حول نمط عمل قيادة الحزب
بعض النقاط الأساسية والعامة فيما يخص أهمية تقليد ونمط القيادة الشيوعية:
– إنَّ أهمية نمط عمل القيادة الشيوعية لا تقل أهمية عن البرنامج، بعبارة أخرى، إنَّ نمط عمل وتقليد القيادة الشيوعية مهمة بقدر البرنامج الشيوعي وعالم أفضل، لذا لا يحقق البرنامج الشيوعي مبتغاه دون قيادة ونمط عمل شيوعي.
– إن نمط القيادة الشيوعية، في أكثر مستوياتها أساسية، أي شيوعية جعلت الممارسة المبرمجة والهادفة المستديمة أساساً لها، شيوعية تستند الى القسم الطليعي من الطبقة العاملة، وتنشد أن تكون تياراً سائداً داخلها.
– إنَّ نمط عمل القيادة الشيوعية هو تأطير وصياغة حركة شيوعية عمالية منظمة وتحويلها الى قوة كبيرة ذات اقتدار من أجل الاقتدار السياسي وانتزاع السلطة السياسية.
– من الضروري على نمط عمل القيادة الشيوعية أن يجعل الطبقة العاملة، بوصفها طبقة عالمية، موضوع عمل والنشاط الشيوعي. أي أن يجعل الشيوعية أداة بين أيدي الطبقة العاملة وجعليها أساس الاتحاد الطبقي للعمال
– ليس بوسع القيادة الشيوعية، عبر التمسك بصحة وحقانية النظرية وأهدافها فقط، أن تجعل الشيوعية قوة مقتدرة وتتطابق مع أهداف القسم الطليعي من الطبقة العاملة، بل يستلزم الأمر أن يتطابق نمط عمل وتقليد نشاطها ليتطابق مع واقع حياة الطبقة العاملة ونضالها.
– ومثلما عليه الحال مع جميع الحركات الاجتماعية، والتي لتحقيق أهدافها بحاجة الى استراتيجيتها وهيكليتها وتنظيمها الخاص بها، فإنّ القيادة الشيوعية أيضاً تحتاج بالطريقة ذاتها الى نمط عملها القيادي الخاص بها.
– إن الحزب الشيوعي العمالي هو أداة طبقة اجتماعية معينة من أجل ثورة معينة وخاصة، واستناداً لهذا، يستلزم الأمر نمط عمل مناسب وخاص للقيادة في الميادين المتنوعة للصراع الطبقي.
– إنَّ موضوعة نمط عمل القيادة الشيوعية يعني ترسيخ أنماط العمل والتقاليد الشيوعية سواء على الصعيد التنظيمي أو على صعيد الحركة والمجتمع، أي أنَّ على القيادة أن تتمسك بنمط عمل الشيوعية وترسخه، قبل أي طرف آخر.
أهم خطوط التقليد ونمط عمل القيادة الشيوعية:
– لا يمكن تضييق وتقليص نمط عمل القيادة الشيوعية الى إطار تنظيمي ضيّق، ولا يمكن قياسه بمعايير تنظيمية، وبدون ظهورها بهيئة قيادة حركة عمالية وشيوعية على صعيد المجتمع، لا تستطيع قيادة شيوعية أن تكون قيادة مؤثرة على صعيد منظمتها.
– إن نمط عمل القيادة الشيوعية لا يعني نمط عمل اللجنة المركزية أو المكتب السياسي فحسب، بل يعني لعب دور قيادي في الصراع الطبقي وفي ميادين مجابهة البرجوازية.
– على القيادة الشيوعية أن تلعب دوراً، وأن تطرح دوماً أفكار وسياسات جديدة وطليعية وتضعها أمام الحزب والتنظيمات والهيئات الحزبية وتلفها حولها، وينبغي أن تكون هي مصدر تحريك وحشد القوى وبدء الأعمال، وتكون مصدر معرفة وتحديد الموانع والعوائق التي تعترض الخطط والأعمال والمشاريع وتذليلها.
– ينبغي أن تكون القيادة الشيوعية ذات ديمومة في أعمالها، وراسخة من الناحية السياسية، ولديها تقسيم عمل صحيح وتقليدها هو جماعية العمل، وعليها أيضاً أن تكون قادرة على حشد القوى والمادة اللازمة للمشاريع وتطرح خطة عمل فعالة.
– إنّ ديمومة العمل والتخطيط وكونه هادفاً هو عمود نمط عمل القيادة الشيوعية، وإنَّ إرساء وترسيخ آلية عمل صحيحة ومبدئية وتحلي القيادة بصلة مباشرة بالكوادر والتنظيمات والهيئات الحزبية هي الحجر الأساس لبناء هيكلية محكمة ومتينة تؤمن دور وتدخل الكوادر وناشطي التنظيمات.
– على القيادة الشيوعية، من ناحيتها، الرد على متطلبات النضال العام والمحلي، وتقف، من الناحية السياسية والنظرية، خلف اللجان المحلية وترشدها وتسلحها، وتحدد مهامها وترد على المعضلات السياسية والعملية التي تواجهها بصورة مبدئية وأصولية ومحددة وتبعد نفسها عن أشكال التدخل غير الأصولي وغير المبدئي في أعمالها، وتزرع بهم الثقة والاطمئنان، لأنَّ العمل على الصعيد المحلي (محل العمل والسكن) هو عمل اللجان المحلية، وعلى القيادة أن تبني صلة اللجان والمنظمات المحلية بالهيئات القيادية.
– إنَّ النضال على الصعيد العام هو من مهمة القيادة نفسها، وتستخلصه من القضايا الأساسية والمحورية للمجتمع، وإنَّ الأدوات والهيئات والقنوات القيادية، ومن بينها المنظمات المحلية والأدبيات والإذاعة والتلفزيون هي أدوات بيد القيادة، لذا ينبغي على القيادة الاستفادة منها بأفضل الأشكال.
– ينبغي إبراز شخصيات الحزب على صعيد اجتماعي ومخاطبة القيادة للمجتمع فيما يخص الرد على القضايا السياسية والاجتماعية العامة. للحزب وللحركة الشيوعية العمالية في العراق مثل هكذا شخصيات، على أنَّ توفير سبيل وفرصة مناسبة للعب دورها لهي مهمة القيادة.
– على القيادة أن تبعد نفسها عن التدخل من الأعلى وتخطي السبل التنظيمية المحددة في عمل المنظمات المحلية والهيئات، ينبغي إفساح المجال للهيئات والمنظمات كي تقف على أقدامها وأن تلعب دورها اللازم.
– إن جلب الأساليب والتقاليد والنماذج الجديدة والطليعية للنشاط السياسي والحزبي سواء على الصعيد المحلي أو على الصعيد العام للحركة، بما يؤمن نمو وتطوير والقفزة والتقدم المستمر للحزب في الميادين المختلفة هو عمل دائم للقيادة الشيوعية.
– على قيادة الحزب أن تتمسك بقوة بالسياسات والقرارات والخطط والوثائق والأولويات المقرّة في المؤتمرات والاجتماعات العادية للجنة المركزية وتنفذها وتطبقها فعلا وتدافع عنها، يبعد التمسك بالسياسات والوثائق والقرارات والأولويات المصادق عليها، القيادة من الأعمال الاكسيونية والإغراق في الجزئيات وهدر الوقت.
– القيادي الشيوعي يعني شخص قيادي. وعليه التحلي بالمسؤولية العامة تجاه كل الحزب، ففي الوقت الذي يلعب القيادي دوراً عل الصعيد العام، فانه محرك ويتحمل مسؤولية ومهمة حزبية في إطار تقسيم عمل داخلي.
– إنَّ من مهمة القيادة الشيوعية إيصال طروحاتها ومشاريعها للمجتمع بصورة واضحة وشفافة وأنَّ تحدد بوضوح المراحل والخطوات للدفع بها للأمام.
– ليس بوسع القيادة الشيوعية أن تظهر على هيئة وقالب قيادة تنظيمية صرف لتروم قيادة الجماهير والمجتمع…. بل عليها أن تكون على هيئة وقامة قيادة مجتمع وجماهير. وعبر مد اليد على القضايا الأساسية والمحورية للمجتمع والرد عليها، بوسعها أن تكون قيادة مقبولة على صعيد المجتمع وفي الوقت ذاته على الصعيد التنظيمي.
– من مهمة القيادة الشيوعية تعريف المجتمع بهوية الحزب وان تكون حاضرة في الميدان الرئيسي للصراع السياسي، وإنَّ من مهمتها تحديد وتأمين طرق وسبل تطابقها مع الحركات العمالية والمنظمات الجماهيرية وسيادة التفوق والأسبقية السياسية على التحركات الاجتماعية، وعليها أن تصون الاتساع المضطرد للحزب.
– أن تصبح قيادة شيوعية لا يتم عبر التنظيم والمقرات والمكاتب وتوجيه الأعضاء والإذاعة والتلفزيون، بل يتم عبر السياسة والاستراتيجية وأفق العمل والقضايا والمهام الاجتماعية لحركة الشيوعية العمالية، وتستنتج من هناك المهام التنظيمية.
– على القيادة الشيوعية إن تلتزم بأوقات الاجتماعات الحزبية وغير الحزبية وان تشارك بها بصورة مستعدة وجدية. أي أن تكون حاضرة في أماكن الاجتماعات في الأوقات المحددة وتكون على استعداد تام للمشاركة في بنود وفقرات الاجتماعات.