عالم تُرتكب فيه حملة الإبادة هذه بحق النساء والفتيات يجب تغييره وقلبه فورا” (بيان الحزب الشيوعي العمالي العراقي بمناسبة (8) من آذار)
(8) آذار، يوم المرأة العالمي، يوم ترتفع رايات النساء والرجال التحررين في أرجاء العالم داعين للارتقاء بالنضال من اجل نيل المرأة الفوري لحقوقها وتحقيق مطالبها بعالم انساني يكون صلبه إنهاء المكانة الدونية للمرأة في المجتمع وتحقيق مساواتها التامة مع الرجل.
فأي عالم مقلوب نعيش فيه حيث يُمارس التمييز والظلم على النساء لا لشيء، وانما فقط لجنسهن. إن عالم الرأسمال والربح والجشع هو من يصون هذا العالم وقيمه المعادية للمرأة. اذ يدر عليه ظلم المرأة ولا مساواتها، عشرات ان لم نقل مئات المليارات من الدولارات سنوياً، بدءاً من اجورهن الاقل مقارنة بالرجال، من تجارة الرقيق الابيض، الى العمل المنزلي والرعائي غير المدفوع الاجر و…غيره.
في هذا العالم الكالح، وبالإضافة لكل اشكال الظلم والتمييز والدونية وسلب الحقوق والحريات التي تتعرض له النساء في العالم والمنطقة والعراق، تتفشى اليوم كالطاعون ظاهرة قتل الفتيات والنساء. أصبح لمجرد كونها امرأة أو فتاة يكفي تعذيبها، وحرقها، وذبحها،وقتلها لأحط المبررات وأسخفها. ناهيك عن تحويل حياتهن لدرجة من البؤس بحيث يضطررن للانتحار! أو يقتلوهن ويدّعون انتحارهن للإفلات من عواقب الجريمة!
تُقتل الفتيات والنساء في العراق وبدم بارد تحت ادعائات “الشرف”. تنفلت العوائل وذكورها من اباء وابناء واولاد عم وعشيرة عديمي الضمير والرحمة في إنهاء عمرهن، وفي أغلب الاحيان لدواعي أخرى تتعلق بالدفاع عن أبسط حقوقهن او عدم رضوخهن ومقاومتهم لهذه الوضعية وحتى بهدف “سرقة” أموالهن أو حصتهن من الارث او لوأد تفشي خبر فضيحة اغتصاب للفتيات من قبل أحد افراد العائلة (وما أكثرها في عراق اليوم!) أو غير ذلك دون اي حكومة او قانون أو مؤسسات تدافع عنهن. ليس هذا وحسب، بل ان الحكومة والسلطة الميليشياتية الدينية والطائفية الحاكمة في العراق التي يدها بيد العشيرة من اجل مصالحها في السلطة والحكم تفرض وتواصل العمل بالقوانين التي تبيح مثل هذه الاعمال بأقل جزاء وحساب ممكن. ان الجرائم التي ارتكبت ضد طيبة وغيرها من الفتيات…. يندى لها جبين البشرية جمعاء. ان يوم (8) من آذار هو يوم النداء من أجل ان لا تتوفر فيه أية إمكانية لتكرار المصير المفجع لطيبة وأمثالها.
ان يوم (8) من آذار هو يوم تصعيد النضال من أجل إنهاء هذه المجزرة البشعة والمستمرة بحق النساء، يوم فرض التراجع على هذه السلطة القرووسطية القائمة من أجل محاسبة ومجازاة القتلة والمساهمين في القتل والمحرضين عليه بأشد العقوبات لردعهم، يوم كنس كل هذا القيم والتقاليد الدينية والعشائرية والذكورية البالية التي تبيح هذه المجزرة وتقف ورائها.
إن حكومة عاجزة عن حماية وصيانة أرواح الفتيات والنساء ليست أهل لان تحكم. عليها ان ترحل فوراً. إنها حكمت على نفسها بذلك. لا يمكن الحديث عن إنهاء هذه الظاهرة البشعة من حياة المجتمع وهذه السلطة جاثمة بالنار والحديد على قلوب الجماهير.
إن (8) من آذار هو يوم توحيد وتنظيم النساء وسائر قوى التحرر والمساواة والمدنية من أجل كنس هذه السلطة وقوانينها المعادية حتى النخاع للمرأة.
عاش (8) من آذار يوم المرأة العالمي!
عاش النضال من أجل إنهاء العنف وجرائم قتل النساء!
عاشت المساواة التامة بين المرأة والرجل!
أوائل آذار-مارس 2023