قلب كبير كف عن الخفقان، جسد كف عن النضال!
31/12/2018
بأسف وحزن كبيرين، كف اليوم 31/12/2018 القلب الكبير للرفيق جبار مصطفى عن الخفقان، وكف جسده المفعم بالطاقة عن النضال. لقد كان جبار مصطفى احد القادة والشخصيات المعروفة والمحبوبة لحركة الشيوعية العمالية وعضو اللجنة المركزية للحزب الشيوعي العمالي الكردستاني. رحل عن عمر يناهز (66) عام بعد صراع شديد ومرير مع مرض السرطان، في مدينة سدني، الاسترالية.
كان الرفيق جبار، احد قادة الحراك الشيوعي ومناضلاً صلداً وراسخاً، وناضل دون هوادة من اجل تحرر الطبقة العاملة والجماهير المحرومة وارساء مجتمع حر ومتساو. الى حد ان تاريخ حياته قد عُجِنَ بنضال لايكل لاكثر من 4 عقود مع شيوعيي كردستان والعراق، مناهضاً للظلم والاضطهاد، الفقر، الحرمان وانعدام الحقوق الذي فرضته الطبقة البرجوازية وسلطتها، وحبست حياة الملايين في العبودية والظلم. ولهذا، فان رحيله ترك اسف وحسرة وخسارة كبيرة في افئدة مئات والاف المناضلين والمحتجين وفراغ كبير لا يمكن ملئه في حركتنا الشيوعية العمالية واحزابنا.
لقد كان الرفيق جبار من اوائل الرفاق الذين اكدوا على ضرورة ارساء حزب شيوعي ثوري، واستهل اول محطاته النضالية بالنضال ضد النظام الفاشي البعثي. وجراء ذلك، اعتقل بعد اكتشافه من قبل الاجهزة القمعية لذلك النظام الاستبدادي، وتصدى لأعمال التعذيب الوحشية للنظام بصورة جسورة، وحكم عليه بعدها بالسجن لخمسة اعوام. بالنسبة للرفيق جبار، كان سجن ابو غريب مرة اخرى ميدانا اخرا للنضال. فخلال سنوات سجنه، كان جزء من الحلقات والجماعات الماركسية تلك الحركات التي اكدت على ضرورة تأسيس حزب شيوعي موحد للطبقة العاملة في العراق. بعد اطلاق سراحه، وعبر دفعه للنضال الشيوعي وتوسيعه بين العمال والكادحين في كردستان ودفع صف واسع من الشباب المناضل صوب الحراك الشيوعي، تخندق كقائد، وبكل ما اوتي من طاقة وقدرة، مرة اخرى في الصف الطليعي للنضال السياسي من اجل اسقاط النظام البعثي.
ان الرفيق جبار مصطفى ذو تاريخ مفعم بالنضال المناهض لسجل الاعمال الاضطهادي والرجعي للاحزاب البرجوازية القومية والاسلامية الكردية. لقد كان قائدا وناشطاً داعما للحركة النسوية الداعية للمساواة. وكان النضال وتوجيه النداء لصياغة الصف الطبقي المستقل والاشتراكي للطبقة العاملة والجماهير الكاحة ميداناً كبيراً لنضاله .
لقد اسس، مع رفاق اخرين، منظمة “اتحاد نضال الشغيلة”، وبعدها كان من بين مؤسسي وقادة “اتحاد نضال الشيوعية العمالية”، ووفقاً لذلك، كان له دوراً بارزاً في تأسيس الحزب الشيوعي العمالي العراقي.
كان الرفيق جبار في عام 1991 احد منظمي لجان الانتفاضة، وكان له عملياً دوراً في طرد وتطهير مدن كردستان من القوى البعثية ، وبرز بوصفه قائداً في الحراك المجالسي في كردستان العراق من اجل ارساء السلطة المباشرة للجماهير، وتصدى بصورة مواضبة للدور القمعي والرجعي للاحزاب القومية والسلطات المضطهِدة. لقد كانت مساعيه بترجمة الادبيات الشيوعية والعمالية الى اللغة العربية والكردية ونشرها بين العمال والشباب الشيوعيين ايضاً من بين الجوانب المشرقة لحياته صوب تقوية الوعي الطبقي والشيوعية. كما كان له دوراً خاصاً بارزاً في عقد الصلة مابين الحركة الشيوعية في كردستان مع الحركة الشيوعية في وسط وجنوب العراق. لقد كان له بالأخص دورا كبيراً في تبلور الشيوعية العمالية في وسط وجنوب العراق. عُجِنَ تاريخ حياة الرفيق جبار مصطفى بالنضال العلني والسري للشيوعية، وترك تجربة غنية لنا وللأجيال اللاحقة.
برحيل الرفيق جبار مصطفى، فقدت حركة الشيوعية العمالية ، في العراق وكردستان وحتى ايران، احد قادتها ووجوهها البارزة المحبوبة والمعروفة. وعليه، يعزي المكتبين السياسيين للحزبين الشيوعي العمالي في العراق وكردستان الرفيقة شيرين، شريكة حياته، وبناته زاريا، ماردين وليزا وكل محبي الحزب واصدقاءه واعضاءه وكل الذين يعتصرهم الحزن لرحيل الرفيق جبار، املين باصرارنا جميعاً على درب نضاله ،ان نخفف من اثار هذه الخسارة والرحيل.
المجد والخلود لذكرى حياة ونضال الرفيق جبار مصطفى ( جلال محمد )، وستبقى في قلوبنا حية للابد.
عاشت الحرية، المساواة، والحكومة العمالية !
المكتب السياسي للحزب الشيوعي العمالي في كردستان
المكتب السياسي للحزب الشيوعي العمالي العراقي
31/12/2018