يجب إيقاف الحرب فوراً!(بيان حول الحملة العسكرية الروسية على أوكرانيا)
منذ أكثر من شهر، وهناك عمليات شد وجذب بين روسيا من جهة وحلف الشمال الأطلسي من جهة أخرى حول الأزمة الأوكرانية، وقد تخللها التصعيد والوعيد والتحشيد العسكري والمساعي الدبلوماسية والعقوبات الاقتصادية، وانتهت أخيرا بعملية عسكرية روسية ضد أوكرانيا شنت صباح اليوم.
إن الأزمة الأوكرانية، هي أزمة مفتعلة من قبل الغرب بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية. وبعكس كل ادعاءات الاخيرة ودعايات وسائل إعلامها المأجورة، بأنهم يسعون للوقوف بوجه التمدد الروسي وتقويض نفوذه وحصار روسيا سياسيا واقتصاديا وعسكريا، لا على صعيد أوروبا وحسب، بل على الصعيد العالمي، فقد لعبت الولايات المتحدة الأمريكية دورا في تأجيج تلك الأزمة عن طريق السعي لجر اوكرانيا إلى الحلف الأطلسي لتكون القوات الغربية قريبة من الحدود الروسية، وفي الوقت ذاته، استغلت الأزمة الأوكرانية للإبقاء على أوروبا تحت قيادة امريكا، محاولة لادامة فرض هيمنتها السياسية والعسكرية والاقتصادية على أوروبا بعد أن كاد عقد تحالفها على وشك الانفراط، الأمر الذي يمكّن أوروبا من أن تنفرد بقيادة فرنسا-ألمانيا بعقد صفقات اقتصادية وسياسية مع روسيا بعيدة عن الولايات المتحدة الأمريكية.
إن القضية الأساسية اليوم في الأزمة الأوكرانية ليست لها أية علاقة لا بوجود شعب روسي في دونباس ولا بالحفاظ على أمنه وسلامته كما تدعي الطبقة الحاكمة في روسيا، ولا بـ”حماية السيادة الأوكرانية” و”الحرية والديمقراطية” كما تدعي الطبقات الحاكمة في الحلف الأطلسي. إن أوكرانيا اليوم تحولت إلى ساحة حرب لاستعراض عضلات الدول الإمبريالية العالمية، وان الطبقة السياسية الحاكمة في أوكرانيا هي ليست أكثر من دمية بيد أمريكا والغرب وقدمت امن وسلامة الشعب الأوكراني قربانا على مذبح مصالح الدول الإمبريالية العالمية وصراعاتها وطموحاتها التوسعية.
إن العملية العسكرية الروسية هي بلطجة عسكرية بنفس منطق البلطجة الأمريكية وحلفائها الغربيين، لفرض هيمنتها بالقوة العسكرية على المنطقة وأوروبا تحديدا. انها حرب اعادة تقسيم العالم في عالم جديد متعدد الاقطاب مخضب بالدماء.
ليس للطبقة العاملة وعموم الجماهير الأوكرانية أية مصلحة في هذه الحرب سواء كانت صغيرة أو كبيرة النطاق، وهي من تدفع ثمن سياسات حكومتها، وفي الوقت ذاته ليس للجماهير سواء في بلدان الغرب أو في روسيا أية مصالح لها في هذا التصعيد العسكري الخطير، ولا تقف عند هذه الحدود بل أن التهديدات المتبادلة بين روسيا والحلف الأطلسي من شأنه فرض الأجواء الحربية والعسكرتارية والرعب والخوف على العالم.
إن ما يحدث الآن في أوكرانيا هو صراع سياسي واقتصادي بأدوات عسكرية بين الدول الإمبريالية العالمية، روسيا من جهة والولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا وفرنسا وألمانيا من جهة أخرى، لتقاسم النفوذ والمصالح، وان ما نشهده اليوم من تصعيد عسكري هو إيذانا بتعريض أمن وسلامة العالم إلى خطر حرب إمبريالية عالمية جديدة.
إننا في الحزب الشيوعي العمالي العراقي في الوقت الذي ندين بأشد العبارات التهديدات العسكرية والحربية وما قامت بها روسيا والحلف الأطلسي، فإننا في الوقت ذاته ندعو الطبقة العاملة في روسيا وأوكرانيا والبلدان الغربية والعالم الى عدم الانجرار خلف اطراف هذا الصراع والوقوف في جبهة إنسانية واحدة بالضد من الطبقة السياسية الحاكمة سواء في روسيا او في الغرب وفضح نفاقهم السياسي حول حقوق الإنسان والسيادة والحرية والديمقراطية. إن هذه الجبهة بإمكانها إنهاء الأجواء الحربية والسكرتارية في أوكرانيا وفي العالم، وبأبعاد العالم عن شبح الحرب الامبريالية. يجب ان تتوقف الحرب فوراً وبدون اي قيد او شرط.
الحزب الشيوعي العمالي العراقي
٢٤ شباط ٢٠٢٢