بيان الحزب الشيوعي العمالي العراقي حول أزمة اليونان والاستفتاء
08/07/2015
يجري اليوم في اليونان استفتاء عام حول سؤال يتعلق برفض السكان او قبولهم لاجراءات التقشف والاستقطاعات التي طالما فرضتها الترويكا (البنك المركزي الاوروبي والمفوضية الاوروبية وصندوق النقد الدولي) كشروط لتمويل اليونان وجدولة دفع ديونها. ان الاجابة بـ “لا” في هذا الاستفتاء ستقوي موقع حكومة سيرزا (ائتلاف اليسار الراديكالي) في المفاوضات التي ستجري بين الحكومة والترويكا حول الديون المتراكمة وشروط تلقي اليونان للدعم المالي. وعلى العكس من ذلك، ان الاجابة بـ “نعم” ستعني، بالاضافة الى ما تجلبه من البؤس الاقتصادي على العمال والفئات الفقيرة، اسقاط حكومة سيرزا التي انتخبت في كانون الثاني 2015 على اساس برنامجها الانتخابي المناهض للتقشف الرأسمالي والاستقطاعات.
ان فوز مدافعي “لا” سيبعث الامل لدى الملايين من العمال في اليونان ولدى الطبقة العاملة في اوروبا كي تتصدى، بشكل اكثر حزما وتنظيما وتخطيطا، لبأس وابتزازات الراسمال المالي والامبرياليين ولسياسة التقشف والاستقطاعات التي باتت ومنذ سنوات عديدة تقصم ظهر الطبقة العاملة في هذه القارة. هذا من جهة، ومن جهة اخرى سيضع فوز مدافعي “لا”، حكومة سيرزا تحت ضغط العمال والجماهير الكادحة ويسد، الى حد ما، الطريق امام اية جهة قد تساوم على قضية العمال ومعيشتهم ومصيرهم في هذه المواجهة التاريخية الكبرى ضد سياسة التشقف والاستقطاعات.
يواجه العمال واكثرية سكان اليونان الاثارالمدمرة للاجور المتدنية والبطالة والفقر ويعانون من تقليص الضمان الاجتماعي والتقاعد وتردي الخدمات. اذ انهم ومنذ سنوات عديدة يدفعون ضريبة البرنامج الاقتصادي النيو-ليبرالي الرأسمالي والابتزاز الذي تمارسه ضدهم الدول الامبريالية والبنوك والراسماليين الاوربيين وخاصة الممولين من البنوك والمؤسسات المالية الفرنسية والالمانية. ان الفوائد المالية الهائلة التي تدفعها اليونان سنويا للاوليغارشية المالية قد جفت ثروات البلاد. ان التحدي الطبقي الكبير الذي يواجه الطبقة العاملة في اليونان واوروبا ومنذ الازمة الراسمالية 2008 هو التصدي لسياسات التقشف والاستقطاعات التي طالما وضعت ثقل ازمة راس المال في اوروبا على عاتق الطبقة العاملة والفئات والشرائح الكادحة في حين تضخ الدول الامبريالية بمئات الميليارات من الدولارات للابقاء على البنوك والمؤسسات المالية.
من الواضح ان الاستفتاء ونتائجه سوف لن يقلل من تناقضات الوضع القائم ولن يحل فوز معسكر”لا” معضلات الطبقة العاملة في اليونان. ان الطبقة العاملة تواجه تحديات اقتصادية واجتماعية وسياسية كبيرة وتحتاج الى قادة وناشطين شيوعيين واشتراكيين عماليين للرد على مسائل النضال الطبقي العمالي المباشرة في هذه البلاد، كما انه من المعلوم بان الحل الجذري والشامل للازمة الحالية غير ممكن في اطار الراسمالية ولا عن طريق حكومة سيرزا الحالي والمفاوضات الجارية. غير ان كل هذا لا يعني ان نكون غير مبالين تجاه هذا الاستفتاء ونتائجه وما تخلق تلك النتائج من الاثار الايجابية او السلبية على مسار النضال الطبقي العمالي في اليونان وعموم اوروبا. ان تقدم العمال والاشتراكيين واليسار في اليونان لفرض التراجع على الرأسمال المالي الاوربي واسقاط سياسة التشقف والاستقطاعات يشكل انجازا سياسيا غاية في الاهمية. وان الفوز بـ “لا” هو خطوة على هذا المسار. آخذين كل ذلك بنظر الاعتبار،ان نضال العمال الطبقي يستطيع ان يشق طريقه الى الانتصار فقط اذا استطاع اتخاذ الاشكال السياسية والتنظيمية الاكثر غنى وقوة وتمكن من ان يوحد صفوف النضال تحت راية الاشتراكية وارساء الحكومة العمالية.
ان صعود سيرزا الى الحكم في اليونان جاء نتيجة ضغط الراديكالية الاجتماعية لدى الطبقة العاملة والفئات المحرومة. لقد اعطى اقساما كبيرة من العمال الراي لسريزا في انتخابات كانون الثاني 2015 لتحقيق البرنامج الاقتصادي المناهض للتشقف. ان صعود سيرزا الى الحكم شكل بالنسبة للعمال والجماهير التحررية خطوة لخوض النضال على صعيد الحكومة والبرلمان لتحقيق البرنامج المناهض للتشقف، ويشكل الاستفتاء الحالي حلقة اخرى من حلقات هذا الصراع السياسي الجاري في اليونان. ان البرجوازية في اليونان وحلفائها الاوروبيين سوف لن يقفوا مكتوفي الايدي تجاه الراديكالية الصاعدة في اوساط جماهير العمال في اليونان ومخاطر نشر عدواها الى بقية الطبقة العاملة في عموم اوروبا.
انها من مهام الطيقة العاملة الاوروبية ومنظماتها واحزابها الشيوعية والثورية توحيد صفوف نضالها وتضامنها الاممي بهدف الانتصار في هذه المعركة الطبقية الحيوية. ان اسقاط سياسة التقشف والاستقطاعات، هذه الالة المدمرة بايدي طغاة الراسماليين المعاصرين تشكل مهمة تاريخية لتهيئ الارضية للتقدم بالنضال نحو بناء حكومة عمالية وارساء الاشتراكية.
عاش نضال الطبقة العاملة التحرري في اليونان وعموم اوروبا
عاشت الاشتراكية
الحزب الشيوعي العمالي العراقي
05-07-2015