لا للغطرسة الحربية التركية في العراق!
17/06/2018
امام حشد من انصاره القوميين والاسلاميين في ولاية نيغده التركية، وضمن اطار حملته الدعائية للانتخابات الرئاسية والبرلمانية، اعلن الرئيس التركي رجب طيب اردوغان يوم الاثنين المنصرم (11 حزيران) عن ان قوات بلاده اطلقت عملية عسكرية في جبل قنديل في شمال كردستان العراق.
ان هذه الحملة العسكرية الارهابية هي مدانة جملة وتفصيلا ومبعث استنكار كل القوى المحبة للخير والرفاه والانسانية. ان هذه الخطوة ستضيف تعقيدات اكثر ايلاما على البلد الذي يغط اساسا من راسه الى قدميه في مشكلات وصراعات جدية وخطيرة ومدمرة.
لاتهدف حملة الارهاب هذه الى “تجفيف منابع الارهاب”، ارهاب حزب العمال الكردستاني مثلما يدعي اردوغان وحكومته الشوفينية القومية الاسلامية. ليس لادعائهم هذا اي صلة بواقع وحقيقة الامور. اذ ليس بوسع عمليات متغطرسة مثل هذه ان تنهي وجود حزب العمال الكردستاني، ناهيك عن تجفيف منابعه. ان هذه الادعاءات الفارغة وعديمة الصلة تناسب حملة دعائية انتخابية اكثر مما تمت بصلة لواقع الامور. حملة تستند الى الضرب على اوتار النزعات القومية التركية الشوفينية والمتعصبة من اجل تحقيق فوز انتخابي وبالتالي ادامة سلطة الحروب والجريمة المنظمة في العراق وسوريا ومصادرة الحريات والحقوق السياسية والمدنية وفرض الاستبداد والقمع السياسي وتقوية الرجعية الاسلامية في تركيا والمنطقة وفرض التراجع على مدنية المجتمع في تركيا.
ان الهدف الاساسي الذي يتعقبه النظام القومي القمعي في تركيا هو استغلال هذه القضية او الحجة للتدخل في الاوضاع السياسية في العراق، هذا البلد الذي يغط في ازمة سياسية خانقة الى ابعد الحدود اليوم جراء انعدام افاق مايسمى “العملية السياسية”، وبالاخص بعد الفشل الذريع لمهزلة الانتخابات وتربص القوى المليشياتية الدموية لانتزاع السلطة. انها خطوة تعد امتدادا لخطوات سابقة قبلها، اذ سعت قبلها للتدخل عبر انشاء داعش وسيطرتها على مناطق واسعة في العراق، وبعد هزيمة داعش، وظفت عتلة المياه والسدود وتجفيف انهار دجلة والفرات، وها هي اليوم تلجأ الى هذا، اي شن الهجمات الحربية واقامة القواعد العسكرية (11 قاعدة وفق ماقاله رئيس الوزراء التركي، يلدريم) للتدخل في هذه الاوضاع
والتاثير عليها بمايخدم مصالحها الخاصة.
وبسبب الازمات السياسية والاقتصادية والاجتماعية العميقة في العراق والصراع الحاد بين القوى البرجوازية القومية والطائفية من اجل حسم السلطة، والامتدادات الاقليمية لهذه القوى والتيارات المعادية للجماهير، فان المجتمع في العراق يقف على برميل بارود صراعات هذه القوى الاقليمية والمحلية الموغلة في الرجعية ومعاداة الانسان.
ان الحزب الشيوعي العمالي العراقي يدين مثل هذه الاعمال والمساعي التي تدفع المجتمع نحو مستقبل مجهول اكثر ملبد بالصراعات والحروب الاقليمية والعالمية في سعيهم الحثيث من اجل اعادة تقسيم العالم. كما ويطالب تركيا سحب جميع قواتها من العراق واغلاق جميع قواعدها العسكرية فورا. ويناشد الحزب كل القوى التحررية والمحبة للسلام والانسانية ان تقف بوجه هذه الاعمال وابعاد مخاطر الحروب عن حياة المجتمع .
الحزب الشيوعي العمالي العراقي
15 حزيران- 2018