مقابلة جريدة إلى الأمام مع سمير عادل حول المؤتمر السنوي للتجمع من أجل (الديمقراطية والسلام) في اليابان.
إلى الأمام: كيف كانت مشاركتكم في المؤتمر المنعقد في اليابان يومي ٢٧-٢٨ تموز ٢٠٢٤ وماهي مكانة هذا المؤتمر بالنسبة للحركة المناهضة للحرب والداعمة اليوم لجماهير فلسطين.
سمير عادل: كانت الدعوة موجهة الى الحزب الشيوعي العمالي العراقي للمشاركة في المؤتمر، الى جانب مشاركة وفود من عدد بلدان العالم في مقدمتها جبهة النضال الشعبي الفلسطيني واتحاد نضال عمال فلسطين وحزب الاشتراكية الديمقراطي الأمريكي، وكانت هناك أحزاب أخرى من كوريا الجوبية والفلبين ومينمار وتايوان، فضلا على وفود أحزاب اشتراكية ويسارية واتحادات عمالية وممثلين محليين حيث بلغ عدد المشاركين بين ٦٠٠-٧٠٠ شخص.
المؤتمر المتعارف عليه باللغة اليابانية زنكو (ZANKO) هو مؤتمر سنوي وله مكانة بارزة في الحركة المناهضة للحرب والسياسات الإمبريالية في جنوب شرق آسيا. وهو أول من عمل على رص صفوف جبهة محلية داخلية وكذلك في المنطقة ضد الحرب واحتلال العراق ومواجهة مشاركة القوات اليابانية في التحالف الأمريكي في غزو العراق. وكان الحزب الشيوعي العمالي العراقي عنصرا فعالا سواء بالمشاركة في المؤتمر أو المساهمة في صياغة قراراته.
وفي مؤتمر هذا العام، صدر قرار حول مناهضة العسكرتارية في العالم وخاصة في الدول الغربية والإنفاق العسكري الهائل على التسلح.
تميز مؤتمر هذا العام ولأول مرة في دعوة ممثلين عن الشعب الفلسطيني المتمثل بجبهة النضال الشعبي الفلسطيني واتحاد نضال عمال فلسطين، والذي كان لهما دورا في تقوية توجه المؤتمر بدعم القضية الفلسطينية وإدانة الحرب الإسرائيلية في غزة وتقوية الجبهة المناهضة للإبادة القومية التي تتعرض لها جماهير فلسطين في غزة والسياسة العنصرية لدولة إسرائيل الفاشية ووقف الحرب، والضغط على الحكومة اليابانية للاعتراف بدولة فلسطينية مستقلة.
الى الأمام: هل تقصد أنَّ القضية الفلسطينية وحرب الإبادة في غزة كانت حاضرة في المؤتمر؟
سمير عادل: في مؤتمر العام الفائت أي في تموز ٢٠٢٣ ساهمنا بصياغة قرار دعم تشكيل دولة فلسطينية مستقلة وإنهاء الظلم القومي على الشعب الفلسطيني، أي كانت هناك مقدمة عن القضية الفلسطينية، أمّا في هذا العام فكان العنوان البارز في المؤتمر هو القضية الفلسطينية، وما يتعرض له الشعب الفلسطيني، من حملة إبادة منظمة من قبل دولة إسرائيل الفاشية، وكما أشرت فأن كلمة الرفيق احمد مجدلاني رئيس جبهة النضال الشعبي الفلسطيني في اليوم الأول للمؤتمر لها وقعها، حيث وضح بالتفصيل ما يتعرض له الشعب الفلسطيني من ظلم قومي سافر وفي ظل صدور قرارات دولية تدين إسرائيل في محكمة العدل الدولية والجنايات الدولية ومجلس الأمن والأمم المتحدة. وفي اليوم الثاني للمؤتمر، أضافت كلمة الرفيق محمد علوش رئيس اتحاد نضال عمال فلسطين مساهمة أخرى حيث وضح ما يتعرض له عمال فلسطين من سياسة عنصرية وتدمير ممنهج لحياتهم ومعيشتهم.
وتم تخصيص جزء كبير من ورشات العمل التي نظمت في اليوم الثاني للمؤتمر للرد على أسئلة حول القضية الفلسطينية وسياسات إسرائيل.
وفي نفس السياق أيضا صدر قرار في دعم مشروع تشكيل جبهة عمالية في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا لدعم جماهير فلسطين والتصدي لسياسات إسرائيل العنصرية وإيقاف حرب إبادتها في غزة.
إلى الأمام: ماذا عن الوضع السياسي في العراق، هل تم التطرق إليه وما هي القرارات التي صدرت حول ذلك؟
سمير عادل: بالتأكيد كان للوضع السياسي في العراق حاضرا. وفي اليوم الثاني للمؤتمر تحدثنا بالتفصيل في ورشة العمل حول الأوضاع السياسية والاقتصادية والاجتماعية في العراق. لقد تحدثنا أيضا عن مسودة قانون تعديل الأحوال الشخصية المشين، بأنَّه عار على البشرية المتمدنة، وتحدثنا بالتفصيل أيضا عن الحركات الاحتجاجية، والأرضية الاجتماعية والسياسية لتلك الحركات التي تم تتويجها بمشروع مؤتمر حرية والتغيير، وكانت لدينا مقابلة خاصة مع صحيفة الرسمية (لحزب الحركة الديمقراطية من اجل الاشتراكية الياباني) شرحنا بالتفصيل الجوانب المختلفة سواء للوضع السياسي والاجتماعي والاقتصادي في العراق أو عن مؤتمر الحرية والتغيير.
وفي بند القرارات الصادرة عن المؤتمر، تم تأييد بالأجماع من قبل المؤتمرين بتقديم الدعم المعنوي والمادي والسياسي لمؤتمر الحرية والتغيير.
إنَّنا نرى في صدور هذا القرار، بداية جدية نحو تشكيل جبهة عالمية تضامنية مع جماهير العراق وحركتها التحررية والثورية المتمثلة بمؤتمر الحرية والتغيير.