ينبغي اعلاء الصوت الاحتجاجي ضد اعمال القتل الجماعية في الموصل!
26/03/2017
امتداداً لتصاعد الحرب في الطرف الغربي من مدينة الموصل، وفي اطار اعمال القصف والهجمات الجوية لامريكا وحلفائها، جعلت الطائرات الحربية يوم امس المصادف 23 اذار احياء موصل الجديدة وماحولها الى هدف نيرانها. ادت هذه العمليات الى تدمير المنازل على رؤوس اصحابها ومقتل مايقارب من 300 مواطن وتشريد الكثيرين. كانت الجريمة بحد، بحيث لم تستطيع وسائل الاعلام التابعة والخانعة من التستر عليها. سقط لحد الان المئات من جثث المدنيين الابرياء في الاحياء والشوارع وتعفنت اجسادها دون ان يستطيع احد دفنها. ادت هذه الوضعية الى تدمير الوضع النفسي للبقية الاحياء القاطنين في المدينة.
منذ ان اندلعت حرب مايسمى بـ”تحرير الموصل”، فقد الالاف من المدنيين في المدينة وضواحيها حياتهم في نيران هذه الحرب. سقط عشرات الالاف من الجرحى وتشرد مئات الالاف جرائها. لم تقف المصائب عند هذا، بل ان مصير 400 الف مواطن مدني الان في الطرف الغربي من المدينة اسير نيران هذه الحرب، تحت رحمة اعمال قصف طائرات امريكا وحلفائها وارهابيي داعش، وان خرجوا بسلام من هذه النيران، فان الجوع وانعدام الماء الصالح للشرب يهددان حياتهم وبقائهم. واذا اضفنا الى ذلك 200 الف مواطن متشرد ونازح في اطراف الموصل، ستبلغ حجم الكارثة الانسانية مديات اكبر واكبر واكثر بشاعة. غدا الافلات من قبضة الحرب امراً محالاً للمدنيين، اذ اما ان يُقتلوا عند الهروب، او يموتوا جوعا، او تطيح باجسادهم صورايخ امريكا وحلفائها!
ان حرب الموصل ليست حرباً ضد داعش، بل حرب مشاريع الدول الامبريالية والرجعية للمنطقة والارهاب الاسلامي لداعش. ان جماهير الموصل هي ضحيتها، وهي من تدفع حياتها والتشرد والتدمير ثمن مشاريع تلك القوى والدول.
اننا في الحزب الشيوعي العمالي العراقي والكردستاتي، ومنذ بداية قرع طبول هذه الحرب، نبهنا وحذرنا من ان هذه الحرب ستكون سبب لاحلال المصائب والتدمير والقتل الجماعي لمدنيي مدينة من مليون ونصف مليون انسان. ستكون سبب دمار وتدمير مجمل الملامح المدنية لهذه المدينة ووجهنا النداء للجماهير التحررية والمحبة للانسان والمتمدنة ان تلج الميدان ضد هذه الحرب. ولازال السبيل لانهاء هذه المصائب هو ان تحل الانسانية التحررية والمدنية في العالم والمنطقة والعراق الميدان ضد هذه البربرية التي تمرر تحت غطاء واسم “الحرب ضد داعش”.
ينبغي اعلاء صوتنا الاحتجاجي بايقاف البريرية واعمال القصف الجوية بحق المدنيين والكف عن تدمير المدارس والمستشفيات وبيوت الناس وان يكفوا عما يقوموا به من تجويع الناس عبر حرب باسم داعش من اجل مشاريعهم المقززة لفرض عنجهيتهم وهيمنتهم السياسية والعسكرية والاقتصادية على العالم والمنطقة. ان رسالتنا هي: كفوا عن تنسيقكم ودعمكم المفضوح والمتستر عليه مع داعش واغراقها بالمال والسلاح والمساعدات اللوجستية، وكفوا عن دعم الانظمة والحكومات الرجعية التي غذت وتغذي الارهاب، حلفاء داعش ويشاطروها فكر داعش. ان الحل الجذري واستئصال داعش والارهاب الاسلامي ياتي على ايدي جبهة المساواة والتمدن والتحرر في المنطقة والعالم. وبدلاَ من اغراق الجماهير بالصواريخ، اوقفوا مصادر دعمكم لداعش.
ان حدث الامس لايتعدى قطرة تسربت من بحر التعتيم الاعلامي الشديد على عواقب هذه الحرب، حدث اضاف اعمال قتل جماعية اخرى على الاحداث الدموية والكارثية للاشهر المنصرمة لهذه الحرب، اعمال لم يضع احد لحد الان مسؤوليته عنها على عاتقه!
ان اعمال القصف والتدمير للمدينة واعمال القتل الجماعي للناس التي تُسيَّرْ تحت ستار “الحرب ضد الارهاب” هي جريمة ضد الانسانية، وينبغي ان تتوقف فوراً. ينبغي الاشارة باصابع الاتهام الى امريكا وحلفائها العالميين والاقليميين بوصفهم جناة ومسؤولين مباشرين عن اعمال القتل هذه. على جماهير العراق والمنطقة والعالم ان تلج الميدان ضد هذه البربرية واعمال القصف الجوية للجماهير المدنية، وان تعلي صوتها الاحتجاجي بوجه الجرائم الانسانية لهذه الحرب.
وفي الوقت الذي يدين الحزبان الشيوعي العمالي الكردستاني والعراقي بشدة اعمال القتل الجماعية هذه، يدعوان الجماهير المتمدنة والتحررية في كردستان والعراق والمنطقة والعالم ان تقف بوجه هذه الجرائم وانهاء تطاول التدخل العنجهي لامريكا والدول الامبريالية في المنطقة. ان المهمة الفورية التي تقع على عاتق البشرية المتمدنة والتحررية في العالم هو ان تلج الميدان لايقاف اعمال القصف الجوية هذه على الجماهير المدنية لمدينة الموصل، وان يدينوها ويفضحوها ويطالبوا بايقافها فوراً.
الحزب الشيوعي العمالي في كردستان
الحزب الشيوعي العمالي العراقي