كلمة الافتتاحية لسمير عادل لاجتماع ٤٥ للجنة المركزية

مرحبا أيها الرفاق
باسمكم جميعاً، وباسم اللجنة المركزية، أرحّب بحرارة بوفد الحزب الشيوعي العمالي الكردستاني، والذي يضم الرفيق عثمان حاجي مارف (أمجد غفور)، سكرتير اللجنة المركزية، إلى جانب الرفاق فؤاد صادق نائب رئيس المكتب السياسي ونغدة عثمان، عضو اللجنة المركزية للحزب.
كما أود أن أنقل إليكم، باسمكم، أطيب التمنيات للرفيق خسرو سايه، رئيس المكتب السياسي، بالشفاء العاجل. لقد كان حريصًا على المشاركة والحضور بيننا، إلا أن حالته الصحية حالت دون ذلك. إن حرصه هذا محل تقدير بالغ من قيادة الحزب الشيوعي العمالي العراقي.
رفيقاتنا ورفاقنا الأعزاء،
نلتقي اليوم في هذا الاجتماع في ظل تحولات كبرى يشهدها العالم، وبشكل خاص منطقة الشرق الأوسط. هناك تغييرات جذرية في المعادلات والتوازنات السياسية، وتراجع في نفوذ بعض القوى الإقليمية لصالح صعود أخرى.
أحد أبرز ملامح هذه التحولات هو ما نشهده من همجية ووحشية في غزة. لم تشهد البشرية في العصر الحديث مثل هذا المستوى من البشاعة الذي يُظهره النظام الرأسمالي. والحرب الروسية–الأوكرانية ليست إلا وجهًا آخر لهذا النظام، مثلما هي الحرب الأهلية في السودان، وما يصاحبها من إبادة جماعية ومجاعة وتشريد يطال مئات الآلاف من البشر.
كما نشهد انفلات زمام الدولة الفاشية في إسرائيل، التي لا تكتفي بجرائمها في غزة، بل ترتكب انتهاكات صارخة في لبنان واليمن أيضاً.
ومن بين التحولات الكبرى هو سقوط نظام مجرم كالنظام السوري ليُستبدل بأنظمة قروسطية أخرى أكثر تخلفاً، الى جانب تحولات حول القضية القومية الكردية في المنطقة.
على الصعيد الاقتصادي، تتصاعد الحرب التجارية بين الأقطاب الرأسمالية العالمية، وتُلقى تداعياتها على كاهل الطبقة العاملة. في الوقت ذاته، تنتعش النزعة القومية والتيارات الفاشية البرجوازية، وتستحوذ على المشهد السياسي في الدول الغربية، مما يؤدي إلى تراجع واضح في الديمقراطية وحقوق الإنسان حتى في معاقل ما يُسمّى “الديمقراطية”.
أما في العراق، الذي يستمد من المناخ السياسي العالمي الرجعي دعمًا لتمرير سياسات وقوانين رجعية، فنشهد تشريع قوانين كـتعديل قانون الأحوال الشخصية، إلى جانب الهجمات المتكررة على الحريات، كما رأينا في منع بعض البرامج والمسلسلات التلفزيونية، فضلًا عن تصاعد الخطاب الطائفي.
والسؤال المطروح أمامنا اليوم في هذا الاجتماع، في خضم هذه الأوضاع: أين يقف الحزب الشيوعي العمالي العراقي؟ كيف يمكنه أن يكون طرفًا تحرريًا، تقدميًا، وراديكاليًا بالمعنى الإيجابي في مواجهة هذه التحديات؟
هذا السؤال لا يخص حزبنا وحده، بل يُطرح على كاهل الحركة الشيوعية العمالية بأحزابها الثلاثة كافة. ولكن، بالنسبة لنا، كيف نتحمل مسؤوليتنا في هذه اللحظة؟ كيف نلعب دورنا؟ وكيف نؤدي مهامنا في هذه المرحلة المفصلية؟ سنتناول في التقرير تفصيلًا لتقييم مكانة الحزب، ولكن ما أود التأكيد عليه هنا هو التالي:
هناك فراغ سياسي كبير، هناك أزمة عميقة تعاني منها الطبقة البرجوازية الحاكمة، سواء على الصعيد السياسي، أو الفكري، أو الاجتماعي، وهناك جماهير وحركتها بأشكال مختلفة تبحث عن بديل. السؤال المطروح هو:
هل بإمكاننا، خلق انسجام سياسي، وبناء رؤية مشتركة نخرج بها ونجسدها عمليًا، كي نملأ هذا الفراغ؟ هذا هو السؤال المطروح امامنا وينتظر الرد عليه من خلال هذا الاجتماع.