كل الدعم والتضامن مع معلمي وموظفي كردستان
اذا كانت كردستان جزء من العراق كما تدّعي حكومة بغداد، فيجب
التعامل بمساواة تامة بين العمال والموظفين في عموم العراق.
تجتاح عدد من مناطق كردستان وخاصة في مدينة السليمانية، تظاهرات
الاف من المعلمين والموظفين من اجل معاشاتهم ورواتبهم التي لم
يتقاضوها منذ ثلاثة اشهر، ساعين عبر احتجاجاتهم الى انتزاعها من
حكومة إقليم كردستان.
ان ما يتعرض له عمال وموظفي كردستان من إجحاف وانتهاك لحقوقهم
المعيشية بسبب الصراع القائم بين حكومتي بغداد وإقليم كردستان قل
نظيره في تاريخ العراق الحديث . فمنذ اكثر من عقد من الزمان والقسم
الأكبر من جماهير كردستان لم يتقاضوا اكثر من ستين راتبا شهريا، أي
ما يعادل خمس سنوات، وهو المورد المعيشي الوحيد الذي يبقيهم على قيد
الحياة. وعلى الرغم من ادعاءات الطرفين في بغداد وكردستان بأنهم
توصلوا الى اتفاق لحل الخلافات بينهما، الا انها مازالت تستخدم قضية
حجب رواتب الموظفين والعمال والمتقاعدين في كردستان من قبل
حكومة بغداد ورقة ضغط سياسي لانتزاع تنازلات من الأحزاب القومية
الحاكمة في الإقليم.
ان تعامل بغداد مع الغالبية العظمى من جماهير كردستان هو جزء من
سياسة اللامساواة وانتهاك حقوق المواطنة للذين يعيشون في جغرافية
العراق. وهذه السياسة أقل ما توصف بأنها سياسة عنصرية وتسعى لدق
أسفينٍ بين عمال وكادحي العراق من جهة وعمال وكادحي كردستان من
جهة أخرى. ان هذه السياسة تعيدنا
الى ذاكرة ممارسات النظام البعثي الفاشي تجاه جماهير كردستان في عقد
التسعينات وبداية الألفية الثالثة.
يا عمال العراق وجماهيره التحررية
ان حكومة بغداد تحاول فرض سياستها وهيمنتها على الأحزاب القومية
الكردية من خلال معاقبة عمال وموظفي كردستان عبر قطع معاشاتهم
ورواتبهم، وان درجة الفقر والعوز والحرمان تتسع رقعتها كل يوم في
صفوف جماهير كردستان، وان معاناتهم الاقتصادية هي جزء من معاناتنا
نحن العمال في العراق.
وعلينا نحن العمال وجميع التحررين اعلان الدعم والمساندة لجماهير
كردستان والعمل على ممارسة كل اشكال الضغط على حكومة بغداد
للكف عن هذه السياسة اللا إنسانية بقطع المعاشات والرواتب لتحقيق
أهدافها السياسية. ان التأخير في صرف رواتب عمال وموظفي كردستان
لا يقبل أية مبررات من قبل حكومة السوداني وهي المسؤولة عن تأمين
وتعديل رواتبهم أسوة برواتب ومعاشات عمال وموظفي العراق.
إننا في الحزب الشيوعي العمالي العراقي نقف في الخندق الأمامي لدعم
احتجاجات واعتراضات عمال وموظفي كردستان، كما يقف الحزب في
مقدمة النضال من اجل تحقيق المساواة بين جماهير العراق وكردستان،
فطالما كردستان جزء من العراق، فعلى حكومة بغداد التعامل بمساواة في
الحقوق تجاه عموم جماهير العراق القاطنين في جغرافية العراق.
الحزب الشيوعي العمالي العراقي