يقيّم هذا التقرير الاستجابة المناخية لخمسة سيناريوهات تغطي نطاق التطور المستقبلي المحتمل لتغير المناخ.
وتشمل سيناريوهات ذات انبعاثات عالية، وعالية جدا من الغازات الدفيئة وانبعاثات ثاني أكسيد الكربون التي تتضاعف تقريبا عن المستويات الحالية بحلول عام 2050 و 2100، على التوالي، وسيناريوهات مع انبعاث غازات الدفيئة المتوسطة وانبعاثات ثاني أكسيد الكربون التي تبقى حول المستويات الحالية حتى منتصف القرن، والسيناريوهات ذات انبعاثات غازات الدفيئة المنخفضة والمنخفضة جدا وانبعاثات ثاني أكسيد الكربون التي تنخفض إلى الصفر الصافي حول أو بعد عام 2050، متبوعا بمستويات متفاوتة من صافي انبعاثات ثاني أكسيد الكربون السلبية.
إن العديد من التغيرات الناجمة عن انبعاثات غازات الدفيئة في الماضي والمستقبل لا رجعة عنها لقرون وإلى آلاف السنين، ولا سيما التغيرات في المحيطات والصفائح الجليدية ومستوى سطح البحر العالمي.
يقول التقرير ستستمر درجة حرارة السطح العالمية في الزيادة حتى منتصف القرن على الأقل في إطار جميع سيناريوهات الانبعاثات المشار اليها.
سيتم تجاوز الاحترار العالمي البالغ درجتين مئويتين، مقارنة ب 1850-1900، خلال القرن الحادي والعشرين في ظل سيناريوهات انبعاثات غازات الدفيئة العالية والعالية جدا. ومن المرجح جدا ان يتجاوز الاحترار العالمي درجتين مئويتين في السيناريو المتوسط. في ظل سيناريوهات انبعاثات غازات الدفيئة المنخفضة جدا والمنخفضة، من غير المرجح جدا او من غير المرجح أن يحدث تجاوز الاحترار العالمي درجتين مئويتين. وسيتجاوز الاحترار العالمي 1.5 درجة مئوية مقارنة بالفترة 1850-1900 خلال القرن الحادي والعشرين في ظل السيناريوهات المتوسطة والعالية والعالية جدا التي نظر فيها هذا التقرير.
بالمقارنة مع 1850-1900، من المرجح جدا أن يكون متوسط درجة حرارة السطح العالمي خلال الفترة 2081-2100 أعلى بمقدار 1.0 درجة مئوية إلى 1.8 درجة مئوية في ظل سيناريو انبعاثات غازات الدفيئة المنخفض جدا الذي تم النظر فيه، وبمقدار 2.1 درجة مئوية الى 3.5 درجة مئوية في السيناريو المتوسط وبمقدار 3.3 درجة مئوية إلى 5.7 درجة مئوية في ظل سيناريو انبعاثات غازات الدفيئة المرتفعة جدا.
وفي إطار السيناريوهات التوضيحية الخمسة، في الأجل القريب (2021-2040)، من المرجح جدا أن يتجاوز مستوى الاحترار العالمي البالغ 1.5 درجة مئوية في ظل سيناريو انبعاثات غازات الدفيئة المرتفع جدا، و من المرجح أن يتجاوز في إطار سيناريوهات انبعاثات غازات الدفيئة المتوسطة والعالية. وهو أكثر احتمالا من عدمه تجاوزه في إطار سيناريو انبعاثات غازات الدفيئة المنخفضة, واكثر احتمالا من عدمه ان يتم الوصول اليه في إطار سيناريو انبعاثات غازات الدفيئة المنخفضة جدا.
وتصبح العديد من التغيرات في النظام المناخي أكبر في علاقة مباشرة بزيادة الاحترار العالمي، وهي تشمل زيادة وتيرة وشدة الحرارة المتطرفة، وموجات الحر البحرية، وهطول الأمطار الغزيرة، والجفاف الزراعي والإيكولوجي في بعض المناطق، ونسبة الأعاصير المدارية الشديدة، فضلا عن انخفاض الجليد البحري في القطب الشمالي، والغطاء الثلجي، والتربة الصقيعية.
هناك ادلة قوية على أن يؤدي استمرار الاحترار العالمي إلى تكثيف الإنتاج الطبيعي للمياه اي زيادة في حدة دورة المياه العالمية، بما في ذلك تقلبها، وهطول الأمطار الموسمية الغزيرة على الصعيد العالمي، والفيضانات المرتبطة بها فضلا عن الجفاف الشديد في العديد من المناطق. حيث من المتوقع أن تصبح هطول الأمطار وتدفق المياه السطحية أكثر تغيرا على معظم المناطق البرية في غضون المواسم ومن سنة إلى أخرى. ومن المتوقع أن يزداد متوسط هطول الأمطار السنوي على الأراضي في العالم بنسبة تتراوح بين صفر و5 في المائة في إطار سيناريو انبعاثات غازات الدفيئة المنخفض جدا، وبنسبة تتراوح بين 1.5 و 8 في المائة بالنسبة لسيناريو انبعاثات غازات الدفيئة المتوسطة و1-13% في ظل سيناريو انبعاثات غازات الدفيئة المرتفعة جدا بحلول 2081-2099 مقارنة بالفترة 1995-2014. ومن المتوقع ان يزداد هطول الامطار فوق خطوط العرض العالية والمحيط الحادي الاستوائي وأجزاء من المناطق الموسمية، ولكنه سينخفض على أجزاء من المناطق شيه المدارية ومناطق محدودة من المناطق المدارية.
من المتوقع أن تزداد نسبة الأعاصير المدارية الشديدة (الفئات 4-5) وسرعة الرياح القصوى لأشد الأعاصير المدارية حدة على الصعيد العالمي مع تزايد الاحترار العالمي
ومن المؤكد تقريبا أن المتوسط العالمي لمستوى سطح البحر سيستمر في الارتفاع خلال القرن الحادي والعشرين. بالمقارنة بالفترة 1995-2014، متوسط ارتفاع مستوى سطح البحر العالمي المحتمل بحلول عام 2100 هو 0.28-0.55 في ظل سناريو انبعاثات غازات الدفيئة المنخفضة جدا و 0.32-0.62 متر في ظل سيناريو انبعاثات غازات الدفيئة المنخفضة و 0.44-0.76 متر في ظل سيناريو انبعاثات غازات الدفيئة المتوسط و 0.63-1.01 م في اطار سيناريو انبعاثات غازات الدفيئة المرتفعة جدا. وبحلول عام 2150 سيكون 0.37-0.86 متر في ظل السيناريو المنخفض جدا و 0.46-0.99 متر في ظل السيناريو المنخفض و 0.66-1.33 متر في ظل السيناريو المتوسط و 0.98-1.88 متر في ظل السناريو العالي جدا. لا يمكن استبعاد ارتفاع متسوط سطح البحر العالمي فوق النطاق المحتمل- الذي يقترب من مترين بحلول عام 2100 و 5 م بحلول عام 2150 في اطار سيناريو انبعاثات غازات الدفيئة المرتفعة جدا.
وعلى المدى الطويل، سيستمر مستوى سطح البحر بالارتفاع لقرون إلى آلاف السنين بسبب استمرار ارتفاع درجة حرارة المحيطات العميقة وذوبان الغطاء الجليدي، وسيظل مرتفعا لآلاف السنين. وعلى مدى السنوات ال 2000 القادمة، سيرتفع المتوسط العالمي لمستوى سطح البحر بنحو مترين إلى ثلاثة م إذا اقتصر الاحترار على 1.5 درجة مئوية، ومن مترين إلى 6 م إذا اقتصر على درجتين مئويتين و19 إلى 22 م مع ارتفاع درجة حرارة 5 درجات مئوية، وسيستمر في الارتفاع على مدى آلاف السنين اللاحقة.
وبسبب الارتفاع النسبي لمستوى سطح البحر، من المتوقع أن تقع أحداث مستوى سطح البحر الشديدة التي وقعت مرة واحدة في القرن في الماضي سنويا على الأقل في أكثر من نصف جميع مواقع قياس المد والجزر بحلول عام 2100.سيكون هناك زيادة في وتيرة وشدة الفيضانات الساحلية في المناطق المنخفضة وفي تآكل السواحل على طول معظم السواحل الرملية.
وقد ألزمت انبعاثات غازات الدفيئة السابقة منذ عام 1750 المحيط العالمي بالاحترار في المستقبل. سيستمر تحمض المحيطات وإزالة الاوكسجين من المحيطات في القرن الحادي والعشرين بمعدلات تعتمد على الانبعاثات في المستقبل. التغيرات في درجة المحيطات العالمية وتحمض أعماق المحيطات وإزالة الاوكسجين لا رجعة فيها في الجداول الزمنية المئوية الى الالاف السنين.
سوف تستمر الجبال والأنهار الجليدية القطبية بمواصلة الذوبان لعقود أو قرون. فقدان الكربون الدائم التجمد بعد ذوبان التربة الصقيعية (دائمة الانجماد) لا رجعة فيه في الجداول الزمنية المئوية.
اما بالنسبة الى زيادة في تواتر وشدة الاحداث التي تحصل مرة واحدة كل خمسين سنة بدون تأثير البشر، فاذا كانت مثل هذه الاحداث تحدث مرة في الفترة بين 1850-1900 تحدث الان 4.8 مرات وستحدث 8.6 مرة عند درجة حرارة 1.5 وستحدث 13.9 مرة عند درجتين و 39.2 عند 4 درجات.
احداث الجفاف التي تحدث مرة كل عشر سنوات تحدث الان 1.7 مرة وستحدث مرتين عند 1.5 درجة و2.4 مرة عند درجتين و4.1 مرة عند 4 درجات
ونفس الشيء ينطبق على هطول الامطار الغزيرة. فالحدث الذي كان يحدث مرة كل عشر سنوات يحدث الان 1.3 مرة و 1.5 مرة عند 1.5 درجة و1.7 مرة عند درجتين و 2.7 مرة عند 4 درجات.
وفي ظل سيناريوهات التي تشهد زيادة انبعاثات ثاني أكسيد الكربون، يتوقع أن تكون احواض الكربون في المحيطات واليابسة أقل فعالية في إبطاء تراكم ثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي.
وسيكون هناك حدوث متزايد لبعض الأحداث المتطرفة التي لم يسبق لها مثيل في سجل الأرصاد الجوية ، حتى عند 1.5 درجة مئوية من الاحترار العالمي.
هناك أدلة محدودة على النتائج المنخفضة الاحتمال وعالية التأثير، مثل انهيار الغطاء الجليدي، والتغيرات المفاجئة في دوران المحيطات والأحداث المتطرفة المركبة والاحترار بمقادير اكبر بكثير من نطاق التوقعات الحالية وهي احداث اقل احتمالا ولكن لا يمكن استبعادها.
تحقيق انبعاثات غازات الاحتباس الحراري منخفضة أو منخفضة جدا سيؤدي في غضون سنوات إلى آثار ملحوظة على تركيزات غازات الاحتباس الحراري والهباء الجوي وجودة الهواء مقارنة بسناريوهات انبعاثات غازات الدفيئة المرتفعة والمرتفعة جدا. في ظل هذه السيناريوهات المتناقضة، ستبدأ الاختلافات الواضحة في اتجاهات درجة حرارة السطح العالمية في الظهور في غضون حوالي 20 عاما، وعلى مدى فترات زمنية أطول للعديد من العوامل الأخرى المؤثرة على المناخ.