المقالاتملفات المؤتمر السابع
أخر الأخبار

قرار المؤتمر السابع للحزب الشيوعي العمالي العراقي حول حل قضية فلسطين!

قضية فلسطين هي أحد أكثر القضايا مأساوية في عالمنا المعاصر. فعلى امتداد أكثر من 7 عقود، تم سلب جماهير فلسطين من أكثر الحقوق أساسية ابتداءً من حق الحياة والسكن الى التمتع بأبسط ضروريات المعيشة اليومية العادية. وواجهت مطالب جماهير فلسطين بأكثر أشكال عنفاً ووحشية. إنَّ الاحتلال والحروب وأعمال القتل الجماعية والتهجير والطرد الجماعي والاغتيالات وتجريف بيوت الفلسطينيين وأراضيهم الزراعية وبناء المستوطنات وإرهاب الدولة هي جزء من مفردات حياة الفلسطينيين اليومية.

فضلا على الحرب التي تشنها دولة إسرائيل الفاشية على أهالي غزة منذ أكثر من سبعة اشهر أدت إلى قتل ما يقارب ٣٥ الف شخص أكثر من نصفهم أطفال، بموازاة عمليات مداهمات واعتقالات وقتل واستهتار المستوطنين في سفك دماء الأبرياء من الفلسطينيين في مناطق الضفة الغربية وحرق ممتلكاتهم، ناهيك عن العيش في ظروف اقتصادية مدمرة، بالأخص بعد الأوضاع الاقتصادية الصعبة التي تخيّم على العالم اليوم.

إن قضية فلسطين من الناحية التاريخية هي امتداد استغلال ـ وبطبيعة شوفينية ــ من قبل دولة إسرائيل الفاشية للظلم التاريخي الذي مورس على اليهود والذي بلغ أوجه في نزعة معاداة السامية وإرهاب النازية الألمانية إبان الحرب العالمية الثانية. لذا مارست إسرائيل أبشع أنواع الظلم المستند على النزعة القومية والدينية على جماهير فلسطين.

ومن أجل مصالحها الضيقة في الحكم والسلطة ونيل الامتيازات، تلاعبت الدول والتيارات والقوى السياسية القومية والدينية المتنوعة وعلى طول تاريخها بمصير جماهير فلسطين. فاستغلت تلك الدول والتيارات القومية العروبية والدينية الإسلامية في المنطقة هذه القضية وإشاعة الكره والبغض القومي والديني من أجل ترسيخ سلطتها ومكانتها في الصراع الجاري في المنطقة وترسيخ حكمها وسلطتها وفرض اشد أنواع القمع والاستبداد السياسي وحرف أنظار الجماهير المحتجة على الجوع والفقر والحرمان وانعدام الحريات السياسية في المنطقة تحت يافطة “قضية العرب الأولى” و”القضية المركزية”.

سعت إسرائيل، وبدعم واضح من أمريكا والغرب، الى سياسة المماطلة وفرض الأمر الواقع بالعنف الدموي عبر مواصلة بناء المستوطنات والاقتطاع التدريجي المتواصل للأراضي الفلسطينية وإلحاقها عنوة بإسرائيل، ناهيك عن الدعم غير المشروط للولايات المتحدة الامريكية للحرب والابادة الجماعية الحالية التي تشنها إسرائيل على سكان غزة بالدرجة الأولى والضفة الغربية بالدرجة الثانية.

إن الحل المبدئي والحاسم لتحرر جماهير فلسطين وإنهاء الظلم وانعدام الحقوق مرهون بإرساء مجتمع اشتراكي حر ومرفه ومفعم بالمساواة. ولكن في ظل غياب مثل هذه الأوضاع، فإن سبيل الحل الفوري يتمثل بالتالي:

  • إقامة دولة فلسطين المستقلة وهي الخطوة الأولى للحل الحاسم لهذه القضية. ينبغي أن تتمتع دولة فلسطين بسائر الحقوق التي تتمتع بها دول العالم. إن سائر الطروحات المقترحة لحد الآن تستند الى حرمان دولة فلسطين من حق التحكم بالحدود والأجواء والمياه وغيرها وتقطيع الأراضي الفلسطينية هي عملياً طروحات لتأبيد الاحتلال على مجمل الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية لجماهير فلسطين.
  • وقف الحرب فورا على أهالي غزة، وإدخال المساعدات وإعادة النازحين الى أماكنهم، مع توفير كل مستلزمات المعيشة الإنسانية لهم. الوقف الفوري للهجمات العنصرية للمستوطنين ومحاكمة المجرمين منهم وكف القوات القمعية الإسرائيلية عن المداهمات والاعتقالات في مناطق الضفة الغربية.
  • حل مشكلة اللاجئين والمشردين الفلسطينيين في العالم بوصفها جزء أساسي من حل هذه القضية. الإقرار بحق المواطنة للجماهير هذه في البلدان التي يسكنوها الآن، مع تعويض الأضرار الناجمة عن الطرد والتشرد، وإزالة كل ما يعيق عودتهم هي إجزاء سبيل حل مسألة اللاجئين. إن اختيار أي من هذه الحلول يعود لجماهير فلسطين نفسها.
  • الإيقاف الفوري لسياسة الاستيطان وبناء “مستوطنات اليهود” في أراضي فلسطين. مع تشكيل دولة فلسطين المستقلة، تكون هذه المستوطنات خاضعة لسلطة دولة فلسطين المستقلة.
  • بسبب لعب أمريكا دوراً خاصاً في دعم إسرائيل مالياً وعسكريا وسياسياً. ينبغي ممارسة أوسع أشكال الضغط على أمريكا من أجل وقف دعمها غير المشروط لإسرائيل وسياساتها الفاشية في فلسطين ودفعها للكف عن سياساتها هذه والإقرار بحق جماهير فلسطين بتشكيل دولتهم المستقلة والمتساوية الحقوق على مجمل الأراضي الفلسطينية.

إن حل قضية فلسطين يوفر الأرضية لفرض التراجع على تيارات الإسلام السياسي وإرهابه واليمين والرجعية عموماً ويدفع بالشفافية والنضال الطبقي للأمام وسائر الحركات والاحتجاجات الاجتماعية الواقعية والنضال الاشتراكي في فلسطين وإسرائيل والمنطقة.

المؤتمر السابع للحزب الشيوعي العمالي العراقي

أواسط آيار 2024

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى