بيان الحزب الشيوعي العمالي العراقي حول: مجزرة داعش بحق الابرياء في فرنسا !
15/11/2015
لمرة الثانية خلال هذا العام، يصبح المدنيين الابرياء في باريس هدفا للمجازر الارهابية الوحشية للاسلام السياسي. اذ قامت مجموعة من الارهابين المنتمين الى “الدولة الاسلامية”، داعش، ليلة امس بارتكاب سلسلة جرائم وحشية عبر تفجيرات انتحارية واطلاق الرصاص على المواطنين الأبرياء وسط مدينة باريس، كانوا حينها في مطعم ومقهى ومسرح وقرب ملعب دولي لكرة القدم. راح ضحية هذه المجزرة الوحشية لحد الان 129 قتيلا و352 جريحا. وقد اعلنت “الدولة الاسلامية ” مسؤوليتها عن ارتكاب هذه الجريمة البربرية بحجة مشاركة فرنسا في القصف الجوي لـ “اراضي” داعش.
ما حدث في باريس ليلة امس احزن من الصميم كل انسان يتمتع بذرة من ضمير انساني حي. تصيب البشرية المعاصرة الصدمات والالم كل يوم، ومن جديد، وهي تشهد جرائم هذه القوى الارهابية للاسلام السياسي في مختلف بقاع العالم، تشهد مجازرها بحق عشرات الالاف من الابرياء، وابادة الالاف من النساء وتحويلهن الى سلعة تباع في أسواق النخاسة، خلال هجماتها العسكرية على مناطق في العراق وسوريا منذ 18 شهر، وهي تشهد استمرار المجازر الوحشية اليومية لداعش والقاعدة واضرابهما في العراق وسوريا منذ سنوات طويلة. ان هذه القوة الارهابية للاسلام السياسي هي فصيل من فصائل حركة سياسية فاشية للبرجوازية القومية- الاسلامية في منطقة الشرق الاوسط بالاساس وترتكب كل هذه الجرائم لتحقيق اهدافها السياسية.
من حق الطبقة العاملة والانسانية المعاصرة مسك خناق سادة العالم اليوم البرجوازيين والراسماليين ودولهم الامبريالية، على ما خلقت حروبها وسياستها ونزاعاتها الامبريالية وصراعاتها، بهدف اعادة تقسيم مناطق النفوذ في منطقة الشرق الاوسط، من الماسي والدمار ومن اشاعة كوابيس الارهاب الاسلام السياسي وفرضه على البشرية. ان هؤلاء “السادة المحترمون”! شركاء الجريمة في ما يحدث من جرائم على ايدي داعش والارهابيين الاخرين في العالم وما حدث من المجازر يوم امس في باريس.
تقف امريكا والغرب، اسرائيل، وحلفائهم الدوليين في منطقة الشرق الاوسط، من شيوخ السعودية وقطر وحكومة اوردغان في تركيا، وراء التمويل والدعم العسكري واللوجستي لداعش وارهابيي الاسلام السياسي الاخرين. انهم من يقف وراء تصاعد قوى ارهابية مثل داعش في العراق وسوريا وخلق معارضة اسلامية رجعية وارهابيين اسلاميين في سوريا. ولا تزال في اجندة دول مثل السعودية وقطر وتركيا اصرار على تحكم ارهابيو الاسلام السياسي بمقدرات الجماهير في هذه المنطقة وتحاول بشتى السبل ايجاد موقع ومكانة سياسية لهؤلاء الارهابيين في النظام البرجوازي العالمي جنباً لجنب السعودية وقطر ومختلف انظمة تيارات الاسلام السياسي والقومي. اذ لا تزال السعودية وقطر وتركيا يصرون على ادراج الارهابيين في قائمة طاولة المفاوضات لرسم خارطة النظام السياسي والتقسيم الامبريالي الجديد على انقاض سوريا المدمرة. انقلب الكابوس الذي اوجدته الدول الامبريالية وحلفائها عليهم، وبالتالي، تُجبر الى المواجهة العسكرية ضدهم ولكن بدون ان يستهدفوا استئصالهم الجذري، بيد ان البشرية المعاصرة، ومنها الجماهير في البلدان الامبريالية نفسها من مثل سكان باريس،هي من تدفع باستمرار ضريبة جرائم هذه القوى الإرهابية من أمثال داعش والقاعدة وغيرها.
ان الطبقة العاملة والجماهير الكادحة، دعاة التحرر، النساء والشبيبة ذاقت الامرين على ايدي ارهابيي الاسلام السياسي وهي من تدفع ضريبة استمرار هذه القوى وتحكمها بالمجتمع في العراق. ان الحزب الشيوعي العمالي في العراق جزء من هذه الجماهير العمالية والكادحة والتحررية وهو يناضل بكل ما له من قوة ضد الاسلام السياسي بجميع اطيافه، ويناضل من اجل انقاذ المجتمعات في منطقة الشرق الاوساط من براثن هذه القوى الرجعية البربرية، العدو الأول للبشرية، ومستعبدي وجزاري نصف الجنس البشري، النساء.
ان الحزب الشيوعي العمالي العراقي، وفي الوقت الذي يعبر عن استنكاره الشديد لهذه الجريمة الوحشية، يعلن عن مواساته لعوائل الضحايا وتضامنه التام مع الطبقة العاملة والجماهير التحررية في فرنسا للنضال ضد هذه الزمر والعصابات الارهابية للاسلام السياسي من داعش والقاعدة وغيرها لسد الطريق امام تكرار جرائمهم بحق سكان فرنسا والإنسانية جمعاء.
الموت لارهاب الاسلام السياسي
عاش نضال الطبقة العاملة والبشرية المتمدنة ضد داعش ودولتها الاسلامية
الحزب الشيوعي العمالي العراقي
13 تشرين الثاني – نوفمبر 2015