لا لارهاب اليمين المتطرف! (حول عملية القتل الجماعي بحق الابرياء في نيوزلندا)
19/03/2019
تحولت مدينة کرایست تشسيرتش النيوزلندية ومسجد النور الى ساحة ابادة جماعية بكل معنى الكلمة، عملية ابادة ارهابية اقدم عليه فاشستي عنصري يدعى تارانت، ذا توجە يميني متطرف. حيث لقى اثر هذه العمل الاجرامي مايقارب خمسون انسانا بريئاً حتفهم، اناس لا ذنب له سوى انهم يمارسون طقوسهم الدينية العادية. ان هذا العمل الاجرامي يعيد الى الاذهان الاعمال الاجرامية الاخری التي قام بها هذا اليمين العنصري في النرويج وامريكا وبلدان اخرى.
تجري هذه الاعمال الارهابية، في ظل تصاعد اليمين البرجوازي المتطرف ذو النزعة القومية العرقية والثقافية العنصرية، بما فيها القومية الخالصة لذوي العرق الابيض، في اطار عالم يعاني ما يعانيه من ازمات اقتصادية وسياسية واجتماعية متواصلة وعميقة. اذ ليس لدى البرجوازية العالمية حلول ناجعة لازمتها الخانقة. وعليه، وفي ظل هذه الاوضاع وغياب يسار مقتدر، تبرز هذه الحركات الارهابية اليمينية، لارهاب “الاخر”، سواء أكان “مسلماً” او “اجنبياً” من غير العرق الابيض.
ان الارهاب اليميني البرجوازي هو ارهاب معاكس لارهاب الاسلام السياسي الداعش والقاعدي. الارهاب هو ارهاب مهما كان مصدره، وهو مدان جملة وتفصيلاً. ان سياسات البرجوازية العالمية، وعلى رأسها امريكا، هي التي وفرت ارضية لتلك الاعمال الارهابية، سواء أكان اسلامياً داعشياً او ليبرالياً قومياً متطرفاً. الهدف والنتيجة هما الشئ ذاته، وهما قتل الابرياء والمدنيين، قتل الاطفال و الشيوخ، تدمير البنية الاجتماعية سواءا أ كان في اوروبا، امريكا، نيوزلاندا، العراق، سوريا وليبيا و….
تسابقت الحكومات الغربية وغير الغربية في العالم كله بذرف دموع التماسيح فوراً وادانه هذا الحدث. بيد ان ماينبغي تسجيله هنا هو ان هذه الحكومات وسياساتها المحلية والعالمية كانت ولازالت هي المصدر الاساسي لتصاعد اليمين المتطرف واعمال الاجرام والاجرام المتبادل الذي يدفع ثمنه الابرياء حصراً.
يدين تنظيم الخارج للحزب الشيوعي العمالي العراقي وبشدة هذه العملية الاجرامية المقيتة. في الوقت الذي يعزي الحزب عوائل القتلى والمصابين بمصابهم الاليم، يطالب الحكومة النيوزلندية ان تقوم بواجبها بكشف كل ملابس الجريمة ومحاكمة الارهابي المذكور بصورة علنية وشفافة. كما يناشد القوى التقدمية والعمالية والمدافعة عن حقوق الانسان وحرياته في العالم ان يدينوا هذه الجريمة، كرد مباشر لقوى التقدم على اليمين البرجوازي المتطرف. يقف الحزب الشيوعي العمالي العراقي- تنظيم الخارج- جنباً لجنب مع الحركات اليسارية والعمالية والتقدمية في العالم لابراز والتاكيد على الهوية الانسانية للانسان والحقوق العالمية والشاملة للانسان بوصفه رد على الحركات البرجوازية العنصرية والمتطرفة واجندتها المعادية للانسان.
لا للارهاب بكل اشكاله!
لا لحركات اليمين البرجوازي المتطرف واحزابها.
الحزب الشيوعي العمالي العراقي
تنظيم الخارج
16-3-2019