عالم الحرية والمساواة، عالمٌ خالٍ من الحروب والعوز والفقر، لا يصنعه إلا العمال.
في الأول من أيار يوم العمال العالمي، تسقط الرايات القومية والدينية والعرقية والجنسية، وتعلوا راية واحدة، راية العمال في كل مكان من هذا العالم، ترفع هوية واحدة هي الهوية الطبقية والإنسانية للبشر، الهوية التي رفع رايتها كارل ماركس معلم الطبقة العاملة بأن أثمن رأس مال هو الإنسان.
في الأول من أيار، تسقط صناعة الخرافات بكل اشكالها الدينية والقومية والعرقية والجنسية، تسقط صناعة التفرقة بين البشر على أساس اللون والجنس والعرق، تلك الصناعة التي تنفق الطبقة البرجوازية المليارات من الدولارات عليها من اجل تأبيد هيمنتها الاقتصادية وترسيخ سلطتها السياسية للحفاظ على أبدية عبودية العمل المأجور ورأس المال.
تثبت تجربة سلطة الطبقة البرجوازية مرة تلو أخرى، وخاصة خلال العقدين الأخيرين من تاريخ البشرية، بأنه لا يمكن ادامة سلطتها إلا بشن الحروب وتحويل هذا العالم الى معسكر لاجئين، وتوسيع رقعة الفقر والعوز، وتحميل ازمتها الاقتصادية التي تعيشها على كاهل الطبقة العاملة.
إنها تنفق المليارات والمليارات من الدولارات واليورهات على ادامة حربها العالمية بالوكالة في أوكرانيا، ومستعدة لإفناء البشرية دون أي تردد بالأسلحة النووية التي تهدد بها بين الفينة والاخرى لإنقاذ نفوذها السياسي ومصالحها الاقتصادية، إلا إنها غير مستعدة أبدا لتحسين حياة البشر في بلدانها، وها هي تشن حملة قمع ضد احتجاجات العمال في فرنسا الرافضة لرفع السن التقاعدي، وتضيق من معيشة رفاقهم في المانيا وبريطانيا التي تضربها ارتفاع معدلات التضخم وأسعار السلع الأساسية والوقود، وتفرض القوانين العسكرتاريا في روسيا ….الخ.
وفي بلدان الشرق الأوسط تعيش الطبقة العاملة في أوضاع الفقر والعوز، وفي حالة المطالبة بحقوقهم يتعرضون الى التنكيل والقمع كما في تونس ومصر والأردن بحجة الدفاع عن “المصالح القومية” و”الامن القومي”، وفي إيران، وفضلا عن تردي أوضاعها المعيشية، تزداد معدلات الفقر في صفوف العمال، ويتعرضون الى الحرمان من كل اشكال الحريات لنيل حقوقهم العادلة.
في العراق، ومنذ الاحتلال، أي منذ عقدين من الزمن، تحاول البرجوازية العالمية، تحويله الى اقطاعية للعبيد، وحقل تجارب، لسلب العمال من حقوقهم الاقتصادية والسياسية عبر المؤسسات الدولية مثل صندوق النقد الدولي والبنك الدولي.
ان البرجوازية العالمية تعمل بشكل حثيث على تعويض ميل أرباحها نحو الإنخفاض، بالاستثمار في بلدان مثل العراق، عبر فرض شروط عمل قاسية على العمال، وفرض ظروف معيشية صعبة عن طريق خفض سعر العملة المحلية وفرض الضرائب على المحروقات وتنصل الدولة من مسؤوليتها في توظيف العاطلين عن العمل او خلق فرص عمل مناسبة وسن قوانين تصادر حقوق العمال مثل قانون ٥٢ السيء الصيت الذي يمنع حرية التنظيم في القطاع الحكومي.
ان حكومة السوداني لا تقوم لها قائمة دون فرض الافقار على العمال، وانها تحاول ذر الرماد في عيون العمال والمحرومين في المجتمع عبر قرارها بتخفيض سعر الدولار مقابل العملة المحلية، للتنصل عن مسؤوليتها في رفع الحد الأدنى لأجور العمال بما يتناسب مع نسبة التضخم والقدرة الشرائية وسن قانون ضمان البطالة. ان حكومة تعتاش على افقار العمال، لا شرعية لها وعليها الرحيل فورا.
إن الاحتفاء بيوم الأول من أيار يظهر للمجتمع وكل القوى السياسية واحزابها الميليشياتية وسلطتها التي تقوم على سرقة ونهب العمال، بأننا نحن العمال طبقة واحدة ولا يمكن دق الأسافين بين صفوفها عبر نشر التفرقة الطائفية والقومية والدينية، وإن وحدة الصف المستقل والتنظيم، والوعي بأن تحرر المجتمع الإنساني لا يأتي إلا على ايدي العمال الذين يحررون أنفسهم والمجتمع من الظلم والعوز والفقر والحروب، وبناء مجتمع بلا طبقات.
عاش الأول من أيار يوم التضامن الاممي للعمال!
الحزب الشيوعي العمالي العراقي
نهاية نيسان ٢٠٢٣