دفاعاً عن اللاجئين والمهاجرين: لنقف جبهة واحدة ضد السياسات العنصرية للرئيس الامريكي الجديد
بعد ايام قليلة من استلام الرئيس الامريكي الجديد دونالد ترامب مقاليد السلطة، وقع امرا تنفيذيا يقضي بمنع المهاجرين واللاجئين من سبع دول للوصول الى الولايات المتحدة الامريكية، والدول هي العراق وايران وليبيا وسورية والسودان واليمن والصومال تحت ذريعة “حماية الامن القومي”.
ان الامر التنفيذي الذي وقعه ترامب ليس مرتبطا بشخص ترامب ومزاجه وكل اخلاقياته العنصرية كما تصور وسائل الاعلام العالمية المأجورة، بل الامر يأتي في خضم تصاعد حملة عنصرية مسعورة وسافرة لجناح من البرجوازية في اوربا وامريكا وكندا ضد اللاجئين والمهاجرين تحت ذريعة “الحرب على الارهاب”. فاذا كان ترامب يمثل أحد اجنحة البرجوازية المتمثل بالحزب الجمهوري الحاكم، فأن ماري لوبان وتيرزا ماي وحزب اليمين القومي العنصري في كندا ودعاة الدفاع عن بريكست في بريطانيا بذريعة “التصدي للمهاجرين”، واوربا هي نماذج مختلفة من الشخصيات والاحزاب والحكومات العنصرية التي تسلك نفس منهج الرئيس الامريكي الجديد. اجتمعت هذه كلها في سياق حملة يمينية عالمية واسعة معادية للحقوق الاساسية للانسان ولكل ماهو انساني.
ان رفع دونالد ترامب لشعار “امريكا اولا” وتم تحت رايته منع اللاجئين والمهاجرين بالدخول الى الولايات المتحدة الامريكية بالرغم من حصولهم على تأشيرة رسمية وتدقيق أمني لخلفياتهم وماضيهم، استغرق ما لا يقل عن ١٨ شهر وبأشراف ١٧ وكالة استخبارية تابعة لوزارة الامن القومي، يعني تقوية الروح القومية الشوفينية المقيتة في داخل الولايات المتحدة الامريكية وخارجها. لقد تحول دونالد ترامب الى راية ورمز للحركات النازية والفاشية والعنصرية في الغرب.
ان الارهاب الاسلامي الذي اعلنت ادارة ترامب الحرب عليه هو في الحقيقة عنوان جديد للحرب على اللاجئين والمهاجرين من تلك البلدان، وان الادارات الامريكية السابقة هي من مولت ودعمت ماديا وعسكريا وسياسيا ودبلوماسيا العصابات الاسلامية الارهابية والدول الراعية لها مثل السعودية وقطر. ان الادارة الامريكية الجديدة، وفي الوقت التي تعامل اللاجئين والمهاجرين بشكل لا إنساني، تغض النظر عن كل جرائم المملكة السعودية وتركيا التي تقود الارهاب الاسلامي العالمي ومن رحمها ولدت داعش والقاعدة وبقية الجماعات الاسلامية الارهابية.
وعبر سياسات مثل هذه بحق اللاجئين والمهاجرين، ليس بوسع ترامب ان يضع حد للارهاب. ان من بنى اساس الارهاب، امريكا وحكوماتها المتعاقبة، بتشكيلها لمنظمات مثل القاعدة وداعش وغيرها وبدعمها الرجعية الاسلامية في المنطقة، ليس بوسعه ولايمكنه ان يضع حد للارهاب. ان جماهير العراق وسوريا واليمن وغيرها من البلدان هي ضحية مباشرة لكلا الارهابين الذين احالا حياة جماهير المنطقة الى كابوس مؤرق بكل معنى الكلمة: الارهاب الدولي لامريكا والارهاب الاسلامي الذي اشتد ساعده عبر الدعم المباشر لامريكا والغرب نفسه وحلفائهم في المنطقة.
ان خطوة ترامب هذه لن تضع حد للارهاب، بل تصب الماء في طاحونة الشق العنصري والصراعات العنصرية القومية والدينية. انها تشدد وتعمق من الارهاب وتدفع به لابعاد واسعة وخطيرة. ان مجمل الوضعية الماساوية في المنطقة هي امتداد وتتمة مباشرة لسياسات امريكا وحروبها في المنطقة ودعمها للقوى الارهابية والرجعية في المنطقة لاكثر من نصف قرن. ولهذا ان ثمة كذبة ان يؤدي هذا القرار الى تقليص الارهاب. ان هذا يعرفه ترامب قبل غيره. و بوادر ونتائج هذا الامر واضحة من الان. فالهجوم الذي قام به أحد الشباب المعتنقين للفكر القومي على مسجد في مقاطعة كيوبيك الكندية قبل يومين وقتل سته اشخاص ابرياء فيه هو احد تداعيات قرارات دونالد ترامب العنصرية. ان خطوة ترامب هذه تهدف الى حرف الانظار عن دور امريكا في خلق هذا الارهاب وعن سبيل حل وانهاء الارهاب وازاحته من حياة المجتمعات والذي ياتي في مقدمته لجم سياسات امريكا وحلفائها في المنطقة.
الاحتجاجات العظيمة التي تشهدها مدن الولايات المتحدة الامريكية وبأشكال مختلفة هي تعبير عن رفض السياسات العنصرية للإدارة الجديدة وخطوة نحو رد هذا التيار الفاشي والنازي الى اعقابه الذي بدء يرفع راسه في الغرب عموما. ان العالم المتمدن في اوربا وامريكا وكندا وبقية دول العالم اثبتت بأن العنصرية والفاشية لن تجد مكان لها اذا ما تشكلت جبهة انسانية واحدة.
ان حق السفر وحق الاقامة وحق العمل وحق البحث عن اماكن العيش يتوفر فيه الامن والامان والسلام هو جزء من الحقوق البديهية للإنسان. ان الحزب الشيوعي العمالي العراقي، في الوقت الذي يدين هذه السياسات العنصرية لإدارة ترامب، يعلن نفسه بأنه جزء من الجبهة الانسانية بالدفاع عن اللاجئين والمهاجرين، ويعتبر نفسه شريكا في هذه الجبهة لهزيمة تلك السياسات النازية والعنصرية.
الحزب الشيوعي العمالي العراقي – تنظيم الخارج
الاول من شباط ٢٠١٧