مقتدى الصدر يلعب دائما على حبلين، والحق يقال انه يجيد تلك اللعبة بأتقان. فلديه قدم في العملية السياسية وفي جميع مفاصل الحكومة ويتصارع كما قلنا من قبل على الدرجات الخاصة، وجميع وزرائه ونوابه ومناصبه الخاصة لا يقلون فسادا ولا درجة عن اخوتهم الاعداء من قوى الاسلام السياسي الشيعي التي تدير السلطة المليشياتية في العراق. ولديه قدم اخر في الشارع يهتف بصوت اعلى من المتظاهرين ضد الفساد وضد المليشيات. ويذكرنا الصدر بمعمر القذافي عندما اندلعت التظاهرات في 2011 ضد نظامه الفاسد، تقدم هو في التظاهرات وراح يهتف الشعب يريد اسقاط النظام.
صلاح العبيدي الناطق الرسمي لمقتدى الصدر قال في لقاء يوم امس مع احدى الفضائيات، بأنهم اي المتظاهرين كانوا يشتمون الصدر في بداية التظاهرات التي اندلعت في اكتوبر ولم ينتقموا من احد وبعد ذلك استجيروا به. ونحن نرد عليه مهلا يا بن العبيدي وكنت ناطقا رسميا باسم الصدر حين كان جيشك المهدي يقتل العزل على اساس الهوية وكان نجما هوليوديا واقعيا في الحرب الطائفية، نقول لك لا تستغفل الذاكرة، انكم حاولتم وكالعادة ركوب موجة التظاهرات كما فعلتموه في تموز 2011 وفرغتم الاحتجاجات من محتواها وحورتم شعارها المركزي من “باسم الدين باكونا الحرامية” الى تغيير اعضاء المفوضية العليا للانتخابات من اجل ضمان فوزكم في الانتخابات، وفي اليوم الرابع من اكتوبر دعى زعيمك الصدر الى اضراب عام الا انه فشل ولم يرد عليه احد، وفي اليوم الخامس دعى الى تظاهرة مليونية، ولم تكن هناك آذان صاغية وكانت عصابات القناصة تنال من المتظاهرين بشكل عشوائي ولم تحركوا ساكن، وبعد الخامس والعشرين حاول مقتدى مثل القذافي المشاركة في التظاهرات في النجف عندما ارتجل سيارته واظهرت الكاميرات قبل ذلك وهو يسوق سيارته بشكل شخصي، الا ان جماهير النجف هتفت بشعار “ شلع قلع والي كايله وياهم” فسرعان ما ترك التظاهرات من جهة، ومن جهة اخر اصبحت الجماهير تتلاقف الشعار في الساحات والميادين في عموم المدن الوسط والجنوب. انكم والصدر هو من اعلن عشية الخامس والعشرين من اكتوبر بأنه سيحمي المتظاهرين ولم يطلب منه احد، لانه عرف باتت لعبته مكشوفة، وهذه المرة وتحت عنوان حماية المتظاهرين اراد استعراض مليشياته كمحاولة للسيطرة على التظاهرات. لم يطلب احد من الصدر الحماية ايها المتحدث، وان ميليشاتكم هي من هاجمت بعد الخامس والعشرين من اكتوبر مقرات عصائب اهل الحق في المدن الجنوبية حيث قمتم باستغلال التظاهرات وتحت جنحها حاولتم تصفية الحساب مع خصومكم. ان دولايب الدم التي تديرها سلطة المليشيات الحاكمة لم تتوقف منذ الاول من اكتوبر وحتى يومنا هذا، بوجودكم وعدم وجودكم، فنطلب منك ان لا تمن علينا بل ونريدكم مغادرة الساحة والعودة الى مواقعكم الحقيقية.اما لماذا لم يدعو الصدر الى تظاهرات مليونية لاخراج الامريكان من العراق وتقول كان في نية الصدر الى دعوته هذا قبل قتل سليماني والمهندس في مطار بغداد وكأنك تتحدث الى الاطفال، ولماذا من ايران دعى الى تظاهرات وبعد الاجتماع مع قادة المليشيات المتورطة في قتل المتظاهرين؟ ان التيار الصدري بعد فشله في يوم 10 كانون الثاني من تمرير مرشحه لرئاسة الوزراء ومن وسط ساحة التحرير، وعندما تفاجا بتظاهرات مليونية عظيمة في مدن وسط وجنوب العراق في ذلك اليوم ويرفعون شعارات انهاء الوجود الايراني والامريكي “ذيل، لوكية..العن ابو ايران يا بو امريكا” مع شعار “شلع قلع والي كايله وياهم” اطار صواب الصدر، وتهجم عشية تلك التظاهرة على المتظاهرين وقال في بيانه كفى عنادا ايها المتظاهرين، واعتقد بعد بيانه سيستطيع تمرير مرشحه، الا ان الرد جاء قاسيا، فصب جام غضبه على المتظاهرين وكشف عن وجه، الملا الديني، وليس السياسي ورفع لواء الاسلام وحامي المرجعية عسى ولعل يرهب المتظاهرين. وما رافق ذلك هو الصراع الذي نشب بين اجنحة مليشيات الحشد الشعبي بعد قتل المهندس على يد القوات الامريكية وفقدان الانسجام في صفوفها، اضافة الى محاولة تلك المليشيات اللعب على ورقة مقاومة الامريكان واخراج القوات الاجنبية والبكاء حرقا على السيادة الوطنية، فاستغل الصدر المستجدات السياسية وحاول ضرب اكثر من عصفور بحجر واحد، فمن جهة العمل على ملئ فراغ منصب المهندس كي يسيطر على تلك المليشيات التي مرة يسميها الوقحة واخرى غير منضبطة، ومن جهة اخرى عدم فسح المجال لاي طرف من احتلال موقع معاداة الامريكان، واخيرا الانتقام من الانتفاضة بعد ان خيبت اماله ولم تقبل بمرشحه لرئاسة الوزراء و لالتفاف عليها وتفريغها من محتواها.اما قول العبيدي بأنهم لم ينتقموا من الذين شتموا الصدر، فنقول له لماذا تعتبرون النقد السياسي شتيمة، ولماذا عندما تحاولون الالتفاف على كل الاحتجاجات ضد الفساد وتياركم احد اعمدة الفساد في المجتمع ويقولون لكم لا تركبوا الموجه تقيمون الدنيا ولا تقعدونها. او هل ننسى الفاسد الكبير في تياركم بهاء الاعرجي وسحبتموه من منصبه لان رائحة صفقاته المشبوهة ازكمت الانوف وفاحت في المجتمع مما دفع مقتدى الصدر بسحبه من منصبه واشاعة دعايات بأنه سيحاسب في محاكم الصدر وليس في محاكم الدولة، وهو الذي قال عنا عشية 25 شباط 2011 بأن القاعدة والبعثيين يقفون خلف تظاهراتنا، حيث انظم الى اللص والحرامي والمجرم المالكي في تهجمه على المتظاهرين انذاك. واليوم يخرج علينا الاعرجي بأطلالته غير المهيبة وعبر الفضائيات ويتحدث عن الفساد والمفدسين والاشادة بمقتدى الصدر. ان الفرصة لم تأتيكم والا لن تختلفوا في قمع الحريات مثل انصار نصر الله في لبنان حين اعلنوا بقتل كل شخص ينتقد حسن نصر الله وبشكل علني وعبر الفضائيات، او لم نعيش الحرب الطائفية وكنتم ابطالها، او ننسى كيف هشمتم رؤوس المثليين بالبلوكات في مدينة الثورة التي تسموناها بالصدر. اننا ندرك ان اطلاق الحريات ليس بصالحكم لانه ببساطة ليس هناك اقدس من الانسان، وعليكم تحمل رأيه، كما نتحمل نحن راي وتغريدات الصدر ولم نفعل شيء غير نقده والكشف ما ورائها.اننا ندرك القاعدة الاجتماعية للتيار الصدري قوضت ولا تقارن مع السنوات الفائتة، ونذكر فقط عندما حاول مقتدى الصدر في تظاهرات 2018 في البصرة السعي للالتفاف عليها الا ان المتظاهرين رفضوا استقباله، ووجوده الان مرتبط بوجود مليشياته والاموال التي استحوذ عليها من السلطة حسب نظام المحاصصة، والتي تمنح قسم منها لشراء الذمم والولاءات. واخيرا نقول لكم ان تظاهراتكم لعبة مكشوفة ولن تنطلي على احد وان فصلها عن تظاهرات ساحة التحرير هو عين الصواب، لان اليوم العاشر من كانون الثاني اثبت ان تيارنا ليس ضد امريكا فقط بل ضد من يدفع مصاريف سفر واقامة الصدر وجولاته ولقاءاته مع قادة المليشيات المتورطة بقتل المتظاهرين في قم وطهران