لقد تسبب إعصار دانيال في دمار هائل في الكثير من دول البحر الأبيض المتوسط، ولكن لقد كان هذا الاعصار والفيضانات التي تسبب بها أسوأ الكوارث البيئية في تاريخ ليبيا وخاصة بالنسبة لمدنية درنة.
يقدر بان عدد القتلى قد يصل الى 20 الف انسان، اذ تم القضاء على ربع المدينة التي يقطنها 125 الف نسمة. ان ما ضخم حجم الكارثة هو انهيار سدان رئيسيان في اتجاه مجرى وادي درنة، مما تسبب في تدفق سيل هائل من المياه في وسط المدينة المكتظ بالسكان مما أدى الى جرف المباني ومن فيها في البجر. ويجدر الإشارة الى انه لم يكن هناك أي نظام انذار او خطة اخلاء رغم العلم المسبق بهذا الخطر، ورغم اثارة المخاطر التي واجهت المدينة قبل وقت طويل من وقوع الكارثة. كما لم يكن هناك صيانة دورية للسدود. ان السبب في هذا هو غياب الدولة. ان غياب الدولة جاء بعد الحملة التي قامها بها الناتو في 2011، في ظل إدارة الرئيس الأمريكي السابق، باراك أوباما الامر الذي أدى الى تداعي البنية التحتية للبلد ابان تحكم القوى الإسلامية الرجعية بالبلد التي لا تعرف غير نشر العنف، والانقسام والفوضى والفقر والجهل والتخلف والفساد مثلها مثل القوى الإسلامية في كل مكان.
في اعقاب هذه الكارثة المأساوية حث باراك أوباما الناس عبر تغريدة على تويتر على التبرع لمنظمته غير الربحية، مؤسسة أوباما. اذ قال ”
إذا كنت تبحث عن مساعدة الأشخاص المتضررين من الفيضانات في ليبيا، فتحقق من هذه المنظمات التي تقدم الإغاثة
مؤسسة أوباما
يتواجد عمال الطوارئ والإغاثة على الأرض لتقديم مساعدات عاجلة في أعقاب الفيضانات المفاجئة الكارثية في شمال شرق ليبيا.
إن حصيلة هذه الكارثة الطبيعية لا يمكن تصورها، وهناك حاجة ماسة إلى الدعم.”
ان اللغة تقف عاجزة عن وصف هذا الرياء وهذه الصفاقة. ان هذا الاستهزاء والاستهتار ليس مقتصر على حثالة البرجوازية في الشرق الأوسط، بل هي شيمة البرجوازية حتى في “العالم المتمدن” من مثال باراك أوباما وبوش، وبلير وساركوزي وغيرهم.