لبنى منصور تنضم لنيرة أشرف وإيمان إرشيد في مسلسل جرائم قتل النساء في العالم العربي
تتواصل سلسلة جرائم قتل النساء في المنطقة العربية، إذ شهدت الأيام القليلة الماضية مجموعة من جرائم مروعة ضد شابات عربيات قتلن بشكل “انتقامي” إما لرفضهن الارتباط بالقتلة، أو على يد شريك معنِّف.
وتعيد هذه الجرائم إلى الواجهة النقاش حول ازدياد حالات العنف ضد النساء والفتيات، والمطالبات بسن قوانين أكثر صرامة لحمايتهن.
وجاء مقتل الشابة لبنى منصور ليمثل أحدث حلقات مسلسل العنف ضد المرأة، إذ هز مقتلها على يد زوجها في الإمارات مواقع التواصل الاجتماعي.
وبحسب ما نقلته شرطة الشارقة، فقد قُتلت الشابة العشرينية الأردنية-الفلسطينية طعنا وهي في مركبتها، على يد زوجها الذي عُرف للسلطات مسبقا.
ووفقا لتقارير إعلامية فإن دوافع الجريمة، بأسلوب مماثل لسابقاتها، تعود لخلافات سابقة بين الضحية وزوجها، إذ كانت تحاول الانفصال عنه.
وأضاف بيان شرطة الشارقة أنهم قبضوا على الجاني وأحالوا القضية إلى النيابة العامة.
وتأتي جريمة قتل الشابة لبنى بعد أيام قليلة من جريمتين مماثلتين في كل من الأردن ومصر.
إذ قتلت الطالبة الأردنية إيمان إرشيد بالرصاص داخل حرم جامعتها، وفي مصر ذُبحت الطالبة الجامعية نيرة أشرف، أمام أبواب جامعتها.
ما الذي حدث في الأردن؟
وقد فُجع الأردنيون الخميس الماضي بجريمة قتل الطالبة الجامعية إيمان أرشيد بالرصاص داخل حرم جامعتها، حيث تعرضت لإطلاق نار في جامعة العلوم التطبيقية الخاصة شمال العاصمة عمان.
وأعلن الأمن العام الأردني، أن قاتل الطالبة، والذي سمًي “عدي خالد عبدالله حسان” من مواليد 1985، “أطلق النار على نفسه بعدما حوصر في منطقة بلعما في محافظة المفرق”.
وتداول ناشطون أردنيون، عبر مواقع التواصل الاجتماعي، مقاطع وصورا توثق لحظة محاصرة قاتل إيمان إرشيد، وجلوسه على الأرض في منطقة زراعية، وبيده مسدس كان يوجهه إلى رأسه، قبل أن يسمع صوت إطلاق النار في المنطقة.
وبحسب شهود عيان، فإن الجاني دخل حرم الجامعة متنكراً، وأطلق 5 رصاصات نحو الطالبة، أصابت إحداها رأسها بينما أصابت 4 رصاصات أخرى جسدها.
ونعت جامعة العلوم التطبيقية الخاصة (التي تدرس فيها إيمان التمريض) الطالبة، ونشرت بياناً أعلنت فيه الحداد يوم الأحد القادم “تخليداً لذكرى ابنتنا وطالبتنا الفقيدة إيمان إرشيد”.
كما قررت الجامعة إطلاق اسم الطالبة الفقيدة (إيمان إرشيد) على إحدى قاعات كلياتها (كلية التمريض) “لتبقى في عمق ذاكرتنا وحاضرة في دعواتنا”، وختمت البيان بالقول: “إلى جنات الخلد إيمان..”.
وكانت الجامعة قد نشرت بياناً في وقت سابق نعت فيها إيمان وتقدمت لأسرتها بخالص العزاء والمواساة، وتعهدت “بالملاحقة القضائية لكل من تسبب بهذا الحادث المؤلم حتى ينال القصاص العادل على جريمته البشعة”.
وأعلن الحساب الرسمي للأمن العام الأردني يوم الخميس أن “الطالبة إيمان إرشيد (21 عاماً) فارقت الحياة عقب نقلها إلى المستشفى بحالة سيئة، وأن البحث عن القاتل لا يزال جارياً”.
كما دعا البيان إلى “عدم نشر وتداول أية أخبار غير موثوقة تتعلق بالقضية لما قد تسببه من آثار سلبية بحق الضحية وذويها”.
وبسبب الغضب العارم في الشارع الأردني، فقد قرر نائب عام محكمة الجنايات الكبرى في الأردن، القاضي إحسان السلامات، حظر النشر في قضية “مقتل الطالبة إيمان إرشيد في جامعة العلوم التطبيقية تحت طائلة المسائلة الجزائية”.
وكان شقيق الضحية، نور إرشيد، قد قال لوسائل إعلام أردنية إن “والده أوصل أخته للجامعة يوم الخميس كعادته كل يوم”، و”إنه وعائلته تفاجأوا باتصال هاتفي في حدود الساعة الحادية عشرة يخبرهم بأن إيمان في حالة حرجة في المستشفى”.
كما أكد شقيق المفقودة أن “العائلة لا تعرف بعد السبب وراء إقدام الجاني على جريمته” وشدد أنه “لا يوجد أي مبرر لذلك”.
من جانبه رفض والد الضحية، في حديث مع الصحافة المحلية، عقد أي صلح أو دية مع الجاني، وطالب بالقصاص في حقه، وتساءل: “بأي ذنب قُتلت؟”.
قدوة دموية
وسبق جريمة قتل الطالبة الأردنية إيمان إرشيد أخرى مماثلة في مصر راحت ضحيتها الطالبة الجامعية نيرة أشرف، التي ذبحها زميلها أمام أبواب جامعتها في مدينة المنصورة شمال مصر بعدما رفضته.
ويبدو أن الجاني الأردني اتخذ من القاتل المصري قدوة سيئة قبل ارتكاب جريمته وإطلاق النار على الشابة إيمان داخل حرم الجامعة.
فبحسب ما تداوله مواقع التواصل الاجتماعي، كان الجاني الأردني قد أرسل رسالة تهديد لإيمان قبل وقت قصير من مصرعها، لكن لم يتسن لبي بي سي التحقق من صحة الرسالة المتداولة بشكل مستقل.
بينما نشرت جيداء أحمد من السعودية صورة لأنواع “لا” في اللغة العربية، مضاف عليها “لا القاتلة”، في إشارة إلى الضحيتين اللتين قُتلتا فقط لأنهما قالتا “لا”.
ونشرت ميرنا تغريدة تقول فيها: “إلى متى سيستمر قتل الفتيات لمجرد قولهن “لا” ورفضهن رجل لا يردنه؟ هذا العالم مريض”.
بينما يقول حساب “مختلف” على تويتر، في إشارة إلى جدل أثاره البعض حول جريمة قتل نيرة أشرف وأن عدم ارتدائها الحجاب كان سبباً في قتلها: “من كان يُبرّر سفك دماء نيرة أشرف بحُجّة الحجاب؛ فهذه إيمان إرشيد ترتديه! والنتيجة واحدة إرخاص الأرواح، والتنصُّل من الجرائم”.
وتثير هذه الجرائم سخطا كبيرا بين مغردين ونشطاء، فتهيمن وسوم داعمة لحقوق المرأة ورافضة للعنف ضدها على أحاديث مواقع رواد التواصل الاجتماعي، وتطالب بقوانين صارمة وتغيير جذري للثقافة الذكورية في بعض المجتمعات، والتي تجعل العنف ضد المرأة لا يزال سائدا بشكل كبير، ومصنفا تحت مفاهيم تبرر في بعض الأحيان تصرفات وحشية ضد النساء والفتيات.