مقتطف من بحث “الخلايا الحزبية والتحركات العمالية..حول اهمية المحرض والتحريض العلني ..”
الحزب الشيوعي العمالي والقادة العمليين للطبقة العاملة
من الواضح ان هدف حزبنا هو ان يكون القادة العمليين والمحرضين ذوي النفوذ الواسع في الحركة العمالية اعضاء ومنخرطين في صفوف الحزب نفسه، وان يقوموا بنشاطهم في الاطار العام لنشاط الحزب وفي ظل الضوابط التنظيمية وبرنامج الحزب وخطة عمله السياسية. بيد ان اتخاذ مثل هذه الخطوة صوب هذا الهدف او ترك اكثر مايمكن من تاثير شيوعي على الاحتجاجات والنضالات الراهنة للعمال على السواء، ينبغي للحصول على محرضين مقتدرين ان تلتفت انظارنا الى ميدان النشاط غير الحزبي للعمال الطليعيين اليوم. علينا ان نعمل بالامكانات والصلات والمادة البشرية الموجودة واستناداً لها.
مثلما ذكرت، ليس القائد العملي والمحرض من اختراع حزبنا او اي تيار سياسي اخر. انها ظاهرة لايمكن فصلها عن الاحتجاج العمالي. وعليه، لاتكمن المسالة بتصدير عدد من المحرضين الى الميدان العلني (رغم انه سيحل يوم قيام المحرضين الحرفيين والمتنقلين او السيارين للحزب، بالاضافة الى المحرضين المحليين، باداء هذه المهمة)، بل العمل على القادة العمليين الموجودين من اجل ترك التاثير عليهم، جذبهم للحزب وهداية عملهم اثناء الاكسيون من جهة وربط النشاط الحزبي بعملية وصيرورة والية نمو محرضين جدد بين العمال من جهة اخرى. علينا ان نجذب القادة والمحرضين الموجودين والواقعيين وان نساهم في اعداد محرضين جدد بافكار ومباديء شيوعية واضحة. ان هذا جزء من عملنا الروتيني. ولكن في كل اكسيون محدد، علينا ان نكون قادرين على اقامة صلة سياسية-تنظيمية محددة ومتينة مع القادة العمليين للاكسيون. في الاوضاع الراهنة، يمكن تقسيم الاشخاص الذين يجب ان نوليهم اهتمام جدي الى مجموعتين: اولاً، العمال الطليعيين والقادة العمليين القدماء، وثانياً، القابليات والطاقات الجديدة والقادة الذين هم في طور التشكل. من الجلي ان تقسيم القادة العمليين الى مجربين وحديثي العهد هو تصنيف مخططاتي وجاف. في واقع الحال، نواجه بطيف من العمال الذين يتمتعون بدرجات متفاوتة من الوعي السياسي والقدرة العملية على التحريض. ان التشخيص الدقيق للتعامل مع اي حالة خاصة لاياتي سوى على ايدي فعالينا والخلايا بين العمال انفسهم فقط دون شك. بيد ان التصنيف المخططاتي نفسه لتوضيح الامر لرفاقنا يعد امراً مفيداً.
أ) المحرضون والقادة العمليون ذوي الخبرة والخلفية والتجربة.
مرت هذه الفئة من العمال بتجارب صعبة ومؤلمة في السنوات الاخيرة. وضع ضغط الجمهورية الاسلامية على الحركة العمالية هؤلاء الرفاق على الاغلب هدفاً له. لقد أعدم عدد كبير، اعتقل او طرد. فقد قسم منهم امكانية العمل في الفروع الكبيرة، ودفعوا به بصورة لا مناص منها الى معامل صغيرة. اذ ان المكان، اولاً، محيط محدود لنشاطهم، وثانيا مكان تعرف بدرجة اقل خلفيتهم السياسية، ولذا لا يتمتعوا بنفوذهم ومحبوبيتهم السابقة بين العمال. يعد اغلب هؤلاء العمال أنفسهم اناس اشتراكيين وشيوعيين. بيد انها شيوعية هجينة برواية الشعبويين والتحريفيين. وعليه، جعلتهم ازمة التحريفية والشعبوية يرسفون في ازمة وتخبط ايديولوجي وعدم ايمان وقناعة سياسية. من الناحية العملية، تجدهم منزوين ومتفرقين بحد كبير. يفتقدون صلاتهم الواسعة مع بعض. جعلهم القلق من المخاطر الامنية والتجربة المرة لنمط العمل الشعبوي يغطون في تردد تجاه العمل التنظيمي مع المنظمات الشيوعية، وتثقل المسائل المالية والمعيشية كاهلهم بشدة، وان هذا يفاقم من انزوائهم السياسي. واجمالاً، فان الهشاشة الفكرية والتهرب من العمل التنظيمي، انعدام الرغبة وسيادة النزعة المحافظة وغياب الميدان المناسب للنشاط هي المشكلة العامة لأغلب هؤلاء العمال. في اوضاع حولت اجواء الاستبداد وانسداد افاق الشعبوية و”الشعبية” حتى في منظمات مثل راه كاركر والحلقات المتبقية من الخط ٣ (الذي يمثل النزول للشارع والعمل مافوق الطبقي خصلتهم الاساسية) الى نقابيين اقحاح، فانه ليس امر يبعث على العجب ان يغرق في هذا الانحراف هذه الفئة من العمال الذين لديهم انفسهم ميول نقابية قوية. علينا ان نعمل بصورة منظمة على هذا القسم من العمال، وينبغي ايلاء الانتباه لمجمل المسائل المطروحة اعلاه في تعاملنا معهم.
1-ينبغي ان نصون الارتباط مع هؤلاء الرفاق في كل الاوضاع ونتبادل وجهات النظر معهم. بوسع الملاحظات الامنية فقط ان تكون مبرراً لتحديد الارتباط مع مثل هؤلاء العمال.
2-في التعامل مع هؤلاء العمال، ينبغي ان ننتقد عميقاً تجربة الشعبوية، عمل وممارسة التحريفية وكذلك اركان النزعة النقابية والفعالية الفردية. ينبغي ان نسعى لإخراج هؤلاء العمال من الارتباك الفكري، اليأس، الخضوع والانقياد للنضال النقابي المحدود. يجب ايلاء الاهتمام الى حقيقة ان اقصى درجات المتانة والتفاهم المتبادل في التعامل مع هؤلاء العمال هو امر ضروري في هذا الخصوص. ودون ان نخفف ذرة من النقد لكل ما هو غير شيوعي، ينبغي ان نضع في حسابنا الوطأة الثقيلة للتجارب السلبية التي مر بها هؤلاء العمال والتربية الشعبوية والتحريفية السيئة. ينبغي ان لا نواجههم بصورة محض من موقع الشعور بالحقانية، مطالبتهم بأشياء، واستناداً الى التقريع الاخلاقي (المبني على وجوب النضال وعدم التخلي عنه وغير ذلك). ان كانت هناك انتقادات على مواقف وممارسة حزبنا، ينبغي ان تجد هذه الانتقادات رد لها بصورة عميقة وتفصيلية. ومن ضمن الارتقاء بروحيتهم النضالية، ينبغي ان نسعى الى توجيه نقد عميق لممارستهم المحدودة السابقة وان يكسبوا فهما واضحا عن الحزب الشيوعي واهدافه واساليبه.
3-ينبغي العمل لإقامة هذه العلاقات والمناقشات في خضم صلات طبيعية وباقل ما يمكن من المخاطر الامنية (لكلا الطرفين). ان القلق الامني لهؤلاء العمال نابع من تجربتهم عن اسلوب العمل الانتهازي الشعبوي. في ظل إطار تلك العلاقات الوثيقة ينبغي ان نعرف هؤلاء الرفاق بجرائد الحزب واذاعته وبآرائه السياسية والتكتيكية وشعاراته.
4-ينبغي ان يكون هؤلاء الرفاق على صلة قريبة مع بعض باي قدر ممكن. ينبغي ان لا نسمح لسياسة قمع الجمهورية الاسلامية ان تضعف العلاقات الطبيعية بين العمال الطليعيين. يستلزم العمل على هذا الجمع من العمال، التمتع بقدرة العمل على الترويج للعمل الدعائي، وتوضيح اراء الحزب تجاه الميول التحريفية ومعرفة المعضلات العملية لهذا الجمع من العمال. ينبغي ان يتعامل مع هذا الامر أفضل المحرضين واكثرهم تجربة.