رحل من لايرحل ابدا! (حول رحيل القائد العمالي والاشتراكي فتح الله محروس)
25/10/2016
في 22 من تشرين الاول-اكتوبر، رحل عنا رفيق مناضل وقائد عمالي شيوعي مبدئي وصلد، رحل عنا فتح الله محروس عن عمر يناهز الثمانين (1936-2016) قضى 70 عاما منها في دروب النضال بكل مايتضمنه من مضايقات واعتقال وفصل من العمل وغيرها، نضال لم يكل ولم يهدأ يوما. برحيله خسرت الحركة العمالية في مصر وفي العالم العربي، والحركة العمالية العالمية قائدا عماليا كبيرا وعظيما.
اعتقل لاول مرة وهو في العاشرة من العمر بنضاله ضد الاحتلال البريطاني حين كان يكتب الشعارات باللون الاحمر على جدران الحاميات العسكرية، وفي الرابعة عشر من العمر شارك في اضراب “مصنع الطويل” عام 1950، وفي 17 من العمر وقف امام المحكمة العسكرية العليا بتهمة “قلب نظام الحكم ونشر الشيوعية” ويسجن على اساسها 18 شهر. وواصل نشاطه النضالي الى الايام الاخيرة من عمره مؤسسا الحلقات والمنظمات العمالية والاشتراكية والدفع بالنضال العمالي والاشتراكي بين العمال متقدما الصفوف رغم حملات التضييق من الاعتقال والطرد من العمل وغيرها.
تخطت مكانة ومحبوبية واحترام فتح الله عمال مصانع الغزل والنسيج لجميع عمال مصر. فتح الله محروس رمز للحماس والتفاؤل والصلابة العمالية التي يستمدها من ايمانه بامكانية عالم اكثر انسانية، عالم مرفه وحر ومتساو، عالم اشتراكي. انه من بين قلة تمتعت بحب واحترام الجميع.
برحيل فتح الله، خسرت الحركة العمالية في مصر والمنطقة قائدا ومناضلا عماليا وشيوعيا جسورا ومتفانيا قل نظيره. خسر رفاقه تلك الابتسامة التي لاترافق محياه قط رغم السبعين عاما من النضال الصعب والمليء بالمخاطر. انها خسارة لاتعوض قط!
رحل فتح الله محروس ولكنه ربى على ايديه اجيال من “المحروسين”! شكرا لك محروس من شيوعيي وعمال العراق على ماقمت به من دور لاينسى في الدفع بالنضال العمالي والاشتراكي! من مثل محروس لايمكن ان يرحل، انه باقي في ضمائر اجيال من العمال والاشتراكيين، انه باق بافكاره وبالتقاليد النضالية التي غرسها بين الالاف والاف من العمال والاشتراكيين!
المجد والخلود لذكرى فتح الله محروس!
عاش نضال وامال واهداف فتح الله محروس!
عاشت طبقة محروس!
عاشت الحرية، المساواة، الحكومة العمالية!
تنظيم الخارج
الحزب الشيوعي العمالي العراقي
24 تشرين الثاني-اكتوبر 2016