بيان الحزب الشيوعي العمالي العراقي حول احداث طرطوس واللاذقية

منذ السادس من آذار، تشهد مدن طرطوس واللاذقية وعدد من قراها اشتباكات عنيفة بين عناصر مسلحة محسوبة على النظام السابق والقوات الأمنية التابعة لحكومة محمد الجولاني الذي تحول الى أحمد الشرع بين ليلة وضحاها.
ووفقاً لتقارير المرصد السوري لحقوق الإنسان، وعشرات التقارير والفيديوهات المسربة من ساحة الاشتباكات عبر شبكات التواصل الاجتماعي ووسائل الإعلام المختلفة، يتضح أن القوات التابعة لحكومة الجولاني ترتكب مجازر دموية بحق المدنيين، وتمارس التمثيل بجثث القتلى، إضافة إلى انتهاكات واسعة تشمل الإهانة والتحقير واستخدام ألفاظ نابية ضد المدنيين المعتقلين. كما تفيد بعض التقارير بحدوث عمليات خطف استهدفت النساء في تلك المناطق. كل هذه الانتهاكات تجري تحت عنوان “ملاحقة فلول النظام” وأمام مرأى ومسمع ما يُسمى بـ”المجتمع الدولي”.
إن عمليات القتل والتنكيل المستمرة منذ ثلاثة أيام ليست مجرد تصرفات فردية أو أعمال انتقامية عشوائية، بل هي سياسة ممنهجة تهدف إلى توجيه ضربة استباقية لكل المعارضين لحكومة الجولاني غير الشرعية، التي نصّب نفسه رئيسًا لها بفضل دعم القوات العسكرية التركية.
ما دفع حكومة الجولاني إلى ارتكاب هذه المجازر المروعة دون أي تردد أو خوف من المحاسبة هو تواطؤ المجتمع الدولي، بما في ذلك الاتحاد الأوروبي، والجامعة العربية، والأمم المتحدة، الذين سعوا إلى تعويمه وإضفاء الشرعية عليه، متغاضين عن جرائمه وجرائم ميليشياته في سوريا والعراق التي شكلت وزارة الدفاع والأجهزة الأمنية المختلفة.
إن احمد الشرع، وعبر خطاباته التضليلية، يحاول خداع الرأي العام العالمي والتستر على جرائم قواته في المدن السورية، في حين أن المجتمع الدولي على دراية كاملة بأجندة الجولاني وحكومته، لكنه يغض الطرف عنها. ان سياسة تعويم حكومة الجولاني دوليًا جاءت لخدمة المصالح الدول الإقليمية، دون أي اعتبار لمصالح جماهير سوريا التي تستحق العيش في ظل حكومة علمانية غير قومية وغير دينية، تضمن المساواة التامة بين جميع فئات المجتمع.
إن الحزب الشيوعي العمالي العراقي، ومن منطلق مسؤوليته السياسية والأخلاقية، وحرصًا على عدم تكرار السيناريو العراقي في سوريا، يرى ما يلي:
- الإدانة الشديدة لجرائم مليشيات الجولاني وحكومته غير الشرعية بحق المدنيين، وكذلك إدانة العناصر المسلحة المحسوبة على النظام السابق التي تستخدم المدنيين كدروع بشرية، وتحول أماكن معيشتهم إلى ساحات للقتال.
- تقديم جميع المجرمين الذين تورطوا في التنكيل بالمدنيين أو التمثيل بجثث القتلى إلى محاكمات علنية عادلة.
- مطالبة المجتمع الدولي بالتوقف عن دعم حكومة الجولاني والنفاق السياسي تجاهها، واتخاذ موقف واضح يدين جرائمها، مع العمل على الضغط باتجاه تشريع قانون موحد لسوريا، يؤسس لهوية إنسانية جامعة، في ظل حكومة علمانية غير قومية وغير دينية.
- محاسبة جميع عرابي العصابات والمليشيات الذين يطلقون الفتاوى الإجرامية لإباحة دماء المدنيين تحت تصنيفات طائفية.
ان الحزب الشيوعي العمالي العراقي يناشد كل القوى التحررية والإنسانية في العالم لدعم ومساندة حق جماهير سورية بالعيش الكريم والحرية والكرامة الإنسانية عبر دعم نضالها للتخلص من هذه الجماعات الاجرامية التي وصلت الى دمشق بتواطئ دولي مفضوح.
الحزب الشيوعي العمالي العراقي
٩ اذار ٢٠٢٥