لا لعالم العسكرتاريا، لا للحرب!
بعد أشهر من الدعايات الحربية والإستفزازات العسكرية بين روسيا والناتو ومن قرع الإعلام الرسمي للبرجوازية لطبول الحرب، ومع حملة روسيا على أوكرانيا، غدا الرعب والفزع الذي غلّف حياة الجماهير في العالم قاطبة للأشهر الاخيرة واقع حال وحقيقة.
وعلى النقيض من الدعايات والاعلام الرسمي للحكومات للبرجوازية، لا يواجه العالم خطر حرب عالمية ثالثة او عودة الى مرحلة الحرب الباردة. إذ من المقرر في هذه المرة ان تدفع جماهير أوكرانيا، جنباً الى جنب جماهير العراق، أفغانستان، سورية، يمن، ليبيا و… ضريبة تصفية حسابات القوى العالمية، وهذا عبر الدمار، النزوح وغيرها، وان تكون ضحية مجابهات هذه القوى من أجل إعادة تقسيم العالم وتحديد مناطق وباحات نفوذها.
إن هذه الحملة هي مستهل دخول العالم مرحلة جديدة من المجابهات والصراعات، والألاعيب والاستقطابات. مرحلة إستعراض الصين وروسيا، بوصفهما قطباً إقتصادياً بوجه الهجمات العسكرية والحربية للناتو، بوصفه قوة عسكرية وحربية. وتتخذا (روسيا والصين)، بموازاة أمريكا والناتو، النزعة الحربية السافرة والتدخل والحملات العسكرية بوصفها سياسة رسمية في حسم هذه الصراعات. مرحلة لا يكون فيها سياسة “تغيير الانظمة”، النزعة الحربية السافرة، الحملات العسكرية والإحتلال لحسم الصراعات او إخضاع منافسيها، حكراً على امريكا والناتو! وبهجمتها على أوكرانيا، نفخت الروح مرة أخرى بالجسد عديم الروح والمهمش للعسكرتارية الروسية. حديث الإعلام الرسمي الروسي وبشكل سافر عن ” الحاجة الى حكومة موالية روسيا في اوكرانيا”، هي تكرار لحجج من مثل “خطر أوكرانيا النووية” ومن أجل “امان العالم”، التي يقوم بها الغرب بقيادة أمريكا لعقود مديدة، أحياء لإضفاء الشرعية على السياسات المندحرة والرجعية التي تصدت لها الإنسانية المتمدنة لسنوات وفرضت التراجع عليها.
سيكون لهجمة روسيا على أوكرانيا واحياء النزعة الحربية والعنجهية، وهذه المرة من قبل روسيا، تاثيرات جدية على اجواء انعدام الامان في العالم والاستقطابات والألاعيب العسكرية بين الناتو وقطب روسيا-الصين، وعلى إصطفاف القوى السياسية، وأخيراً، على تعاظم النزعة العسكرتارية وتعاظم الدعايات الحربية في العالم. إذ لم يمر سوى يومان على هذه الحملة، حتى راينا كيف شرع سباقاً تسليحياً في العالم. تضاعفت الميزانية التسليحية للدول البرجوازية مرات ومرات واصبح السعي للحصول على السلاح النووي على جدول أعمال حكومات برجوازية من مثل روسيا البيضاء.
تسعى الاقطاب العالمية بكل قواها من اجل اوسع ما يمكن من الإستفادة من الكابوس والجهنم الذي خلقته لجماهير اوكرانيا. ومن هذه الحملة ومن عجز الناتو عن التدخل في هذه الازمة، استفادت روسيا ولاوسع نطاق ممكن من إخضاع دول اوربا الشرقية الموالية لامريكا، فيما تسعى امريكا بالمقابل، عبر التلويح بـ”خطر روسيا النووية”، احياء فائدة الناتو الذي فقد ضرورة بقائه منذ امد بعيد، وتجابه به، اي الناتو، مقاومة دول اوربا. وتصون بالتالي هيمنتها العسكرية على الاتحاد الاوربي اساساً. سيكون لتعميق النزعة القومية الروسية، الامريكية، الاوربية والاوكرانية التي تعج بها وسائل الاعلام اليوم تاثيراتها الضارة على الاجواء السياسية والاجتماعية للعالم.
ترد الطبقة العاملة والجماهير التحررية في العالم اليوم والغاضبة من الحرب والنزعة العسكرتارية وتوحش القوى العالمية برفض كبير لهذه الحرب وعسكرة العالم. وبوصفنا أحزاب شيوعية عمالية في الشرق الاوسط، نقف جنباً لجنب مع الطبقة العاملة العالمية من اجل وضع حد لتطاول القوى الرجعية على حياة البشرية، دول مدججة بالاسلحة بحيث بوسعها ان تفني بغمضة عين حياة ملايين من البشر التي تواجه خطر الموت والفناء. عالم بدون قوى هي نفسها مبعث انعدام الامان ومجمل الجرائم التي ارتكبت بالضد من البشر هو عالم اكثر اماناً وأنسانية.
إن انهاء هذا التوحش والوحشية، لجم امثال بوتين، بايدن، مايكرون من حياة البشرية المتمدنة، تأمين حياة بدون حرب وإراقة دماء و قتل وابادات هو مهمتنا ومهمة الطبقة العاملة العالمية والحركات التحررية والاجتماعية في العالم.
الحزب الشيوعي العمالي العراقي
الحزب الحكمتي (الخط الرسمي)
الحزب الشيوعي العمالي في كردستان
1 اذار 2022