. وأنها هي الطبقة الوحيدة القادرة على حشد كل محرومي وكادحي المجتمع خلف رايتها التحررية والانسانية وإرساء الرفاه، الحرية والمساواة.
عاش الأول من أيار يوم التضامن العمالي الأممي!
نهاية نيسان ٢٠٢٢