مقابلة قناة عالم أفضل مع فارس محمود بصدد مقاطعة الانتخابات والبديل عنها!
الجزء الثاني :
عالم افضل: ولكن إن رفضتم الانتخابات، ما هو بديلكم؟!
فارس محمود: للأسف، عممت البرجوازية وأشاعت، ارتباطا بمصالحها دون شك، تصويراً للسلطة مفاده إن من يحكم يجب أن يكون من “النخبة” او “نخبة المجتمع”، من حملة الشهادات، نخب لديها ثروات وامكانيات مالية، وإن أبواق إعلامية تستطيع ان تنفخ بهم وتبرزهم في المجتمع بوصفهم “قادة المجتمع”. إن هؤلاء من يستطيعوا أن يأتوا للسلطة ويحكموا.
إن التصور الشيوعي وتصور الحزب الشيوعي العمالي للسلطة يستند الى تدخل الجماهير، أي تصور قاعدي للسلطة. وهناك نماذج تأريخيه بهذا الصدد من مثل السلطة التي أرستها كومونة باريس وثورة اكتوبر في روسيا عام 1917 في السنوات الاولى للسلطة قبل ان تأخذ منحى اخر. إذا يريد أحد أو يفكر بنموذج للسلطة، فهذا النموذج موجود، نموذج قاعدي، في محلات سكن الجماهير، في أماكن عملهم، في الجامعات وأماكن التعليم والدراسة.
لأرسم شيء مخططاتي عام سريع، وجرت نقاشات حوله في الناصرية وكان احمد عبد الستار طرفاً بها. بعد الاطاحة بهذه السلطة بهبة جماهيرية، يمكن القيام فوراً باختيار جمع من (10-15) شخص يقومون من اليوم بمهمة إدارة المحافظة في المرحلة الاولى. من اين يتم اختيار هؤلاء؟! من الممكن أن يكونوا ممثلاُ او اكثر عن نقابة المحامين، وعن نقابة الأطباء، وعن المنظمات العمالية، المهندسين، نقابة المعلمين، عن المرأة، عن الشباب، عن العاطلين، المتقاعدين، ربات البيوت و…الخ. أي من الشرائح الاجتماعية الواقعية للمجتمع.
يضع هذا الجمع، جمع لنسمية مجلس محافظة الناصرية، برنامجه الذي يستند الى مجموعة مهام أساسية فورية تتضمن: مسؤولية الدولة او السلطة التامة عن تأمين حياة ومعيشة سكان المدينة، توفير فرصة عمل أو إقرار ضمان البطالة لكل من بلغ 16 من الشباب والشابات، توفير الخدمات كالكهرباء والماء وغيرها، إدارة أمور الصحة والتعليم والسكن وغيرها من أمور أساسية في هذه المرحلة. ان ميزانية مدينة الناصرية يقارب المليارين دولار. إن هذا مبلغ ليس بقليل. إنه نصف ميزانية بعض الدول. ناهيك عن ان هذا المبلغ يتضاعف قيمته مرات ومرات إن اضفنا له قوة عمل مئات الالاف من القادرين على العمل.
تُقر الحريات السياسية بدون قيد أو شرط، حق التنظيم والتجمع، تُوفر أرضية وأجواء بحيث تستطيع الأحزاب والتيارات السياسية والاجتماعية ان تقول كلامها تجاه اي قضية من القضايا التي تخص إدارة المجتمع وحياته. إذ السلطة تعني إدارة المجتمع في المطاف الأخير. وعندها تستطيع الجماهير ان تعرف ماذا يقول أي حزب أو جماعة وكيف يفكر، وما هي أولوياته و…الخ. أي تكون الجماهير مدركة وواعية ومساهمة فيما يجري بصورة مباشرة. دع فالح الفياض يأتي ويخاطب المجتمع ويقول “ان اولويتنا هو ارسال الشباب لسوريا للدفاع عن السيدة زينب والمقدسات”، ويأتي انسان مثلي او مثلك ويقول ان الاولوية هي غذاء وسكن وتعليم الناس هي الاولوية، وسنرى خلف مَن سيسر المجتمع!!
ونقوم بالشيء ذاته على صعيد البصرة وبغداد وتكريت وسائر مدن العراق. ونرسل ممثلين عن كل هذه المدن الى بغداد لتشكيل السلطة القادمة للبلد، اي الهيئة التشريعية والتنفيذية المقبلة لكل العراق. وتتشكل الوزارات الاساسية من المختصين الكفوئين في الميادين المختلفة (وما اكثرهم في المجتمع!) ويتعهد الجميع بتنفيذ هذا البرنامج بإطاره العام. كما تقوم في غضون 6 اشهر او حتى سنة، ببناء أساس السلطة المقبلة على صعيد قاعدي في كل العراق عبر مجالس الاحياء والمحلات واماكن العمل والدراسة وغيرها. وفي الوقت ذاته، يجب ان لا تتعدى رواتب المسؤولين راتب عامل ماهر، ممثلون يمكن عزلهم مباشرة إن لم ينفذوا مهامهم او خلّوا بواجباتهم او استغلوا مناصبهم.
لو سحبنا كل هذه الثورات من السراق والفاسدين البرجوازيين، وانتزعت الجماهير في البصرة والكوت والانبار كل مصادر ثروات المجتمع من نفط وكمارك وتوظيفها في تحقيق هذا البرنامج، لرأينا أموالا طائلة ستكون في متناول المجتمع ولتحقيق هذه البرامج التي أولويتها هي الانسان في العراق.
إن هذا سبيل حل عملي ومؤثر. أعرف ان هناك الكثيرين من يستهزئون بهذا. ولكن هدفهم واضح أما أن لا يكون للجماهير دور في المشاركة في إدارة المجتمع، أو انهم فريسة التصورات المغرضة الشائعة للبرجوازية. وإلا ما هي الحكمة الخاصة التي يتمتع بها خميس الخنجر او المالكي او الصدر او العامري او الخزعلي مثلاً؟! لماذا ان الشيخ المصلحي الفلاني او الطائفي الفلاني قادر اكثر مني ومنك على إدارة المجتمع؟! لتحقيق هذا الامر، يجب ان يقتنع المجتمع بأن السلطة هي أمر يخص المجتمع، عامة الناس، وتدخلها وارادتها ووعيها، وليس شيء “فوقها” او” غيبي” او….ألخ