نداء المؤتمر السادس للحزب الشيوعي العمالي العراقي:
إلى نساء العراق!
لقد عانت النساء اللواتي يشكلن نصف المجتمع من الفقر، والبطالة، انعدام الخدمات، سلب ابسط الحريات والحقوق المدنية. وكنَ اول من دفع ضريبة تردي الاوضاع الامنية، وانفلات السلاح، وغياب القانون..فقد تم تدمير مدنية المجتمع وأسلمته بالعنف والقوة جراء حرب امريكا واحتلالها وتسلم التيارات المليشياتية الطائفية والقومية السلطة.
إن كان تحرر المرأة هو معيار تحرر المجتمع، فإن تدهور اوضاع وحقوق المرأة يعكس بوضوح درجة التدهور والتراجع المادي والمعنوي الذي فرضته السلطة السياسية على مجتمع له تاريخ في المدنية والحقوق والحريات التي اكتسبتها المرأة و العامل والشبيبة والتي كانت نتاج عقود مديدة من نضالاتهم ونضالات قوى التحرر والمساواة و نضال الاشتراكيين.
لقد دفعوا بأوضاع وحقوق المرأة الى درجات من التردي إلى أبعد الحدود. فبالإضافة الى ما يعانيه عمال وكادحوا المجتمع اجمالاً، وهي جزء منهم، والذي دفعت المرأة فيه ثمناً باهضا، فان ما يمارس ضد المرأة من قيود واجحاف يجعل حياة الاغلبية الساحقة من نساء العراق بؤساً واستلاباً تاماً بكل ما للكلمة من معنى.
لقد تم إحياء “الفصلية” و”النهوة” وسائر القيم العشائرية والذكورية، وأُشيع القتل تحت مبررات لا انسانية بالية مثل الدفاع عن “الشرف”. واصبحت المساومة على جسد المرأة جزء لا يتجزأ من نيلها لفرصة عمل، أو نجاح دراسي أو ارتقاء وظيفي. اما تلك المعطلة عن العمل، فأوضاعها ابشع بما لا يقاس. لم يبقوا لمئات الآلاف من النساء لكسب قوت يومهن سوى تجارة الجسد التي تنظمها في اغلب الاحيان مافيات السلطة. انه الامتهان التام للمرأة، وتحت مسميات عنصرية واحاديث كاذبة عن “حرية الطوائف”، سعوا لفرض القانون الجعفري وسائر قوانين اغتصاب الاطفال والطفولة.
ان هذا الوضع لا يطاق ولا يمكن السكوت عنه. لم تقف المرأة مكتوفة الايدي تجاه هذا الوضع. ناضلت وقاومت بشراسة دفاعاً عن حقوقها وحرياتها، وفرضت التراجع على معسكر الرجعية سواء الجهات القضائية والحكومية او غير الحكومية ومنها رد القانون الجعفري. واخرها تلك المشاركة البطولية لنساء العراق لطالباته وعاطلاته وعاملات العقود وغيرها في انتفاضة تشرين والتي صدحت بأعلى الاصوات: “على هذه السلطة ان ترحل!” و”كلهم يعني كلهم”!
ايتها الجماهير النسوية المتطلعة للحرية والمساواة!
ان عالم أفضل ترفل فيه المرأة بالمساواة التامة هو أمرٌ ممكن. بيد إن أي حديث عن “عالم افضل” هو أمر مستحيل في ظل وجود سلطة ميليشياتية طائفية وقومية قائمة على القيم العشائرية و الذكورية وقيم القرون الوسطى. لا يمكن تحقيق إي تحسن في أوضاع المرأة في العراق وهذه السلطة تقف على رأس المجتمع. ينبغي إزاحة هذه السلطة. ان هذا لا يمكن ان يأتي دون حضور المرأة الجدي في الحياة السياسية وفي النضالات اليومية للمجتمع وفرض المساواة التامة على الطبقة السياسية الحاكمة المعادية للمرأة.
في المؤتمر السادس للحزب والمنعقد في منتصف كانون الثاني من هذا العام، اكد المؤتمر على ان قضية المرأة هي قضية الطبقة العاملة، قضية الشيوعيين، قضية الحزب الشيوعي العمالي. انها جزء لا يمكن فصله عن قضية هذا الحزب والثورة العمالية والعالم الذي ينشد ارسائه، عالم الحرية والمساواة والاشتراكية.
لقد أكد المؤتمر على:
• التزام الحزب بالدفاع وبكل الاشكال الممكنة عن مطالب النساء في العراق من اجل تحقيق المساواة التامة والكاملة بينهن وبين الرجال. والتصدي لكل اشكال العنف وامتهان الكرامة الذي يتعرضن له.
• سعي الحزب الجاد لدعم الحركة النسوية في العراق، وبمختلف منظماتها وناشطاتها اللواتي يعملن من اجل تقوية واقتدار المرأة ومقاومتها الهجمة الشرسة التي تشن عليها.
• الاهمية الحاسمة لتدخل الرجال من اجل دعم مقاومة النساء اليومية ضد مختلف اشكال التمييز ضدهن، ومساعدتهن بفتح الابواب الموصدة امامهن، وعدم الخضوع لأية مبررات رجعية، متخلفة وبالية تصب في المطاف الاخير بقمع وتهميش وعزل المرأة عن التمتع بحياة اجتماعية ومهنية لائقة ومتساوية مع الرجل.
يناشد الحزب النساء الى الالتفاف حول البديل السياسي الطبقي الذي ينهي مرة واحدة والى الابد استغلال الانسان للإنسان، وتحت اية مبررات اقتصادية، او لون او جنس او دين او طائفة. الالتفات حول راية الشيوعية. من اجل تحقيق اهداف النساء في الخلاص من هذه السلطة وإرساء الحرية والمساواة في المجتمع.
المؤتمر السادس للحزب الشيوعي العمالي العراقي
أواسط كانون الثاني 2022